قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في ذيل طبقات الحنابلة 4 / 510:
قُلْت: وَقَدْ سافر الشيخ مرة عَلَى البريد إِلَى الديار المصرية يستنفر السلطان عِنْدَ مجيء التتر سنة من السنين، وتلا عَلَيْهِم آيات الجهاد .
وَقَالَ: إِن تخليتم عن الشام ونصرة أهله، والذبِّ عَنْهُم، فَإِن اللَّه تَعَالَى يقيم لهمِ من ينصرهم غيركم، ويستبدل بكم سواكم.
وتلا قَوْله تَعَالَى: " وَإنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِل قَوْمًا غيرَكْم ثُمَ لاَ يكُونُوا أمْثَالَكم " " محمد: 38 " وقوله تَعَالَى: " إِلا تَنْفرُوا يُعَذِّبْكم عَذَاباً ألِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيرَكم وَلاَ تَضُروهُ " " التوبة: 120 ".
وبلغ ذَلِكَ الشيخ تقي الدين بْن دقيق العيد - وَكَانَ هُوَ الْقَاضِي حينئذ - فاستحسن ذَلِكَ،وأعجبه هَذَا الاستنباط، وتعجب من مواجهة الشيخ للسلطان بمثل هَذَا الْكَلام.