المرأة في مجتمع المسلمين والكفرة

إن النساء شقائق الرجال ومعنى شقائق الرجال
أي: نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع والأحكام
وأنها مستوية مع الرجال في الحقوق والواجبات والكرامة الإنسانية.
إن المرأة مخلوقة مثلها مثل الرجل لها حقوقها ولها مكانتها الإنسانية ولها كيانها الخاص وهي مخلوق ناعم أنيق ، وكما أن لها منزلتها في الدنيا فلها أيضاً في الآخرة منزلتها ورونقها البديع، فالمرأة لها صوت يُسمع ولها رأي يُحترم ، والمرأة نصف المجتمع وهي التي تربي النصف الآخر، ومنبع الأبطال من العلماء والمجاهدين والأطباء والمفكرين وما إلى ذلك.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاقِ

الغرب ظلموا المرأة كثيراً وسلبوا منها حقوقها وجعلوها كائناً منبوذاً مثلها كمثل الحيوانات لا قيمة لها ولا مكانة
لا تستغربون ذلك فالتاريخ يشهد والحرية التي تعيشها المرأة هناك ما هي إلا إشباع لغرائز وشهوات الرجل و سلب لحقوقها ومن ذلك سترها وصيانتها عن الرجال، وماهي إلا غذاء لشهوة الرجل كما يتصورها الغرب، فمن صور الظلم التي نالتها المرأة في المجتمعات الغربية الحرية التي تزعم أن تعيش حياتها بكل طلاقة وحرية:
في العصور الرومانية ذاقت تعذيباً وإجراماً في حقها تحت شعار ((ليس للمرأة روح)) فكانوا يسكبون عليها الزيت الحار على بدنها وربطها بالأعمدة، حتى أن البريئات يربطونهن بذيول الخيول ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت.
ويعتبر المجتمع الهندوسي المرأة العزباء والأيم على الخصوص من المنبوذات، والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات، والمرأة التي تفقد زوجها في أوائل عمرها يعتبر قاسم لظهرها فلا قيامة لها بعده.
والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت في الحداد بقية حياتها ولا تعامل كإنسان والنظر إليها يعد مصدراً لكل شؤم وتعد مدنسة نجسة إذا مست أي شيء وغيرها من المساوئ والويلات التي تذوقها المرأة في مجتمعات الغرب، وكان انتشار الفواحش والمنكرات تسود في المجتمع الروماني وشهد انحلال خلقي شنيع معتبرين أن المرأة هي المسؤلة عن كل هذا؛ لأنها كما يقولون تخرج في المجتمعات وتتمتع بما تشاء وتختلط بالرجال كما تشاء، فقرروا أن الزواج من المرأة دنس يجب الابتعاد عنه وأن الرجل الأعزب خير وأكرم عند الله من الرجل المتزوج وأعلنوا أنها باب الشيطان وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها!!
ومن المضحك في الأمر ومما يزيد الأمر سفهاً وغباء أن الفرنسون عقدوا في عام (٥٨٦م) أي: قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بخمس عشرة سنة تقريباً، مؤتمراً للبحث هل المرأة تعد إنساناً أم غير إنسان؟!
وهل لها روح أو لا؟!!
وإذا كانت لها روح فهل روحها حيوانية أم إنسانية؟!!
وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى الرجل أم أدنى منها؟
وفي الأخير قرروا أنها إنسانية ولكنها خلقت لخدمة الرجل فقط. شيء مضحك فعلاً تعجب من عقول أولائك.
وفي زمننا الحاضر يتكلم الرويبضة و دعاة التحرر ومن لف لفهم أن المرأة العربية لا تتمتع بالحرية التي تعيشها المرأة الغربية وهذا من أبسط حقوقها التي لا ينازع فيها عاقل، قلت: هذا ليس استهدافاً للمرأة فحسب بل للدين أيضاً يريدون من هذه المقالة تحرير المرأة من عفتها وحشمتها وحيائها وأن تخالط الرجال وتجلس معهم وربما تنام معهم ، ولنستعرض سوياً إحصائيات ما جناه الاختلاط والتعري والحرية -التي ينادون بها- في شتى دول أوروبا وأمريكا:
يقول د. محمد يسري إبراهيم:
شَهِدت أمريكا في عام واحد ما يقرب من 40.000 حالة اغتصاب بالقوة، وفي عام واحد 10.000 حالة اغتصاب للأطفال تحت 12 سنة، 20% منها تم بواسطة الآباء.
وأعلن مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي أن 36% من المواليد في أمريكا جاؤوا من علاقات غير شرعية بعيدًا عن الزواج، وهي أعلى نسبة في تاريخ أمريكا منذ نشأتها.
وأعلن مكتب الإحصاء الحكومي في فرنسا أن عدد الأطفال الذين وُلدوا خارج نطاق الزواج في 2006م تجاوز عدد الأطفال الذين وُلدوا لأبوين متزوجين، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.
وذكر المكتب أن من بين 830 ألف مولود في فرنسا عام 2006 ولد 50.5% لأبوين غير متزوجين، مقابل 48.4% في عام 2005م، وأقل من 40% قبل 10 سنوات.
وغير ذلك تجد العجب العجاب..
نعم يا سادة هذه حقيقة المرأة الحرة المتحضرة في المجتمع الغربي الأوروبي المتقدم كما يزعمون.

أما لو نظرنا لحال المرأة عند العرب المسلمين لرأيت أنها معززة مكرمة مطهرة عفيفة مخدومة محترمة تتمتع بكل حرية وطلاقة ولها حقوق وكيان معظم وأعني بالحرية: أي: الحرية التي سمح لها الشارع في دائرة العقل والمنطق خلافاً لدعاة الرذيلة والفسق ، فمن ذلك:
ما جاء في كتاب الله عز وجل، قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء /70 , وقال عز وجل : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) سورة النساء/7, وقال جل ثناؤه ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228, وقال سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة /71 , وقال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً - واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23 ,24 .
وقال تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) سورة آل عمران / 195, وقال جل ثناؤه : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل /97 , وقال عز من قائل : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) سورة النساء/124 .
ويقول الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/59 والكثير من الأيات الدالة على مكانة المرأة وتكريمها وتقديرها وحفظها.
ومن إكرام الإسلام لها أيضاً: أن أوجب الزوج الإنفاق عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها.
ومن المحاسن: أن شرع للزوجان الافتراق والطلاق إذا لم يجدا اتفاقاً أو لم يجدا عيشة سعيدة أو وجدت المرأة من الزوج ظلماً وسوءاً في معاشرتها.
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة: أن نهى الزوج عن ضربها بلا مسوغ ، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها) متفق عليه.
وغير ذلك من الصور التي من شأنها تكريم المرأة ورفع منزلتها..

حسناً يا أحبة أدركتم الآن مكانة المرأة في المجتمعين الغربي والعربي، ورأيتم أن المرأة العربية المسلمة جوهرة مكنونة مكرمة مطهرة وعند الغرب نجسة مهانة حيوانية ، فالله عزوجل أسأل أن يغفر لنا ولكم وأن يحفظ بناتنا وبناتكم من كل شر والحمدلله رب العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.


كتبه/ رامي المالكي