قال أبو عبيد البكري في فصل المقال في شرح كتاب الأمثال ص 31:
أَوَّلُ العِيِّ الإخْتِلاطُ وَأَسْوَأُ القَوْلِ الإفْرَاطُ "
ع : الاختلاط : التخليط في الكلام والإكثار من النطق وكان أبو علي إسماعيل بن القاسم يقول : أول العي الاحتلاط - بالحاء مهملة - وهو الغضب ، يقول : إنّ العَيِي بالمنطَقِ لعجزه عن الكلام والعبارة عما في نفسه يرجع إلى الغضب والضجر برماً بخصمه .
والاحتلاط أيضاً : الإجتهاد ، احتلط الرجل وأحلط: إذا اجتهد في الشيء وجدّ ، قال عمرو بن أحمر :
( فَأَلْقَى التِّهَامِي مِنْهُما بِلطاَتِهِ ... وأَحْلطَ هذا لا أَريمُ مَكَاَنِيَا )
أي جدّ واجتهد في يمينه ألا يريم مكانه
وقبل البيت :
( وَكُنَّا وَهُم كَابنيْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا ... سِوِىً ثُمَّ كَانا مُنْجِداً وَتهَامياً ) ..اهــ

وقال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال 1 / 18 :
4 - قولهم أول العي الاحتلاط .
الاحتلاط الغضب ومعناه ان الرجل اذا عجز عن دفع خصمه بحجة قاطعة أظهر الغضب ليجعله سببا الى التخلص منه .
ولو وجه آخر وهو أنه إذا غضب عى عن الجواب وامتنع عليه الخطاب وأحضر الناس جوابا من لم يغضب ..اهــ

وفي مجمع الأمثال لأبي الفضل النيسابوري 1 / 52 :
214 - أوَّلُ العِيِّ الاخْتِلاَطُ
يقال " اختلط " إذا غضب يعني إذا غضب المخاطَبُ دلَّ ذلك على أنه عَيَّ عن الجواب يقال : عَىّ ( يقال : عى وعي الأول بالإدغام والثاني بالفك على مثال رضى ) يَعْيا عِيّاً بالكسر فهو عَىّ بالفتح ..اهــ