أخواتي الفضليات أحب أن أحدثكم عن أمة كانت للمجد علما و للكون نبراسا فأضحت في ذيل الأمم تتسول فياترى ماذا حدث لها؟
آه يا أمتي ياسيدة الأمم
هل تذكرون أمتي؟
هل تذكرون أبو بكر وعمر؟
سبحان الله مئات فتحوا الأرض
والآن مليار تحت الأرض
ماذا حدث وكيف حدث؟
لا أريد أن أطيل عليكم
كنا خير أمة للناس عندما كنا بالدين مستمسكين
نعم كان رسولنا وصحابته مئآت
لكن كانوا للدين مطبقين ولرب العالمين عابدين
ففتحوا الأرض وأرغموا الجبابرة
ضحوا بالدنيا ومافيها نصرة لدينهم
تركوا ديارهم وأموالهم وأهلهم
من أجل لا إله إلا الله
تحملوا الجوع والعطڜ والتعذيب
من أجل إسلامهم
فقوة الأمة وقتها لم تكن مادية
بل كانت قوة إيمانية
كانوا حقا رجالا
دانت لهم الأرض عربها وعجمها
أخضرها ويابسها
كانت أوربا وأسيا
وكان اليهود والصلبين
يدفعون الجزية صاغرين
فكيف انقلبت الموازين
بالله عليكم أخبروني؟
ماحدث أن الدنيا فتحت
فبعد أن كان المسلمون في الدنيا زاهدين وفي الآخرة راغبين
أصبحوا لبطونهم وفروجهم عاملين
مرت القرون الخيرة وبدأت القرون المظلمة
مع اتساع الفتوحات ودخول الأموال والسبايا والذهب والفضة
بدأ الوهن يدب في الأمة
بدأت الرفاهية والترف
وبدأ حب الدنيا والغفلة عن الآخرة يسري سريانا بسيطا في شريان الأمة
لكن في نفس الوقت كانت الأمة في مجملها إلا الشاذ
سليم الاعتقاد قوي الإيمان صالح الأخلاق
ومرت الأيام وبدأت جيوش المسلمين تكثر وبدأت تقدمهم وحضارتهم المادية تزمجر
حضارة معمارية
حضارة هندسية
حضارة طبية
حضارة أدبية
أما بالنسبة للحياة الدينية
فقد زاد الوهن والغفلة والترف وحب الدنيا
وقوي التيار الفلسفي البدعي وزاد أهل الكلام
لكن كانت الشوكة لأهل الحديث والأثر
أتباع النبي وصحابته
وللحديث بقية إن شاء الله