ياسين العمري


بقلم د فالح الكيلاني

هو ياسين بن خير الله بن محمود بن الشيخ موسى الخطيب العمري الموصلي وشهرته (ياسين العمري ). ولقب (العمري ) حيث يرجع نسبه الى الخليفة الثاني نسبة عمر بن الخطاب .

ولد ياسين العمري في مدينة ( الموصل ) سنة \ 1157 هجرية – 1744 ميلادية وقيل ولد في \1158 هجرية ونشأ فيها في فترة الحكم الجليلي للموصل وكانت اسرته من العوائل العريقة في مدينة الموصل العراقية ولا تزال . كان والده ( خير الله )من علماء المدينة ، واخوه محمد أمين أيضا من كبارعلماء الموصل وكان يكبراخاه ياسين بحوالى خمس سنين. ودرس ايضا على يد الملا عبد القادر بن كدربن عبد الرحمن الأربلي .

كان اخوه محمد امين عالما , ثم سافر في طلب العلم واخذ ه عن عدة شيوخ وكان ياسين في العلم دون أخيه، واعترف بذلك حيث يقول عند كلامه عندما ترجم حياة أخيه:
(أقول وأنا بحمد أتطفل على علومه، وأقتبس من نور فهمه، أعترف أني نقطة في بحر تأليفه ومنظومه).
وترجمه أخوه محمد أمين فقال:
(له أدب ومعرفة بالنظم، ويد طولى في نظم التواريخ، وله اطلاع على عدة فوائد من علوم شتى، بالمطالعة المذكورة وله خبرة في فن الطب، ألف قديما فيه كتابا جمعه من عدة كتب مفيدة، وله تاريخ عن سنين الهجرة إلى عامنا هذا (1201هجرية ) جمعه من تواريخ متعددة كالكامل لابن اثير، وتاريخ الملك المؤيد، وتاريخ اليافعي، والمحبي وغير ذلك، وصار كتابا جامعا، يحتاج إلى تنقيح وتذهيب، فلا يكون له نظير في فنه، وله شعر رقيق سهل ) .
وكان ياسين العمري المتصوفين حيث كانت الطرق الصوفية منتشرة في البلاد فكانت له اجازة في الطريقة النقشبندية وكذلك في الطريقة والقادرية وكان إمامًا في جامع (سعد الدين الجليلي ) لسنين طويلة بمدينة الموصل .

توفي بالموصل في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري في سنة 1235 هجرية – 1820 ميلادية

قال فيه الباحث سيار الجميل :
( استطيع القول ان المؤرخ ياسين افندي الخطيب العمري هو اعظم مؤرخ انجبته الموصل في التاريخ الحديث، نظرا لما رفدنا به من كتابات وتواريخ ومعلومات وتراجم... بالرغم من ضعف كتابته ولغته).


ياسين العمري يعتبر من أكثر الكتاب إنتاجا في عصره حيث كتب ما لا يقل عن سبعة عشر كتابا في مجال التاريخ،اضافة الى مصنفاته الأخرى منها ماهو مطبوع منها ما هو مخطوط .

تطرق في شعره لمسألة المصير الانساني وفق إلى خبرته الشخصية، والانسانية وله مديح في حق النبي الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصاغ شعره على نسق ما وجد عليه اسلافه .
ومن شعره:

أرى الإنسـان فـي كل العصورِ
يفكِّر فـي الـحـيـاة وفـي الـمـصيرِ

يسـائلُ نفسَه عـن كل شـيءٍ
وحتى عـن صغـيراتِ الأمـور

يعـيش تَلُفُّهُ الـحـيراتُ يبـغي
خلاصًا مـن تلاويـن الـدهور

ولكـنْ يـا تَرى هل مـن سبيلٍ
إلى نَيل الأمـانـي فـي حُبور

سلِ الآفـاق هل تعـرف جوابًا
عـن اللغز الـمحـيِّر للشعور

سل الأقـوام مـن قاص ودان
عـن الأسـرار فـي الكـون الكبير

سلِ الـتـاريـخَ سَل خبر اللـيـالي
وسل تلك الـبقـايـا مـن مضور

تُجِبْكَ بصـمْتِهـا الـحـيران فـيـهـا
وتبقى هكذا جُلَّ العصـور

توفي بالموصل في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري في سنة 1235 هجرية – 1820 ميلادية

ترك تآليف في مجالات عدة ولكن ما يُذكر بالدرجة الأولى مؤلفاته في التاريخ، حيث تعتبر تآليفه مرجعا مهما لتاريخ مدينة الموصل وما جاورها خاصة في العهد الجليلي. كان يجمع كتاباته من مطالعاته المختلفة، ويقدمها إلى الأمراء والعلماء والموسرين ويفوز بجوائزهم. فكتبه فيها ثروة ادبية وعلمية وتاريخية ومنها الكتب التالية:
منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء
الآثار الجلية في الحوادث الأرضية
الدر المكنون في المآثر الماضية من القرون
الدر المنتثر في تراجم فضلاء القرن
الروضة الفيحاء في تواريخ النساء
عمدة البيان في تصاريف الزمان
عنوان الأعيان في ذكر ملوك الزمان
غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد دار السلام
غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر
غاية البيان في مناقب سليمان
قرة العين في تراجم الحسن والحسين.
السيف المهند فيمن اسمه أحمد
منهج الثقات في تاريخ القضاة
العذب الصافي في تسهيل القوافي
فوة الأدباء في محاسن الشعراء.
روضة المشتاق ونزهة العشاق.
روض الادب
عيون الأدب.
مجموعة قصائد في مدرسة الصائغ.
السيوف الساطعة في الأدعية.
منظومة في تعبير الرؤيا.
الجريدة العمرية في الطب.
الجوهرة في اللغات المشتهرة.

وله ديوان شعر

يتطرق شعره لمسألة المصير استنادًا إلى خبرته الشخصية، وله مديح في النبي الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وصاغ شعره على نسق ما وجد عليه اسلافه من لشعراء لذا يمتميز شعره بما وجد من شعرالقرن الثالث عشرالهجري ونظم في المديح والفخر والغزل والوصف والحكمة والرثاء وغيرها

واختم بحثي بهذه الابيات البائية من شعره :

يا سيدا فاق أهل الفضل والأدب
إن رمت تسأل عن قصدي وعن طلبي

إن امرءا برما قد رام بي هزوا
وظل يسأل عن أصلي وعن نسبي

فقال لي أنت من تدعى؟ فقلت له:
ياسين ادعى، وخير الله: اسم أبي

أبوه محمود، نجل الشيخ نعم فتى
موسى، بن شيخ علي عالي الرتب

وبعده قاسم عالي المنار فكم
بفضله تشهد الأقلام بالكتب

وبعده حسن، ياذا العلا وعلي
وثانيا حسن بالحسن والأدب

محمد، وحسين، وأبو بكر
وثم موسى، عمر، عثمان، في الحسب

كذا حسين، أبوه صالح عبد النبي
زعبد قادر، جميل الذات في النسب

وعبد وهّاب، حقا ثم والده
عبد الإله، ومنصور فنعم الأب

وشمس دين، بن يحيى، سوف يعقبه
يعقوب، ثم محمد، أحمد العربي

كذا أبو بكر جزما، ثم والده
محمود، نجل ذياب كنية تطب،

محمد اسمه حقا، ووالده
يوسف، ثم سعيد ناصر الأدب

وعبد هادي، أباه عاصم، وكذا
جزما عبيد اله، كاشف النوب

وثم عاصم، بن السيد السند الــ
فاروق مسؤولي، وقصدي سامي الرتب


اميرالبيان العربي
د. فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز



****************