تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الأخلاق في الاسلام 2

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    30

    افتراضي الأخلاق في الاسلام 2



    دائما لا يـَجمَع الناس إلا شيء أكبر من مستواهم ، فإذا كنا سنضعهم على مستواهم المصلحي الأناني ، فلن يستطيع الناس أن يتوحدوا .. في المدن الكبيرة ملايين البشر و كلٌ منهم يسعى لمصلحته الخاصة : (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) ، بل بعضهم يتجاوز ويعتدي حتى يحصل على ما يريد بطريقة عنيفة أو بطريقة ذكية .. كلٌ يريد ما عند الآخر ، فالمدينة الضخمة تستطيع أن تقول أنها سفينة يدعي ملكيـّتها جميع الركاب .

    إن الأخلاق ليست منعاً وحرمانا للذات بقدْر ما هي عطاء أصلا ، فإذا صار المنع في الأخلاق فهو من أجل العطاء ، كما يمنع العطشان نفسه عن الماء ليسقي به آخر ، فهو لا يرى منعا و إنما يرى عطاء ، هذه هي الأخلاق .

    صاحب المصلحة يرى الأخلاق عبارة عن منع و حواجز فيرفض الأخلاق ، حتى الفكر الغربي يتآمر على الأخلاق و يشذب منها و يحذف حتى يبقى منها ما يخدم المصلحة فقط ، و يعتبرها منعاً ، بينما الأخلاق هي عطاء .

    الإسلام لم يأت بجديد لا يعرفه شعور الإنسان و حسّه ، لهذا القرآن دائما يقول ذكِّر ولا يقول : علِّم .

    الأخلاق تنتمي إلى شعور و حس الإنسان ، والعقل ينتمي إلى مصلحة الإنسان مع المادة الخارجية والأشياء الأخرى والآخرين .. فكلاهما له مصدر و له هدف ، ولهذا يحس الإنسان عادة بالتضارب في داخله والحيرة بتقديم رِجلٍ و تأخير أخرى ، فهذا التردد هو عبارة عن شعور يقول شيئا وعقل يقول شيء آخر .. أو إحساس يقول: أَقْدِم. وعقل يقول: لا. أو العكس . وهذا من أقوى الأدلة على ثنائية الشعور والعقل داخل الإنسان ، وهذه ثنائية لا مناص منها عند كل إنسان ، و إن أنكرها من أنكرها .

    هذه الثنائية لا تدل على أن الإنسان شيء موحَّد كما يقال و أنه عبارة عن جسم وأن الأفكار هي نتائج جسمية كما يقول الماديون . ولا يمكن القول بأن التردد هو تعارض مصلحة مع مصلحة أو عقل مع عقل أو فكرة مع فكرة ، لأنه مخالف له في الاتجاه و في الشعور المصاحب معه ، فمن يفكر بالرشوة والسرقة فهو يفكر بعقله ، لأن عقله يفكر بالمصلحة ، و يأتيه شعور مضاد يكره كل تفكير بهذا الخصوص و يدعوه للقناعة والصبر .. فلو كان التعارض تعارض عقل مع عقل ، لكان التردد في نقطة : هل أسرق أو هل أكسب أو هل أشتري ورقة يانصيب ؟ و ليس في الشيء و ضده ! فالعقل يكون في الشيء أو أمثاله و لا يكون في الشيء و ضده . و هذا كلام ليس عن الأخلاق بل عن رعاية المصالح .

    المؤمن الحق لا يمنعه خوف من النار أو طلب للجنة ، فليس هذا هو ما يمنعه حقيقة ، بل إن مانعه و دافعه الحقيقي مرتبط بربه أخلاقياً ، و لا يريد أن يخسر هذا الارتباط ، هذا في الأساس . والتخويف بالنار هو لمن لم يحسوا بهذا الإحساس ، لعل وعسى أن يردعهم . و العقوبة موجودة عند كل المجتمعات المدنية ، ومن أهداف وجود العقاب هو تنبيه الغافلين حتى يرتدعوا ، و ليس القصد منها تعذيبهم .

    فالمؤمن الحق لا يترك الخطأ لأنه خائف فقط من النار ، حتى لو زال الخوف أو أتاه رأي يحلـّل أو يبيح له هذا الخطأ لما فعله ، فهو أصلا لم يتعرف على ربه إلا عن طريق الفضائل والأخلاق . و المجتمعات كلها يحكمها قانون ، وهناك سلطة ، فهل نقول عن كل إنسان : أنت لا تسرق لأنك تخاف من القانون ، و لو زال القانون لسرقت ؟ هل إذا زالت عقوبة السرقة فسوف تسرق ؟

    و الحياة قائمة على الأخلاق أساسا ً ، فعن طريق شكر الإنسان لكل من أحسن إليه عرف ربه ، فهو استمر على ذلك حتى وصل لمن خلق له طعامه الذي لم يخلقه له أمه و أبوه ومجتمعه ؛ فهو شكر أمه لأنها قدمت له الطعام ، و شكر أبوه لأنه عمل على أن يحضر له هذا الطعام ، لكن هذه الشجرة : من أنبتها ؟ لم ينبتها أمه ولا أبوه ولا أبو الجيران ولا غيرهم ... فمن يشكر عليها إذاً ؟؟

    عن هذا الطريق - الشكر- وصل الإنسان إلى ربه ، وهكذا بقية الأخلاق توصلك إلى الله ، بما فيها الحب .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    415

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االورّاق مشاهدة المشاركة

    المؤمن الحق لا يمنعه خوف من النار أو طلب للجنة ، فليس هذا هو ما يمنعه حقيقة ، بل إن مانعه و دافعه الحقيقي مرتبط بربه أخلاقياً ، و لا يريد أن يخسر هذا الارتباط ، هذا في الأساس
    . والتخويف بالنار هو لمن لم يحسوا بهذا الإحساس ، لعل وعسى أن يردعهم . و العقوبة موجودة عند كل المجتمعات المدنية ، ومن أهداف وجود العقاب هو تنبيه الغافلين حتى يرتدعوا ، و ليس القصد منها تعذيبهم .

    فالمؤمن الحق لا يترك الخطأ لأنه خائف فقط من النار ، حتى لو زال الخوف أو أتاه رأي يحلـّل أو يبيح له هذا الخطأ لما فعله ، فهو أصلا لم يتعرف على ربه إلا عن طريق الفضائل والأخلاق . و المجتمعات كلها يحكمها قانون ، وهناك سلطة ، فهل نقول عن كل إنسان : أنت لا تسرق لأنك تخاف من القانون ، و لو زال القانون لسرقت ؟ هل إذا زالت عقوبة السرقة فسوف تسرق ؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االورّاق مشاهدة المشاركة
    عن هذا الطريق - الشكر- وصل الإنسان إلى ربه ، وهكذا بقية الأخلاق توصلك إلى الله ، بما فيها الحب .

    نعم هذا الكلام مبني على عقيدة الصوفية وهو عبادة الله بالحب فقط ، لا رجاء ولا خوف كما هو معتقد أهل السنة

    وهو ما يؤكد اعتراضي وتحليلي لكلامه في الرابط أدناه والحمد لله أني لم أظلمه في شيء 0

    http://majles.alukah.net/t130163/

    وأنا من هذا المنبر أدعوك لمطالعة كتب أهل السنة والجماعة والتمعن في معتقداتهم فلن تجد أصفى منها على الاطلاق
    والظاهر لي أنك غير معذور لأنك تصدرت للكتابة والبحث والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    إن الحديث عن الجنة، وصفتها، وما فيها من النعيم المقيم الذي لا ينفد - تشتاق إليه النفوس، ويزيد به الإيمان، ويحلو به الكلام، وتطمئن به القلوب؛ لأن النفس تميلُ إلى معرفة الثمار التي من أجلها ترك الإنسان المحرَّمات وترك المكروهات؛ كما في الحديث: (حفِّت الجنة بالمكاره، وحفِّت النار بالشهوات). مسلم (2822) وغيره، من حديث أنس بن مالك.

    إذ الواجب على الإنسان العاقل الذي يعلم أين السعادة أن يعبد الله؛ رجاءً في الجنة، وخوفًا من النار،
    لا كما يزعم الصوفية أن مَن يعبد الله طلبًا للجنة، فهذه عبادة التجار، أما عبادة الأحرار، فهو أن تعبد الله من غير رغبة في الجنة! وهذا باطل، وينقضه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: (كيف تقول في الصلاة؟)، قال: أتشهَّد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دَنْدَنَتك ولا دَنْدَنة معاذٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (حولها نُدَنْدِن) .أبو داود (792)، وابن ماجه (910)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3163).

    وهكذا ينبغي علينا نحن وكل المسلمين أن ندندن حولها، فاللهم نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، واجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم، وتقبَّله؛ إنك أنت السميع العليم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    415

    افتراضي رد: الأخلاق في الاسلام 2

    للفائدة .......................

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •