اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ
وَصَلَّى اَلْلَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
أَمَّا بَعْدُ
فَيَا أَيُّهَا اَلْمُوَفَّقُ
يَا مَنْ مَنَّا اَلْلَّهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةِ اَلْحَجِّ هَذَا اَلْعَامَ
إِنْتَظِرْ قَلِيلاً
وَاقْرَأْ هَذِهِ اَلْوَصَايَى

قَبْلَ اَلْحَجِّ
عَلَيْكَ بِالْإِخْلَاصِ
فَالْإِخْلَاصُ لَا يُقْبَلُ اَلْعَمَلُ إِلَّا بِهِ
وَالرِّيَاءُ شَرُّ اَلْأَدْوَاءِ اَلَّتِي تُصِيبُ اَلْأَعْمَالِ
فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ رَضِيَ اَلْلَّهُ عَنْهُ
عَنْ اَلْنَّبِيِّ صَلَّى اَلْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَا يَرْوِيهِ عَنْ اَلْلَّهِ تَعَالَى:
أَنَا أَغْنَى اَلْشُّرَكَاءِ عَنْ اَلْشِّرْكِ
مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي وَكَلْتُهُ وَشَرِيكَهُ...
فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ اَلْعَمَلَ لَا يُقْبَلُ إِلَّا إِنْ كَانَ خَالِصاً لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

وَبَعْدَ أَنْ تُصَفِّيَ عَمَلَكَ مِنْ اَلْرِّيَاءِ صَفِّ نَفْسَكَ مِنْ اَلْذُّنُوبِ
وَاعْلَمْ أَنَّ اَلْلَّهَ لَا يَرُدُّ تَائباً
فَقَدْ جَاء فِي جَامِعِ اَلْتِّرْمِذِيّ ِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اَلَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اَلْلَّهِ صَلَّى اَلْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
إِنَّ اَلْلَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ اَلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ

فَانْظُرْ إِلَى مَا اقْتَرَفْتَ مِنْ اَلْذُّنُوبِ وَتُبْ مِنْهَا
وَاعْلَمْ اَنَّ رَحْمَةَ اَلْلَّهِ وَاسِعَةٌ
فَذَنْبُكَ مَهْمَا عَظُمَ شَيْءٌ وَرَحْمَةُ اَلْلَّهِ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ...

وَبَعْدَ تَصْفِيَةِ عَمَلِكَ مِنْ اَلْرِّيَاءِ وَنَفْسِكَ مِنْ اَلْذُّنُوبِ
صَفِّ مَالَكَ مِنْ اَلْحَرَامِ
فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اَلْلَّهِ صَلَّى اَلْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
إِنَّ اَلْلَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّباً
وَإِنَّ اَلْلَّهَ أَمَرَ اَلْمُؤمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ اَلْمُرْسلِينَ
فَقَالَ:
يَا أَيُّهَا اَلْرُسُلُ كُلُوا مِنْ اَلْطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
وَقَالَ:
يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
ثُمَّ ذَكَرَ اَلْرَّجُلَ يُطِيلُ اَلْسَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى اَلْسَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ
وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ
فَأَنَّا يُسْتَجَابُ لَهُ

وَهَذَا اَلْحَدِيثُ رَوَاهُ اَلْإِمَامُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اَلْلَّهُ عَنْهُ

فَاحْرِصْ يَا عَبْدَ اَلْلَّهِ عَلَى تَنْقِيَةِ مَالِكَ
حَتَّى لَا يَنْطَبِقَ عَلَيْكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ:
إِذَا حَجَجْتَ بِمَالٍ أَصْلُهُ سُحْتٌ
فَمَا حَجَجْتَ وَلَكِنْ حَجَّتْ اَلْعِيرُ...

ثُمَّ عَلَيْكَ بِرَدِّ اَلْمَظَالِمِ إِلَى أَهْلِهَا
وَتَحَلَّلْ مِنْ إِخْوَانِكَ
وَاعْفُ عَنْ إِخْوَانِكَ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَهَكَذَا تَكُونُ قَدْ تَهَيَّأتَ لِ أَعْظَمِ رِحْلَةٍ
إِنَّهَا اَلْرِّحْلَةٌ إِلَى اَلْبَيْتِ اَلْعَتِيقِ...

فَتَقَبَّلَ اَلْلَّهُ مِنْكَ حَجَّكَ وَجَعَلَهُ مَبْرُوراً
وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ اَلّذِينَ يُقَالُ لَهُمُ
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءاً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً
وَأَخْتِمُ بِمَا بَدَأْتُ بِه
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي لَمْ يَزَلْ رَحِيماً غَفُوراً
وَصَلَّا اَلْلَّهُ عَلَى نَبِيِّنَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً...