قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في الاختيارات الفقهية ص 463، والفتاوى الكبرى 5 / 379:
ورمضان أفضل الشهور، ويكفر من فضل رجبًا عليه ...اهـ
وحكاه عنه الأصحاب من الحنابلة ، كابن مفلح في الفروع والبهوتي في كشاف القناع وغيرهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في الاختيارات الفقهية ص 463، والفتاوى الكبرى 5 / 379:
ورمضان أفضل الشهور، ويكفر من فضل رجبًا عليه ...اهـ
وحكاه عنه الأصحاب من الحنابلة ، كابن مفلح في الفروع والبهوتي في كشاف القناع وغيرهما .
أي: لأنه أنكر القرآن والسنة المتواترة الواردة في فضل شهر رمضان؟
لا شك أن رمضان فيه فضل عظيم وفيه أنزل القرآن ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو أفضل الشهور، لكن إن فضل أحد شهرا عليه غير رجب، هل ينطبق عليه كلامه رحمه الله ، بمعنى هل يكفر؟
لعل فيه إشكالا؛ لما جاء في الفروع حاكيا عن صاحب الْغُنْيَةِ قوله : إنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ الشُّهُورِ أَرْبَعَةً: رَجَبًا وَشَعْبَانَ وَرَمَضَانَ وَالْمُحَرَّمَ, وَاخْتَارَ مِنْهَا شَعْبَانَ, وَجَعَلَهُ شَهْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَكَمَا أَنَّهُ أَفْضَلُ الْأَنْبِيَاءِ فَشَهْرُهُ أَفْضَلُ الشُّهُورِ, كَذَا قَالَ .
ففضَّلَ شعبانَ على رمضان ، هذا ظاهر كلامه. ومع ذلك لم يكفره أحد!
ولعل السر في تخصيص رجب في كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن من اعتقد أن رمضان أفضل مع ذكر النصوص الواردة في فضله ، ومع ذلك فضل رجبا وصار إلى ما كان عليه أهل الجاهلية من تعظيمهم له ، مع أنه من الأشهر الحرم ، فمن فعل ذلك كفر ؛ لأنه عظم ما كانت تعظمه أهل الجاهلية وسار على طريقهم في تفضيل رجب أكثر من غيره - ولو كان رمضان - فهو إذن كافر .
هذا ما ظهر لي في تخصيص رجب في كلامه رحمه الله ، فهو لم يقل : من فضل شهرا على رمضان يكفر ، بل ذكر رجبا بعينه ، والله أعلم .
توجيه وجيه شيخي الحبيب.