تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: السنة والشيعة مقارنة نفسية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي السنة والشيعة مقارنة نفسية

    السنة والشيعة مقارنة نفسية
    (1) التحدي الذي يفرضه التاريخ والنصوص الدينية والتربية الروحية والسلوك الأخلاقي على السنة والشيعة، يدفعهما لمواقف نفسية محددة، فيها تمايز واضح يمكن رصده وتشخيصه، ويؤثر في صياغة هذه الحالة النفسية مواقف الطرفين من آل البيت، ومواقفهما من بعضهما البعض.
    هذه محاولة لتقصٍ توصيفي لتلك الحالات النفسية، والربط بين أسبابها ونتائجها وتداعياتها، وبالطبع لا يقصد بهذا التوصيف كل فرد بعينه، لكنه توجه عام يغلب أن يتجسّد فيمن ينتمي لهذا المذهب أو ذاك.
    الأصل والاستثناء ونفسية الأقلية
    يرى السنة أنفسهم امتدادًا طبيعيًا لجيل الصحابة الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يعتبرون أنفسهم الاستمرار الأصيل للدعوة النبوية والخط الأصلي الممتد لجماعة المسلمين.
    ثم إن المنظومة العقدية والفكرية والتربوية والفقهية لدى السنة، تشكلت في عهد النبوة، وبفهم الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك فإن من جاء بعدهم من التابعين وأتباع التابعين يرون أنفسهم داخل هذه المنظومة وفي إطارها. هذا الشعور بالأصالة عند أهل السنة يطرد الهواجس، ويُطمئن النفس بالمنهج، ويرسخ الثقة بالاسلاف، ولذلك ترى الانتماء عند أهل السنة طبيعي على قاعدة
    (نحن نحن) بدون عقد نفسية من الانتماء.
    الشيعة لا ينكرون أن الوجود الشيعي كان شبه معدوم من الناحية البشرية وقت النبوة والصحابة، ولم يتبنى التشيع إلا عدد قليل جدا من الصحابة (اقل من عشرة) الذين يسمونهم المنتجبين(١).

    (1)[الصحابة المنتجبون قيل 3 وقيل 4 وقيل 7 وقيل أكثر، جاء في كتب الشيعة أن كل الصحابة خانوا العهد وارتدوا إلا هؤلاء. والروايات الشيعية في تحديد عدد الصحابة المنتجبين كثيرة منها ما رواه الكلیني عن الباقر قوله: " المھاجرون والأنصار ذھبوا إلا ـ وأشار بیده ـ ثلاثة". (الكافي ٢/٢٤٤). وراجع كذلك الاختيار في معرفة الرجال للكشي (ص ٥-١٠)).

    وحتى بعد الصحابة لم يتشكل الشيعة في مجتمعات ظاهرة ولا مؤسسات سياسية، بل إن بنيتهم الاجتماعية بقيت رهينة الجيوب الخاصة، ولم تجد طريقها لبناء سياسي وهيمنة سلطوية، إلا في حالات استثنائية في التاريخ، لا تمثل السياق العام زمانا ولا مكانا ولا عددا(٢).

    (2) [تمكن الشيعة أيام الدولة الفاطمية في مصر والدولة الصفوية في فارس كسلطة كاملة، أما تمكنهم أيام بني بويه في خلافة العباسيين، فقد كانت أقرب للوزارة من السلطة الكاملة تحت ظلال الخليفة العباسي].

    وحتى على المستوى العقائدي الشرعي، يقر الشيعة بأن التشيع بمفهومه الإثنا عشري، لم يبدأ في التشكل كمذهب عقدي واضح، إلا بعد قرن ونصف من الهجرة، ولم يكتمل إلا بعد ثلاثة قرون(3).

    (3) [لم يبدأ التشيع يأخذ مذهبا واضحا مستقلا، إلا بعد ظهور جعفر الصادق المتوفي ١٤٨ هـ، ولم يكتمل تشكل المذهب فكريا إلا بظهور الكتب الأربعة الأولى، وعلى رأسها الكافي الذي الفه الكليني المتوفي ٣٢٩ هـ.]

    النتيجة: نفسية الأقلية والتعلق بالمهدي
    لهذا السبب يعترف الشيعة في أدبياتهم بأن السنة هم الأصل، وأن الشيعة استثناء إلى درجة انهم يسمون السنة (العامّة) (٤)

    (4) [استخدام لفظة "العامة" في الإشارة لاهل السنة جاء مبكرا جدا، حيث ينسب في كتب الشيعة لجعفر الصادق في أحاديث الكليني. وفيه عبارة "قال: ما خالف العامّة ففيه الرشاد." الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٦٨
    أي عامة الناس، بمعنى أنهم هم الخاصة (الأقلية)].

    ولذلك يعيش الشيعة هاجس السنة في كتاباتهم وفي نظرتهم للتاريخ، وفي حياتهم الاجتماعية وفي حياتهم السياسية وفي تربيتهم الشخصية. وفي جولة سريعة في كتابات الشيعة الفقهية والعقدية والاجتماعية القديمة والحديثة، يلاحظ القارئ عمق الهاجس بالسنة أو "المخالفين"(٥).

    (5) [عبارة تلخص ما ذكرناه عن نفسية الأقلية، وانتظار المهدي جاءت في كتاب بحار الأنوار للمجلسي حيث يقول "بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الأحكام، لكن أجرى الله في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة، لعلمه باستيلاء المخالفين، واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم، ومناكحتهم، ومؤاكلتهم، فإذا ظهر القائم عليه السلام، أجرى عليهم حكم المشركين والكفار في جميع الأمور" بحار الأنوار ١٦/٦٦].

    ولأن التاريخ أثبت أن قَدَر الشيعة هو الأقلية ولا يمكن بالمقاييس التاريخية الراهنة أن يسود الشيعة، فلا توجد وسيلة لتغيير هذا القدر المحتوم، إلا أن تكون قفزة فوق التاريخ، تحول الشيعة فجأة من أقلية مغمورة لأغلبية مهيمنة. ولا يحقق مثل هذه القفزة إلا شخصية خيالية، تخترق الثوابت التاريخية، وتمثل مخرجا إعجازيا من المجتمع المحدود، إلى الهيمنة الكاملة. وهذا ما يجعل إنجازات المهدي في أدبيات الشيعة مرتبطة بهذه العقدة، فهي معظمها تمكين للشيعة وتحويلهم لأغلبية، وسحق الأغلبية الحالية (السنة) لأنهم أعداء آل البيت، وليست لسلطة الإسلام في الأرض .
    منقوووول بتصرف
    https://www.facebook.com/adel.azazy....97174387030556

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    النجاح والفشل والتعويض بالمهدوية:
    تعتبر دعوة النبي صلّى الله عليه وسلم عند السنة أنجح الدعوات في التاريخ، تربويًا وحضاريًا واجتماعيًا وسياسيًا، وكل ما حصل فيها هو مما يقتدى به, وكذا سيرة الخلفاء الراشدين التي كانت نجاحا في القضاء على الردة، وفي فتح الفتوح وتنظيم شؤون الدولة وغيرها من الإنجازات. وحتى بعد الخلافة الراشدة، ينظر السنة للجوانب الإيجابية في فترة الدولة الأموية والعباسية والعثمانية والمماليك، في علو شأن المسلمين وبسط هيمنة الإسلام على رقعة واسعة من العالم.
    الشيعة من جهتهم لا يعترفونبهذه النجاحات، لأن النجاح عندهم مرتبط فقط بمدى تمكين الأئمة. واول فشل عندهم هو فشل النبي عليه الصلاة والسلام (حاشاه) في التربية، حيث لم تنتج تربيته إلا مجتمعا من المتآمرين على إقصاء حق الأئمة (٧).
    (7) [ إتهام النبي عليه الصلاة والسلام بالفشل (حاشاه)، مبثوب بشكل ضمني في كل كتب الشيعة، لكن لم أطلع على تصريح بكلمة فشل، إلا عند الخميني في خطبة ألقاها بمناسبة ذكرى مولد المهدي في ١٥/شعبان /١٤٠٠ هـ حيث اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم النجاح قال (( لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة، لم ينجح في ذلك )) (نهج خميني ص٤٦)].

    وما دام الصحابة تمالؤا على إقصاء علي بن أبي طالب ثلاث مرات، فهذا فشل تاريخي آخر في حياة الخلفاء الراشدين. وحتى تولي علي الخلافة لم يكن نجاحا بالطريقة التي يفترضونها، بل كان تمكينا ناقصا ولم يحقق التخلص من الذين خذلوه. أما ما حصل بعد ذلك من خلافة الأمويين والعباسيين، فقد كان فشلا أعظم، بل كارثة حلت بالأمة طبقا لحساباتهم، ولا قيمة لكل ما قدمه الخلفاء حتى العادلين منهم ما داموا لم يمكنوا لآل البيت(٨).
    (8) [نموذج لتعامل الشيعة مع العهد الأموي والعباسي كتاب : ( أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم، تأليف : آية الله جعفر السبحاني ].

    النتيجة: اللجوء إلى حل خارق للسنن الكونية والنواميس التاريخية كالاتي:
    ما دامت التجربة التاريخية أثبتت أنه حتى القيادة والتربية النبوية لم تنجح، ولم يتحقق التمكين لآل البيت على مدى قرون طويلة فما هو المخرج ؟ المخرج هو نفس مخرج إشكالية الأقلية، وذلك بتغيير قواعد التاريخ بقدرات خارقة وتصورات إعجازية، بشخصية المهدي الأسطورية، وطريقة خروجه التي تخالف قوانين الكون ونواميس الحياة. ولذلك تجد في أدبياتهم مبالغات في تمكين المهدي، وسيطرته المطلقة، وشفاء غليلهم في الصحابة بإحيائهم والانتقام منهم(٩).
    (9) [ من نماذج ذلك، ما ينقله المجلسي عن جعفر الصادق زعمه تفاصيل خروج المهدي، ونبش قبري أبي بكر وعمر وإحيائهما، ثم يحاكمهما على ما يزعم من الجرائم فيقول"كل ذلك يعدده عليهما و يلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة، و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة، ثم يأمر ريحا فتنسفهما فِي الْيَمِّ نَسْفاً" بحارالأنوار ج : ٥٣ ص : ١٢].

    منقووول
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    التاريخ الإسلامي فخر السنة ومصائب الشيعة
    في نظرتهم للتاريخ، يعتقد أهل السنة أن البعثة والهجرة، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح مكة، ثم ما حصل في حكم الخلفاء الراشدين، المثل الأعلى في التاريخ والنموذج الأمثل للافتخار. وشعور السنة بذلك طبيعي، لأن الصحابة رموزهم التي يفتخرون بها، ونماذجهم العظيمة التي لا يتفوق عليها أي نموذج في التاريخ. أما ما جرى بعد ذلك في التاريخ الإسلامي، خاصة في الدولة الأموية والعباسية والمماليك والعثمانيين، فيفتخرون بما فيه من الفتوحات والانتصارات، ولا يقرّون ما حصل من ظلم واستبداد وفساد، لكن لا يعيشون هاجسه ومن ثم لا يعانون من عقدة في الانتماء.


    في المقابل لا يمثل هذا التاريخ للشيعة أي فخر، لأن هذه الأمجاد إنما هي إنجازات الذين ظلموا آل البيت، واقصوهم، وقتلوا بعضهم، ومن ثم فالافتخار بهذه الإنجازات، هو بالضرورة افتخار بالأعداء(١٠).
    (10) [روايات الشيعة المعتبرة، تتعامل مع أبي بكر وعمر وعثمان كأعداء، ومن يزعم غير ذلك من الشيعة مضطر لأن ينكر الإمامة، لأن من يؤمن بالإمامة بصدق، لا بد أن يعتبرهم أعداء وخونة ومرتدين، كونهم تآمروا على إنكار تعهدهم للنبي صلى الله عليه وسلم بإمامة علي. أما خلفاء بني أمية وبني العباس، فعدائهم صريح ولا يبذل الشيعة أي جهد في إخفائه.]

    ولذلك يجد الشيعة أنفسهم أمام فراغ تاريخي كبير، يمتد لمئات السنين، لا تشكل فيه هذه الأمجاد شيئًا.
    والأمم بطبعها لا تقبل خلو تاريخها من الأمجاد، خاصة إذا كانت تمتد لمئات السنين، فكيف حل الشيعة هذه المشكلة النفسية؟

    النتيجة:
    تضخيم تاريخ آل البيت ومآثرهم وجرائم لخصومهم
    الحل هو في محاولة تعويضية لتعبئة هذا الفراغ في الانتماء التاريخي، وذلك بتضخيم وتهويل قصص أهل البيت، وما تعرضوا له من ابتلاء ومظالم، والإسهاب والإطناب في ذكر التفاصيل الدقيقة التي تكاد تشبه الروايات القصصية المعدة للتمثيل والافلام(١1).
    (11) [ يروي الشيعة كل ما دار في موقعة كربلاء بتفاصيله المزعومة، والتي تملأ مئات الصفحات من الحوار المسهب، وعادة ما يجري تمثيله حقيقة في مجالس العزاء أمام الجمهور. والتفاصيل في هذا الفيلم المصور ليست خيالات كاتب سيناريو، بل هي مدونة في كتبهم يزعمون أنها حدثت هكذا بتفاصيلها].

    ولذا فإن المعالم الهامة في التاريخ، عندهم محدودة في قصة غدير خم، وحادثة السقيفة، ومعركة الجمل، وصفين، وذروة التاريخ كله هي فيما حصل للحسين رضي الله عنه. والوصف التفصيلي الدقيق لما حصل لآل البيت، يفوق تفاصيل السيرة النبوية والأحداث المفصلية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عن مآثر وشجاعة وقدرات الأئمة الاثني عشر، يفوق مآثر أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وفي المقابل تمتليء الأدبيات بحكايات الجرائم المنسوبة لخصومهم، التي تضاهي في حجمها ما يتداوله السنة عن مآثر نفس الشخصيات. ولأن هذه الروايات ناتجة عن حالة نفسية للتعويض وليست حقيقية، فبالطبع لن يكون لها إسناد أصلا أو يكون إسنادها متهالكا، لا يُعتمد عليه في الرواية. (١2)
    (12) [لا يثبت من تفاصيل موقعة كربلاء بأسانيد صحيحة إلا أقل من ٥٪ من الروايات مما هو ثابت في كتب السنة، وأما الباقي فهو إما بأسانيد متهافتة، أو بدون أسانيد، هكذا يروى معلقا].

    منقووول


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أداء حق آل البيت والتقصير في حقهم
    يتعامل السنة مع آل البيت تبعًا لما ورد لديهم، من وجوب مودتهم، والصلاة عليهم، وأداء حقهم من بيت المال، ولا يعتقدون أن لهم حقا خاصا في الولاية ولا الإمامة. ويقر أهل السنة بما حصل لبعض آل البيت من مظالم، لكنهم لا يعيشون هذا الهاجس، ولا يعتقدون أن آل البيت تم استهدافهم قصدا بالإقصاء والقتل أو الاغتيال.
    بل إن أهل السنة يعتقدون أن مظالم آل البيت كانت استثناء في التاريخ الإسلامي، وأنهم في الجملة كانوا مقدرين محترمين، قد أُمنّت حقوقهم من قبل الأمة ومن قبل الحكام.


    أما الشيعة فيعتقدون أن الظلم والإقصاء والقتل والكيد والتآمر، هو قدر آل البيت، وأن الشيعة ذاتهم قصروا في حقهم ولم يساهموا في تمكينهم في الإمامة بشكلها الكامل، ولم يحموهم كما ينبغي
    وحتى علي بن أبي طالب وهو الإمام الوحيد الذي تمكن سياسيا بسلطة، لم يتمكن إلا بعد ثلاثة خلفاء، بل إن وصوله للحكم لم يكن بجهد من الشيعة، بل ببيعة الصحابة رضي الله عنهم. لكن تقصيرهم الأعظم كان مع الحسين بن علي رضي الله عنه، والذي يعتبرون خذلانه أكبر خذلان في التاريخ.

    النتيجة تعذيب النفس والعيش بعقدة الذنب
    يعالج الشيعة هذه المشكلة بطقوس تعذيب النفس، بأشكال مختلفة ليس أقلها اللطم، وضرب الجسد بالحديد، وجرح الرؤوس بالسيوف، وتقطيع الجلد بالسكاكين ..إلخ.
    وهم يستمتعون بهذا التعذيب، ويجدون فيه إشباعا بسبب قوة مشاعر المسؤولية بالتقصير التي تنتابهم تجاه الحسين. كما إن أدبياتهم مليئة بعقدة الذنب، وتحميل أنفسهم مسؤولية ما أصاب الحسين، والتي توجد على شكل روايات كثيرة. ويجتهد الشيعة في مجالس العزاء الحسيني بالبكاء والنحيب، ويطيلون البقاء لاستماع التفاصيل الدقيقة عن اللحظات الأخيرة في حياة الحسين، حتى تكون بمثابة إخراج لما في الباطن، من لوم للذات، وتقريع للنفس، على الخذلان والتقصير في حق الحسين، بطريقة شبيهة في تعامل النصارى مع قصة صلب المسيح.(12)
    (12) [التشابه بين الشيعة والنصارى، لا يقف عند تشبيه قتل الحسين بصلب المسيح، بل هناك تشابه في أمور كثيرة، مثل تشابه تراتيب الحوزة مع سلم الكرادلة، وتشابه تقديس مريم وتقديس فاطمة، و ١٢ إمام مع ١٢ حواري، وتشابه في كثرة المناسبات الدينية، وتشابه في تصوير المسيح والحواريين في الكنائس، مقابل تصوير علي والحسين في الحسينيات].

    منقووول
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •