السؤال/ نلاحظ بعض الناس قد صام اليوم ٢٩ من ذي الحجة ، فهل من السنة، الصيام في نهاية السنة الهجرية وهل صح في ذلك حديث ؟


الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبيّ بعده؛ أما بعدُ:
فإن تحري نهاية العام الهجري بعبادة خاصة أو الصيام في نهاية السنة الهجرية، وأنه يُثاب عليه؛ يعد من البدع والعبادات المحدثة ..

لأمور :
أولا: لم يكن على عهد رسول الله ﷺ تاريخ هجري، فلا يوجد بداية أو نهاية سنة هجرية، فكيف يُسنُّ صيام في تاريخ مجهول ؟!
بل اتخذ المسلمون التاريخ بعد وفاة النبي ﷺ بزمن …
ثانيا: إن الأصل في العبادات التوقيف، فلا نحدث عبادة حتى يثبت لنا بالحجة والبرهان أن النبي ﷺ فعل ذلك ..
ثالثا: ينبغي المتابعة والامتثال للنبي ﷺ في الأقوال والأعمال على قدر الاستطاعة، فإنه الأسوة والقدوة الحسنة للأمة، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
رابعا: روى البخاري ومسلم في "صحيحهما " من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية لمسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فمن المعلوم أن ما لم يكن في عهد رسول الله ﷺ عبادة ودين، لن يكون من بعده طريقة وشِرعة، وتعد هذه العبادات إحداث في دين الله، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
خامساً: لا ينبغي الاستدراك على النبي ﷺ فإن الخير فيما جاء به، والشر فيما نهى عنه وتجنبه .
وقد روى مسلم في "صحيحه" من حديث جابر رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: "خير الهدي؛ هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
سادسا: ويستثني من ذلك إذا وافق صيامه صوماً اعتاد عليه، كصيام الاثنين والخميس والأيام البيض ونحوه، ولم يكن متعمداً صيام نهاية السنة الهجرية .
• وخلاصة المسألة؛ لا يصح تخصيص نهاية السنة الهجرية بعمل يعتقد الثواب على فعله؛ كـصوم أو عيد ونحوه، لعدم ثبوت الدليل والأثر في ذلك ..
وصلى الله وسلم على الهادي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه. عبد العزيز بن ندى العتيبي
٢٩ من ذي الحجة ١٤٣٦