الموضوع: فوائد فقهية متجدد

العقيقة عن المولود

* روى الترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمرهم عن الغلامِ شاتانِ مكافِتان، وعن الجاريةِ شاةٌ.

(وضبط النووي مكافِئتان: بكسر الفاء، ومعناه: متساويتان في السن كما ذكر ابن الأثير في النهاية)

* روى أبو داود والترمذي وصححه: (كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى)

*قال الإمام أحمد: معناه أنه محبوس عن الشفاعة في أبويه.

قال ابن القيم: وظاهر الحديث أنه رهينة في نفسه، ممنوع محبوس عن خير يراد به، ولا يلزم من ذلك أن يعاقب على ذلك في الآخرة، وإن حبس بترك أبويه العقيقة عما يناله من عق عنه أبواه.

وقد يفوت الولد خير بسبب تفريط الأبوين، وإن لم يكن من كسبه، كما أنه عند الجماع إذا سمى أبوه لم يضر الشيطان ولده، وإذا ترك التسمية لم يحصل للولد هذا الحفظ.
(زاد المعاد 297/2)

كمال الانقياد

* من جميل كلام الشيخ ابن عثيمين:

إذا ورد النهي فاجتنبه ولا تسأل هل هو للتحريم أو للكراهة؟

وإذا ورد الأمر فاتبعه ولا تسأل هل هو للوجوب أو للاستحباب؟

فالصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا أمرهم الرسول ﷺ بشيء لا يقولون: يا رسول الله هل قصدت الوجوب أو الاستحباب؟ يفعلون مباشرة.

نعم إذا تورط الإنسان ولم يفعل المأمور ولم يترك المنهي عنه، حينئذ نبحث: هل هو للوجوب أو للاستحباب؟ أما قبل ذلك فنصيحتي لكل مؤمن إذا سمع أمر الله ورسوله أن يقول: سمعنا وأطعنا ويفعل، وإذا سمع النهي أن يقول: سمعنا وأطعنا ويترك، ولا يخاطر بنفسه.

وأشد الناس انقيادا لأمر الله ورسوله هم أقوى الناس إيماناً:

(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
(لقاء الباب المفتوح 160)

(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)

* قال ابن عباس رضي الله عنهما:
ابتلاه بالطَّهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد.

خمس في الرأس: قصُّ الشَّارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسِّواك، وفرق الرأس.

وفي الجسد: تقليم الأظافر، وحلق العانة، والختان، ونتْف الإبْط، وغسل أثَر الغائط والبول بالماء. رواه الحاكم وصححه، وصححه ابن حجر.

* معنى فرْق الشعر:
قال ابن عبد البر: أن يقسم شعر ناصيته يميناً وشمالاً، فتظهر جبهته وجبينه من الجانبين.

وقال ابن حجر: وهو قسمته في المفرق وهو وسط الرأس، يقال: فرق شعره فرْقا بالسكون، وأصله من الفرق بين الشيئين.

قالا: والفرق في الشعر سنة، وأولى من السدل، لأنه آخر ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفرق لا يكون إلا مع كثرة الشعر وطوله.

(التمهيد 74/6، فتح الباري 362/10، وينظر: أوجز المسالك للكاندهلوي 25/17)

متى يؤجر تارك السيئات

*قال ابن كثير: تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام:

1- تارة يتركها لله عز وجل فهذا تكتب له حسنة على كفه عنها لله تعالى، وهذا عمل ونية، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة، كما جاء في بعض ألفاظ الصحيح: "فإنما تركها من جراي" أي: من أجلي.

2- وتارة يتركها نسيانا وذهولا عنها، فهذا لا له ولا عليه، لأنه لم ينو خيرا ولا فعل شرا.

3- وتارة يتركها عجزا وكسلا بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها، فهذا يتنزل منزلة فاعلها، كما جاء في الصحيحين:

"إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصا على قتل صاحبه". (تفسير سورة النمل 379/3)

كان سالم ابن عبد الله ابن عمر يخالف أباه وجده في مسألة كراهة استدامة الطيب بعد الإحرام لحديث عائشة، ويقول: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع. (فتح الباري 398/3)

* وحديث عائشة رضي الله عنها: (طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين حين أحرم، ولحله حين أحل)

ويؤخذ منه استحباب التطيب قبل الإحرام في الجسد لا في ملابس الإحرام، وأن بقاءه بعد الإحرام لا محظور فيه.

رضي الله عن ابن عمر ما أشد تعظيمه للسنن

* قال رجل لابن عمر: أرأيت الوتر أسنة هو؟ قال: ما سنة؟!
أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوتر المسلمون، قال: لا أسنة هو؟
قال: مه، أو تعقل؟! أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوتر المسلمون. (رواه الإمام أحمد في المسند)

* قال السندي: قوله: ما سنة؟ أي: ما معنى كونه سنة أو غير سنة، وأي وجه لهذا السؤال!

ثم أجابه بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، وفي مثله ينبغي الاقتداء به، وينبغي للناس أن يسألوا عن هذا المعنى، ثم يعملوا به، ولا ينبغي لهم أن يسألوا عن كونه سنة، أي: غير واجب، ليتوسلوا بذلك إلى تركه. (حاشية مسند الإمام أحمد 448/8)

من المهم للباحث أن يرصد أدلة كل مذهب من كتبهم، فغالباً ما يكون لهم عناية في التقصي لدليل قولهم.

ومما يقع الخطأ فيه أحياناً نسبة دليل لمذهب ينقله الباحث من كتب المذاهب الأخرى، ثم تجده بعد ذلك يصفهم بالتناقض مع أصل عندهم يقررونه في كتبهم، مع أن هذا الدليل لم يستدلوا به ولم يقرروه.

أو يذكر أن قولهم ليس عليه دليل مع أنه لم يستوف البحث في كتبهم، ولذلك أحببت أن أذكر بعض الكتب التي تعتني بالاستدلال للمذهب، بغض النظر هل هي عمدة المتأخرين فيما استقر عليه مذهبهم، وإنما الكلام هنا في ذكر أدلة المذهب من الأثر والنظر.

1- الحنفية:
- بدائع الصنائع للكاساني
- المبسوط للسرخسي
- اللباب في الجمع بين أدلة السنة والكتاب - للمنبجي
- شرح مختصر الطحاوي للجصاص
- التجريد للقدوري
- إعلاء السنن للتهانوي
- أوجز المسالك للكاندهلوي

2- المالكية:
- التمهيد والاستذكار لابن عبدالبر
- البيان والتحصيل، وكذلك المقدمات الممهدات، كلاهما لابن رشد
- النوادر والزيادات لابن أبي زيد
- المنتقى شرح الموطأ للباجي
- تبيين المسالك شرح تدريب السالك إلى أقرب المسالك لمحمد الشيباني الشنقيطي
- الفقه المالكي وأدلته للحبيب بن طاهر

3- الشافعية
- الأم للشافعي
- الخلافيات للبيهقي
- الحاوي للماوردي
- فتح العزيز للرافعي
- المجموع للنووي
- كفاية النبيه لابن الرفعة
- النجم الوهاج للدميري

4- الحنابلة:
- المغني والكافي لابن قدامة
- الفروع لابن مفلح
- الممتع شرح المقنع للتنوخي
- المبدع شرح المقنع للبرهان ابن مفلح
- شرح الزركشي على الخرقي
- شرح المنتهى للبهوتي

كتبها: نايف اليحيى @Naif_ALYahya

تجارة النيات

قال أبو حامد الغزالي:
وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب؛ إذ كل واحدة حسنة، ثم تضاعف كل حسنة بعشرة أمثالها كما ورد.

ومثاله: القعود في المسجد فإنه طاعة، ويمكن أن ينوي فيه نيات كثيرة حتى يصير من فضائل أعمال المتقين:

أولها: أن يعتقد أنه بيت الله وأن داخله زائر الله.

ثانيها: أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة فيكون في صلاة.

ثالثها: الترهب بكف السمع والبصر والأعضاء عن الحركات والترددات.

رابعها: عكوف الهم على الله ولزوم السر للفكر في الآخرة، ودفع الشواغل الصارفة عنه بالاعتزال إلى المسجد.

خامسها: أن يقصد إفادة العلم بأمر بمعروف ونهي عن منكر؛ إذ المسجد لا يخلو عمن يسيء في صلاته أو يتعاطى ما لا يحل له، فيأمره بالمعروف ويرشده إلى الدين.

فهذا طريق تكثير النيات، وقس به سائر الطاعات، إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له، فبهذا تزكو الأعمال وتتضاعف الحسنات.
(موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ص300)

جديد كتب السنة

الآن، ولأول مرة:
مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي منسقة ومفهرسة
متاحة للتحميل
من هنا
http://wp.me/p6UK8M-jGC
المكتبة العلمية
مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي – ترفع لأول مرة
بشرى لطلاب العلم والمختصين من الأكاديميين وغيرهم.. لقد يسّر الله تعالى تصوير كافة أعداد مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي لجميع الدورات التي عُقدت حتى الآن.. حيث عقد…

نظراً لبدء معرض الكتاب في الرياض غداً سأطرح وأنقل هذه الأيام مقترحات لما ينبغي اقتناؤه من الكتب، وسيكون بعضها مناسب للثقافة العامة وبعضها لطلاب العلم.

أسأل الله أن ينفع بالجميع، وأشكر لكم اشتراككم ومتابعتكم.

إصدارات متميزة من مركز تدبر

القراءة غذاء العقل، ومتعة الروح، وأنس الوحدة، تحلق بها في عقول ذوي الألباب، وتستنشق منها عبير الحكم، ومن وضع قدمه على أعتابها ألفها إلفا تمتزج به في لحمه ودمه، وقد أحببت أن أضع كتبا مقترحة للمبتدئين تشجعهم وتشوقهم ليتصادقوا مع الكتاب:

* في فن القراءة:
قراءة القراءة د. فهد الحمود
القراءة المثمرة د.عبد الكريم بكار

* في الفقه: فقه العبادات ابن عثيمين

المختصر في العبادات، والمختصر في المعاملات د.خالد المشيقح.

* في الحديث:
بهجة قلوب الأبرار ابن سعدي
شرح الأربعين النووية لابن عثيمين
مختصر جامع العلوم والحكم اختصره: محمد المهنا

* في التفسير:
المختصر في التفسير إصدار مركز تفسير
السراج في غريب القرآن د.محمد الخضيري . .

* في السيرة:
الرحيق المختوم المباركفوري
السيرة النبوية محمد الصوياني
من مقامات النبوة نايف اليحيى . .

* في العقيدة:
مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية د. عبدالله الجبرين
عقيدة أهل السنة والجماعة ابن عثيمين . .

* كتب في السلوك والرقائق
الجواب الكافي لابن القيم
حياة السلف بين القول والعمل أحمد الطيار

* كتب لرفع الهمة:
علو الهمة د. محمد المقدم
المشوق للقراءة علي العمران
الهمة العالية د. محمد الحمد

كتب عامة:
التسليم للنص الشرعي والمعارضات الفكرية المعاصرة د. فهد العجلان
سابغات أحمد السيد
جميع كتب علي الطنطاوي جميلة وممتعة.

دليلك إلى أكثر من 350 كتاب مع الطبعات الحديثة
https://t.co/vxnBxWiXvE


تشجير أهم الكتب الفقهية المطبوعة على المذاهب الأربعة
https://t.co/uh5nkK2kEE

مسائل في صلاة الجنازة

* قال ابن المنذر:
أجمع عوام أهل العلم على أن المصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة يكبرها، واختلفوا في رفع اليدين في سائر التكبيرات .. ثم رجح أنها ترفع في جميع التكبيرات. (الأوسط 468/5)

- وقال الترمذي: (رأى أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن يرفع الرجل يديه في كل تكبيرة على الجنازة، وهو قول ابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق)، وثبت هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما، رواه البيهقي وغيره.

* ليس في صلاة الجنازة دعاء استفتاح، سئل الإمام أحمد عنه فقال: (ما سمعت) (مسائل أبي داود 153)، وذكر ابن المنذر أنه لم يرد فعله عن الصحابة ولا التابعين. (الأوسط 479/5)

*صفة الصلاة: قال ابن المنذر:
التكبير على الجنائز أربع، يقرأ بفاتحة الكتاب، ثم يكبر الثانية ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يكبر الثالثة [ويدعو للميت] ثم يكبر الرابعة، ويقف كقدر ما بين التكبيرتين يستغفر للميت ويدعو له، ثم يسلم تسليمة واحدة إلى الشق الأيمن. (الإقناع 161/1)، وفيه أثر عن أبي أمامة ابن سهل رواه الشافعي (ينظر: معرفة السنن والآثار 5/299)

* وأما قراءة سورة بعد الفاتحة فذكر البيهقي أنه غير محفوظ. (السنن الكبرى 39/4)، وثبت في البخاري عن ابن عباس قراءة الفاتحة فقط.

مسائل في صلاة الجنازة 2

* قال ابن قدامة:
يستحب المسارعة إلى تجهيزه إذا تيقن موته؛ لأنه أصوب له، وأحفظ من أن يتغير، وتصعب معافاته. قال أحمد: كرامة الميت تعجيله.

وفيما روى أبو داود، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله».

* وقال: ويصلى على القبر، وتعاد الصلاة عليه قبل الدفن جماعة وفرادى. نص عليهما أحمد وقال: وما بأس بذلك؟، قد فعله عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث ابن عباس قال: «انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر رطب، فصفوا خلفه، وكبر أربعا» متفق عليه. (المغني 381/2)

* قال ابن القيم:
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة على الجنازة صلى على القبر، فصلى مرة على قبر بعد ليلة، ومرة بعد ثلاث، ومرة بعد شهر، ولم يوقت في ذلك وقتا.

قال أحمد: من يشك في الصلاة على القبر؟! ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الجنازة صلى على القبر من ستة أوجه كلها حسان، فحد الإمام أحمد الصلاة على القبر بشهر، إذ هو أكثر ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى بعده، وحده الشافعي بما إذا لم يبل الميت. (زاد المعاد 493/1)

قضاء ما فات من تكبيرات الجنازة

* من أدرك الإمام في التكبيرة الثانية أو ما بعدها فإنه يدخل معه ويقرأ الفاتحة، ويكون ما أدرك أول تكبيراته، فإذا سلم الإمام (يقضي ما فاته من التكبير، هذا قول سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، ومالك والثوري، والشافعي وأحمد وإسحاق والنعمان،

وقال بعض هؤلاء : يقضيه تباعا قبل أن ترفع الجنازة). (الأوسط لابن المنذر 494/5)، وفي المسألة قول ثان ينظر في(المغني 495/2)

* قال النووي: تجوز صلاة الجنازة فرادى بلا خلاف والسنة أن يصلى جماعة للحديث المذكور في الكتاب مع الأحاديث المشهورة في الصحيح في ذلك، مع إجماع المسلمين، وكلما كثر الجمع كان أفضل. (المجموع 214/5)

* وأي دعاء صحيح المعنى يدعى به للميت فلا بأس به، والأفضل الدعاء بما ورد، وأصح شيء في هذا الباب حديث عوف بن مالك كما قال البخاري، ورواه مسلم بلفظ: (اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر - أو من عذاب النار).

* قال ابن قدامة: وإن كان الميت طفلا، جعل مكان الاستغفار له: اللهم اجعله فرطا لوالديه، وذخرا وسلفا وأجرا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما..
وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شيء موقت. (المغني 365/2)

مسائل في أحكام الإحرام من الميقات

* من المهم التفريق بين لبس الإحرام ونية الدخول في النسك، يقول الشيخ ابن عثيمين: (نية الدخول في النسك شرط، فلا بد أن ينوي الدخول في النسك، فلو لبى بدون نية الدخول فإنه لا يكون محرماً بمجرد التلبية، ولو لبس ثياب الإحرام بدون نية الدخول، فإنه لا يكون محرماً بلبس ثياب الإحرام، فإن التلبية تكون للحاج وغيره، ولبس الإزار والرداء يكون للمحرم وغيره)
فإذا حاذى الميقات نوى الدخول في الحج أو العمرة.

* أجمع العلماء على عدم جواز تجاوز الميقات لمريد النسك إلا بإحرام، وممن نقل الإجماع النووي والرملي.

وأعيان هذه المواقيت لا يشترط، بل الواجب عينها أو حذوها بالاتفاق كما حكاه ابن جماعة.

* وقد نظم بعضهم المواقيت الخمسة في بيتين فقال:
عرق العراق يلملم اليمـني
وبذي الحليـفة يحرم المدني

للشام جحفة إن مررت بها
ولأهل نجد قـرن فاستبن

* من سافر بالطائرة فإن الأفضل أن يحرم عند إعلان محاذاة الميقات، ولا يجوز له تأخير الإحرام عنه، وإن خشي ألا يعلنوا في الطائرة المحاذاة فيحرم قبله من المطار قبل الإقلاع ولا بأس، وقد نقل ابن المنذر والنووي الإجماع على انعقاد الإحرام لو دخل فيه قبل الميقات، وذكر ابن قدامة والحطاب أنه ينعقد بغير خلاف.

* من سافر لعمل أو حاجة وهو لا يعلم هل يوافق مرجعه ومديره على حجه أو عمرته أم لا؟ فلا يلزمه الإحرام، لأنه لم يتحقق العزم والإرادة عنده، ولأنه قد لا يؤذن له، وإن كان متردد النية هل يعتمر أم لا، فهذا التردد إن كان مستوي الطرفين لم يترجح عنده إرادة الحج من عدمه فلا يلزمه الإحرام، لعدم تحقق القصد منه والإرادة للنسك، وبهذا أفتى الشيخان ابن باز وابن عثيمين.

(ينظر في النقول السابقة بحث: أحكام مجاوزة الميقات لـ نايف اليحيى، في موقع صيد الفوائد)

* من سنن الإحرام:
1- الغسل، وقد نقل الاتفاق على استحبابه.
2- التطيب في البدن قبل الإحرام من غير أن يصيب ملابس الإحرام؛ لما في الصحيحين عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يُحرم تطيب بأطيب ما يجد)
3- إحرام الرجل في إزار ورداء أبيضين، أما المرأة فليس لها لباس ولا لون معين.

4- إن وافق فريضة فالأفضل أن يحرم بعدها.
5- التحميد، والتسبيح، والتكبير عند الاستواء على المركوب قبل التلبية، وقد ثبت هذا في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه.
قال ابن حجر: وهذا الحكم قلَّ من تعرض لذكره مع ثبوته.

الأئمة الأربعة الذين انتشرت مذاهبهم الفقهية كانوا على عقيدة السلف، ولم تشب عقيدتهم بدع وتأويل بعض المتأخرين، وقد جمعت هنا بعض الرسائل التي تفيد في ذلك بروابط تحميلها

== هذه رسالة مختصرة مفيدة في (اعتقاد الأئمة الأربعة)، موثقة النقل من كتبهم
http://waqfeya.com/book.php?bid=1960

== كتاب: أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة (رسالة دكتوراه)
http://majles.alukah.net/t86282/

== جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
http://waqfeya.com/book.php?bid=1955

== كتب للمالكية في تقرير عقيدة السلف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=274976

== كتاب: عقيدة الإمام مالك للمغراوي
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...3595#gsc.tab=0

== كتاب: منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة (رسالة دكتوراه)

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=251309

==جهود علماء الشافعية في تقرير عقيدة السلف
http://www.riyadhalelm.com/play-15401.html

== جهود أئمة الشافعية في تقرير توحيد العبادة
https://islamhouse.com/ar/books/727231/

== الرسائل والمسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة
http://majles.alukah.net/t20758/

بيع الغرر

* في صحيح مسلم: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر)

* قال ابن حجر: شراء السمك في الماء نوع من أنواع الغرر، ويلتحق به الطير في الهواء، والمعدوم والمجهول والآبق ونحو ذلك.

قال النووي: النهي عن بيع الغرر أصل من أصول البيع فيدخل تحته مسائل كثيرة جداً، ويستثنى من بيع الغرر أمران:

أحدهما: ما يدخل في المبيع تبعاً، فلو أفرد لم يصح بيعه، والثاني: ما يتسامح بمثله، إما لحقارته، أو للمشقة في تمييزه وتعيينه.

فمن الأول: بيع أساس الدار، والدابة التي في ضرعها اللبن والحامل.

ومن الثاني: الجبة المحشوة، والشرب من السقاء، قال: وما اختلف العلماء فيه مبني على اختلافهم في كونه حقيرا، أو يشق تمييزه أو تعيينه، فيكون الغرر فيه كالمعدوم فيصح البيع وبالعكس. (فتح الباري 357/4)

عيد الأم

= الأم لها حق الاحترام والإكرام ، والبر والصلة ، طول العام ، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟!

ثم إن هذه البدعة لم تأت إلينا إلا من المجتمعات التي انتشر فيها العقوق ، ولم تجد فيه الأمهات والآباء من ملجأ غير دور الرعاية ، حيث البعد والقطيعة والألم ، فظنوا أن إكرامها في يومٍ يمحو إثمَ عقوقِها في بقية السنة !

أما نحن أمة الإسلام فقد أُمرنا بالبر والصلة ، ونهينا عن العقوق ، وأُعطيت الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب

ولا ينقطع بِرُّ الأم حتى بعد وفاتها ، فهي مُكَرَّمَةٌ حال الحياة ، وحال الممات ، وذلك بالصلاة عليها والاستغفار لها ، وإنفاذ وصيتها ، وإكرام أهلها وأصدقائها .

= سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله عن الاحتفال بعيد الأم فأجاب قائلا :

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة ، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا ، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام ؛ وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى.
(منقول من الموقع المفيد: الإسلام سؤال وجواب)