تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العدة لمواجهة البلاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي العدة لمواجهة البلاء

    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أعدوا للبلاء صبرا فوالله إن بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة ).

    أخرجه ابن ماجه (4035) , وابن المبارك في "الزهد" (596) ,وأحمد 4/ 94 , ونعيم بن حماد في "الفتن " (45) , وابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (146) من حديث معاوية , وابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (147) , ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 237 من حديث جابر , وابن منده في "الأمالي" (12) من حديث أبي موسى .

    وهو بهذا اللفظ من حديث معاوية عند الدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 661, وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 129 بإسناد جيد
    ولقد استوفيت طرقه في كتابي "احاديث الغربة وآثارها" (ص: 178 - 185) .

    المعنى الإجمالي للحديث :


    البلاء : الابتلاء والتمحيص، من بلوته ومحصته، أي استخرجت ما عنده، يبلو: يختبر.قال تعالى : {مبتليكم} [البقرة: 249] , أي : مختبركم. كما في "صحيح البخاري"

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء". رواه البخاري (5644) , ومسلم (2809)
    قوله (تكفأ بالبلاء) أي المؤمن إذا أصابه بلاء رضي بقدر الله تعالى فإذا زال عنه قام واعتدل بشكر الله تعالى فانقلب البلاء خيرا ورحمة .
    وهذا المعنى جاء في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له " رواه مسلم (2999)
    وإنه لا يزال يشتدّ البلاء بالمؤمن كلما تقدّم الزمن كما في حديث أنس مرفوعًا : " «اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم " رواه البخاري (7068) حتى إن الرجل ليتمنى الموت من شدة البلاء كما جاء في قولهصلى الله عليه وآله وسلم : " والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء ". رواه مسلم (157)
    والذي حمله على هذا التمني ليس الدين بل البلاء وكثرة المحن والفتن وسائر الضراء .
    وقال النبي صلى الله عيه وآله وسلم : " إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" رواه أبو يعلى (6095) ، وابن حبان (2908) ، والحاكم 1/ 344 بإسناد حسن .
    السائر في هذا الطريق لا بدّ له أن يلقى من البلاء أصنافًا ، ليعلم الله تعالى الصادق في إيمانه من الكاذب ، قال الله تعالى : {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}
    أي : لا يبتلون ولا يتعرضون لأنواع الفتن، كلا: { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} فهذا هو طريق الأنبياء فعن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : قلت :
    يا رسول الله , أي الناس أشد بلاء ؟ قال : " الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل ، فيبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة "
    أخرجه الترمذي (2398) وغيره , وقال : "هذا حديث حسن صحيح".
    وإن الذي يريد مرافقة الأنبياء في الجنة فهذا هو سبيلهم : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} الصبر على الحق , والصبر على طاعة الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة، والصبرعن معصية الله { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } , إذا جهرت بالحقٍ فلا يُمكن أن يرضى عنك الناس فإن رضاهم غاية مستحيلة , المهم أن ترضي رب الناس , وعندما تجهرُ بالحق، فلابد أن تُؤذى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} , فمن آتاه الله شيئا من العلم , فالواجب عليه تبليغه للناس , قال تعالى : {لَتُبَيِّنُنَّ ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} , هذا ميثاق أخذه الله سبحانه على أهل العلم، وسيسألهم على ذلك؛ لذلك يقومون بواجب البيان والإرشاد والتوضيح، ويصبرون على ذلك، ولا يُبالون بمدح الناس، أو بذمهم، إنما يقومون بما يجب عليهم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ الله ويَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا الله} , {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
    الواجب على مَن أتاه الله علما أن ُيبين للناس ويعلمهم دين الله والمنهج الصحيح ، ومن آتاه قلما أن يكتب حتى يتوضح المنهاج , فإنه لا بذّ من بيان المنهج الصحيح الذي يمشي عليه السائر إلى ربه وخصوصًا في زمن هذه الغربة التي اتّضَحت معالمها لكل ذي بصيرة , فإننا نعيش زمن الغربة ونكابد أشد أنواع البلاء والمحن في اليوم بل والساعات فلا تمرّ ساعة إلا ونلقى من الأذى ما لا يعلمه إلا الله فإنها - والله - لهي أيام الصبر , يقول يونس بن عبيد : "أصبح من عرف السنة غريباً، وأغرب منه الذي يعمل بها".
    وقال رحمه الله تعالى :" ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من
    يعرفها ".

    وقال القاسم بن سلام : "المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله عز وجل. يعني: أن اتباع السنة في عصره أفضل من الجهاد في سبيل الله عز وجل".
    نعم لابد من الابتلاء إذاً، لابد من بذل الأسباب، وإعداد العُدة , والطريقُ إلى الله واحد ليس , له ثان: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، ثم قال : " هذا سبيل الله " ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، ثم قال : " هذه سبل -قال يزيد -: متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ، ثم قرأ :
    وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ". أخرجه أحمد 1/ 435 بإسناد حسن .
    هذا هو الطريق الذي ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه رضي الله عنهم عليه , الذين ذكرهم في قوله : {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} , نعم إن مَنْ يؤمن بما آمن به الصحابة فقد اهتدى إلى صراط مستقيم , صراط الله الذي له ما في السماوات والارض فيسيرُ المؤمن في هذا السبيل، لا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة ، يصبر على عقباتِه، يصبر على فتنه ومحنه , نعم " أعدوا للبلاء صبرًا " , إن العدة هي الصبر على هذا المنهج الذي فيه العصمة، هذا المنهج الذي فيه النجاة، والأدلّاء على هذا الطريق
    هم العلماء الربانيون, علماءُ الكتاب والسنة وعلى منهج سلف الأمة ، سادة متواضعون على منهاج النبوة يعلمون الناس أمور دينهم، يلزمهم المسلم ولا يفارق غرزهم , يقول أيوب السختياني : "إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله عز وجل لعالم من أهل السنة".
    وقال ابن شوذب : "إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها ".
    وقال الفضيل بن عياض : "إن لله عباداً يحيي الله بهم البلاد هم أصحاب السنة".
    فإننا نعيش في فتن ومحن عظيمة من الابتلاءات التي ابتلى الله عزّ وجل بها العباد، ومن هذه الفتن والمحن دعاة الضلالة، دعاة الفتنة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إنّما أخاف على أمتي الأئمة المضلين" أي الدعاة إلى الضلالات والبدع،فهؤلاء يدعون إلى ضلالات وإلى إهلاك المسلمين بل قد أهلكوا شعوبًا كما هو مشاهَد ، دعاة فتن وضلال , يدعون الناس للخروج على الحاكم بدعوى أنه ظالم أو فاسق , وأقول :إنه لا يجوز الخروج على الحاكم الذي ثبت كفره , فقد يترتب على الخروج عليه مفسدة أكبر وأعظم مما لو بقي هذا الحاكم كما هو الواقع في سوريا , ولقد شعّب دعاة الفتنة الطرق على الناس -إلا من رحم الله عزّ وجل- فطوبى لعبد استمسك بالطريق الواحد الموصل إلى الله عزّ وجل والحق أبلج وعليه نور، والباطل لجلج وعليه ظلمة .


    كتبه أحوج الناس إلى عفو ربه

    أبو سامي العبدان
    ( حسن التمام )
    الثالث من محرم 1437 من هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    535

    افتراضي

    أخي لفظ الحديث الذي أوردته لمن؟ ومن صحح الحديث من الأئمة ؟
    وحديث معاوية رضي الله عنه موقوف.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    سأذكر طرقه كلها كما كنت خرجتُها :

    " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه ، طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .

    صحيح - جاء من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي عبد ربه ، عن معاوية رضي الله عنه مرفوعا , وله عنه طرق :

    الطريق الأولى : الوليد بن مسلم :

    أخرجه ابن ماجه (4035) , وابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (146) -طبعة دار الريان , وأحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394 , والطبراني في "مسند الشاميين" (607) , وابن سمعون في "الأمالي" (8) , وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 49 , والمزي في "تهذيب الكمال" 34 /38-39 وابن الجوزي في "ذم الهوى" (497) : من طريق الوليد بن مسلم , سمعت ابن جابر , يقول : قال : سمعت أبا عبد ربه , يقول : سمعت معاوية , يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم , يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    وزاد المزي : " إنما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله" , وهو بهذا اللفظ عند أبي يعلى (7362) : عن أبي همّام عن الوليد به , وابن حبان 1818 - موارد : من طريق هشام بن عمار عن الوليد به .

    وقال البوصيري في " مصباح الزجاجة" 4/190 : "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه".

    وقال الذهبي في : " الميزان" 4/443: " حديث صالح الإسناد".
    وأخرجه عبد بن حميد 414 - المنتخب : حدثني يحيى بن بشر، ثنا الحكم بن المبارك، عن الوليد بن مسلم، أنا ابن جابر، حدثني أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
    " إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا فسد أعلاه فسد أسفله" .
    وإسناده حسن إلى أبي عبد ربه .

    الطريق الثانية : عبدالله بن المبارك :

    أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (596) ,وعنه أحمد 4/ 94 , وابن أبي الدنيا في "الزهد" (194) , والطبراني 19/ 368 , وفي "مسند الشاميين" (607): من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه ، طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (67) : من طريق ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثنا أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية رحمه الله على هذا المنبر ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :
    " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، فأعدوا للبلاء صبرا " .
    قلت : وإسناده ضعيف , شيخ الداني : محمد بن خليفة ضعيف .
    وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1175) : أخبرنا محمد بن أبي سعيد ، أنبا أزهر بن أحمد ، أنبا محمد بن معاذ ، أنبا الحسين بن الحسن ، أنبا ابن المبارك ، أنبا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
    ثنا أبو عبد رب العزة ، قال : سمعت معاوية ، على المنبر ، يقول :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الطبراني (866) : حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عارم أبو النعمان ، ثنا عبد الله بن المبارك به , دون قوله :" وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص: 99) : من طريق ابن صاعد ، ثنا الحسين المروزي ، ثنا ابن المبارك ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبو هريرة ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    قلت : والمحفوظ عن المبارك أنه من حديث أبي عبد ربه عن معاوية .

    الطريق الثالثة : صدقة بن خالد :

    أخرجه ابن حبان 1819- موارد , وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 162 , وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ 74 - 75 و60/ 348: من طريق هشام بن عمار ، نا صدقة بن خالد ، نا ابن جابر ، نا أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ،
    يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :" إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " واللفظ لأبي نعيم .
    وقال ابن عساكر : " وهذا هو المحفوظ كذا رواه جماعة عن ابن جابر منهم الوليد والوليد بن مرثد ".
    وأخرجه ابن عساكر 23/ 386: من طريق صالح بن محمد ، نا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة بن خالد ، والوليد بن مسلم ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به .
    والطريق إليه فيها مجهول .
    وقال أبو نعيم : " رواه الوليد بن مسلم، عن ابن عباس مثله، لم يروه عن معاوية إلا أبو عبد رب".

    الطريق الرابعة : الحسين بن الحسن :

    أخرجه ابن عساكر 67/ 49: من طريق الحسين بن الحسن ، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    قال : "والمحفوظ : عبد ربه ".
    قلت : وإسناده إلى عبد ربه جيد , وأَبُو عبد ربه , ويقال أَبُو عبد رب العزة مولى ابن غيلان الثقفي , ويقال مولى بني عذرة . قِيلَ: اسمه عبد الجبار بن عبيد اللَّه بْن سلمان
    وقيل: عبد الرحمن بن أَبِي عبد اللَّه، وقيل: قسطنطين , وقيل: فلسطين . وليس بشيء .
    وقال أَبُو زرعة الدمشقي، عن أَبِي مسهر: كَانَ روميا اسمه قسطنطين، فَلَمَّا أسلم سمي عبد الرحمن .
    وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 372، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
    وقال الذهبي في ترجمته: " صدوق ".
    وقال الحافظ : " مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث .

    الطريق الخامسة : الوليد بن مزيد العذري :

    أخرجه ابن حبان (690) ,وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 : العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، نا ابن جابر ، قال : سمعت أبا عبد رب ، يقول : سمعت معاوية على هذا المنبر ، يقول :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .

    الطريق السادسة : بشر بن بكر :

    أخرجه ابن حبان (2899) : من طريق محمد بن مسكين اليمامي ، قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو عبد رب ، عن معاوية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 : من طريق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري نا الربيع نا بشر بن بكر حدثني ابن جابر حدثني أبو عبد رب قال سمعت معاوية على المنبر يعني منبر دمشق يقول :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " , قال وسمعت أبا عبد رب يقول سمعت معاوية على هذا المنبر يقول :إن العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
    ثم روى ابن عساكر هذا الشطر مرفوعًا : من طريق أبي عبد الله الهروي نا الربيع بن سليمان نا بشر بن بكر نا ابن جابر عن أبي عبد رب الزاهد قال سمعت معاوية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    "إنما القلب كالوعاء إذا قام أسفله قام أعلاه وإذا خبث أسفله خبث أعلاه " .

    الطريق السابعة :يزيد بن يوسف :

    أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394 ,وأبو طاهر السلفي في "مشيخته" (36) , والمخلص في "المنتقى من حديثه" (9) , والداني في "السنن الواردة في الفتن" (3): من طريق يزيد بن يوسف ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
    عن أبي عبد ربه ، قال : سمعت معاوية ، يقول على المنبر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا " .
    قلت : ويزيد بن يوسف : واه .

    الطريق الثامنة : محمد بن شابور :

    أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (45) , والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 863 : عن محمد بن شابور ، عن ابن جابر ، عن أبي عبد رب الدمشقي ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " ألا أنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .

    وله طريق أخرى عن معاوية :

    أخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 661, وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 129 :من طريق أبي توبة: قال: حدثنا محمد بن مهاجر، عن أبي صالح النعمان بن أبي شمر قال: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول:
    " أعدوا للبلاء صبرا فوالله إن بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    واسناده جيد , أبو توية هو : الربيع بن نافع ثقة حجة , ومحمد بن مهاجر من رجال مسلم , والنعمان له ترجمة في "تاريخ دمشق" , ووثقه ابن حبان 5/ 474

    وله شاهد من حديث جابر :

    أخرجه ابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (147) , ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 237 : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا محمد بن طلحة، أخبرنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " لم يبق من الدنيا إلا فتنة تنتظر، أو كل محزن ".
    وإسناده ضعيف , فإن محمد بن طلحة : صدوق يخطئ , وشيخه لين الحديث .

    وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري :

    أخرجه ابن منده في "الأمالي" (12) : أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي ، نا محمد بن إبراهيم أبو أمية ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد بن زيد ، عن ثابت البناني ، قال : كتب إلي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى ، يذكر عن أبيه ، عن جده رفعه ،
    قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة ، أو كل محزن " .
    وهذا اسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعى : صدوق صاحب حديث ، يهم كما قال الحافظ .

    وكتب
    أبو سامي العبدان
    حسن التمام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •