ما يستحب من القراءة في الصلاة- قال ابن رجب:
في حديث أبي هريرة قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان.
قال سليمان: يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل، خرجه الإمام أحمد والنسائي.
فهذا حديث صحيح عن أبي هريرة وأنس، ويدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في المغرب بقصار المفصل.
ويشهد له - أيضا -: ما خرجه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا قد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة.
فهذا يدل على إكثار النبي - صلى الله عليه وسلم - من قراءة سور المفصل في الصلوات الجهريات الثلاث، قصارها، وطوالها، ومتوسطها.
فإنه كان يقرأ في الصبح بطوال المفصل، وفي المغرب بقصاره، وفي العشاء بأوساطه، فهو موافق لحديث أبي هريرة وأنس، وهذا هو الظاهر.
وذكر الترمذي: أن العمل عند أهل العلم على القراءة في المغرب بقصار المفصل. وهذا يشعر بحكاية الإجماع عليه. (فتح الباري 28/7)
- وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ أحياناً بطوال المفصل في المغرب، كما ثبت أنه قرأ بالطور، وأحياناً بأواسطه كما قرأ بالمرسلات. (ينظر: التمهيد 146/9)
- سورة "ق" أول الحزب المفصل على الصحيح كما قال ابن كثير في تفسيره (392/7)
-وقال السيوطي: للمفصل طوال وأوساط وقصار، قال ابن معن: فطواله إلى عم، وأوساطه منها إلى الضحى، ومنها إلى آخر القرآن قصاره، هذا أقرب ما قيل فيه. (الإتقان ص226)