ومن جملة كلامه: اللهم إنك خلقت الخلائق بعلمك واخترت مِنْهُمْ صفوتك فجعلتهم أمناء عَلَى وحيك وخزنة عَلَى أمرك ونطقاء وسفراء بينك وبين خلقك ودعاة إلى الإسلام الَّذِي اتخذته دينا لإظهار حقك وإيضاح سبيلك دينا رضيته لنفسك وأمرت به ملائكتك وأنزل فِيهِ وحيك ودعوت إِلَيْهِ جميع خلقك فأكرمت به من دخل فِيهِ وعصمت به من لجأ إِلَيْهِ لا تقبل دينا غيره ولا ترضى عملا إلا من أهله فمضت رسلك فِي الأمم مبلغين رسالاتك طائعين لأمرك حتى انتهت نبوتك وأفضت كرامتك ورحمتك إلى نبينا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فانتخبته واختصصته وائتمنته على وحيك وأرسلته يا رب فِي أشرف زمان وخير أوان بالمنهاج الواضح والمتجر الرابح والميزان الراجح والعمل الصالح والسعي ورمي الجمار والتأني والوقار والشهادة والإقرار ومعاندة الكفار وبغض الأشرار واجتناب الفجار ومرافقة الأبرار ومواصلة الأخيار ومناسلة الأطهار والعود النضير والفقه الكثير والبحر الغزير والاسم الكبير والحق الظاهر والعز القاهر والنجم الزاهر والثوب الطاهر والكتاب الناطق والوعد الصادق والشهاب المتألق والفرع الباسق وإغاثة الملهوف والقلب الرؤوف والأمر بالمعروف والأمان والأدب والشرف والحسب والصلاة المفروضة والزكاة المقبوضة والهرولة والهجرة والقلائد والعمرة والمداراة والمتعة والنرس والنجيب والبردة والقضيب والفضل المشهور والعلم المنشور والبهاء والنور والرحمة والحبور والسمت والطهور والسنن والبيان وشهر رمضان والإقامة والأذان والمثاني والقرآن والبر والإحسان وشرائع الإيمان والصفا والمروة وخاتم النبوة والصلاة والطاعة والجمعة والجماعة والقبلة والشفاعة عَلَى حِينَ فترة من الرسل وطموس من السبل وفضلته بالعز والبهاء ومن الدرجات بالعلى ومن المراتب بالعظمي فأخمد اللَّه به نار الضلالة ومحا به رسم الجهالة فصلى اللَّه عَلَيْهِ من مضجع معقود ومن محمود وعلى أهل بيته السادة الطاهرين وعلى أصحابه المنتخبين الخيرين الفاضلين وعلى أزواجه الطاهرات أمات المؤمنين وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
طبقات الحنابلة (2/ 69- 73)