تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: مقالات المرجئة المعاصرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي مقالات المرجئة المعاصرة

    مقالات المرجئة المعاصرة

    تأكيداً لما سبق من أن البدع تتطور، وتتخذ أشكالا وألوانا جديدة من الانحراف، ورغبةً في تحذير أهل الإيمان، من مقالات المرجئة الذين تلاعب بهم الشيطان، فقد رأيت أن أسرد من مقالاتهم ما هو موجود في هذه الأزمنة، مما جزم أهل العلم بأنه من كلام المرجئة، الذي خالفت به أهل السنة:
    1- الإيمان هو التصديق والإقرار، وهذا مذهب مرجئة الفقهاء، وإليه ذهب جماعة من الماتريدية والأشاعرة، وهو مقرر في كثير من المعاهد والجامعات.
    2- الإيمان هو التصديق فقط، وقول اللسان شرط لإجراء الأحكام في الدنيا، فمن صدق بقلبه، ولم يأت به- من غير إباء- فهو مؤمن ناج عند الله، وهذا معتمد الأشاعرة والماتريدية، وهو أسوأ من قول مرجئة الفقهاء، كما لا يخفى، بل هو مذهب جهم على التحقيق، إلا أن متأخريهم يثبتون عمل القلب من الإذعان والانقياد، ويجعلونه نفس التصديق، كما سبق.
    3- الإيمان تصديق بالقلب، وعمل بالقلب، دون الجوارح، وهو قول عامة المرجئة، إلا جهما ومن وافقه، كما بين شيخ الإسلام.
    4- الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وهو قول المرجئة الأوائل، وبه يقول أكثر الماتريدية اليوم.
    5- الكفر هو التكذيب، والجحود، وليس شيء من الأقوال أو الأعمال كفرا بذاته، لكن من الأقوال والأعمال ما جعله الشرع علامة على الكفر. وهذا مذهب أبي الحسين الصالحي، وابن الراوندي، وبشر المريسي، وهو قول الأشاعرة والماتريدية، كما سبق (1) . وأسوأ منه ما ذهب إليه بعض المعاصرين، من أنه لا يكفر من قال الكفر أو عمله، (لأن أولئك قالوا: بأن الفعل والقول يكون علامة على الكفر، بحيث يحكم عليه بالكفر لفعله أو قوله، في أحكام الدنيا دون أحكام الآخرة، وأما المتأخرون فلم يحكموا عليه بالكفر فيهما، مما يعني إبطال حد الردة. لكن قول هؤلاء المتأخرين أخف من قول المرجئة المتقدمين من وجه آخر، وهو إدخال العمل في مسمى الإيمان المطلق، فإن المرجئة الأوائل لا يدخلون العمل في مسمى الإيمان المطلق، وهؤلاء يدخلونه) (2) .
    6- الكفر لا يكون إلا في القلب، لكنه لا ينحصر في التكذيب، بل يدخل فيه ما يناقض عمل القلب، كالاستكبار وعدم الخضوع، والاستخفاف والعداوة والبغض، وهذا قول بعض المرجئة، كأتباع يونس السمري، وأبي معاذ التومني (3) .
    7- الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد، ويريدون بالاعتقاد: التكذيب، أو الاستحلال، فيرجع إلى قول الأشاعرة والماتريدية السابق. وهو من مقولات غلاة المتصوفة-أيضا- وينسجم مع قولهم: إن دعاء الأموات والذبح والنذر لهم لا يكون كفرا، إلا مع اعتقاد النفع والضر فيهم، استقلالا!
    8- الكفر يكون بالقول وبالفعل، لكن لا يكفر المعين إلا إذا اعتقد الكفر، وهذه حيلة ظاهرة على اشتراط الاعتقاد في التكفير، فلا فرق بين هذا وبين قولهم: الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد، وهو مذهب المرجئة، كما سبق؛ لأن اعتقاد الكفر كفرٌ في حد ذاته، ولو كان القول أو الفعل كفرا-عند هذا المخالف- لم يحتج إلى وجود مكفِّر آخر، وإلا كان ذكره عبثا، وهو قد جعله شرطا!
    9- من سب الله تعالى، أو سب نبيه صلى الله عليه وسلم لا يكفر إلا إذا استحل ذلك. وإليه ذهب بعض الفقهاء كالقاضي أبي يعلى، (وإنما أوقع من وقع في هذه المهواة ما تلقوه من كلام طائفة من متأخري المتكلمين، وهم الجهمية الإناث، الذين ذهبوا مذهب الجهمية الأولى، في أن الإيمان هو مجرد التصديق الذي في القلب وإن لم يقترن به قول اللسان، ولم يقتض عملا في القلب ولا في الجوارح) (4) .
    10- اشتراط الاستحلال للتكفير بالمكفرات القولية والعملية، كسب الله، والسجود للصنم، ودعاء الأموات، وحقيقته حصر الكفر في الاعتقاد، وبيان ذلك، أن من قال هذا فقد جعل الأقوال والأعمال الكفرية، بمنزلة المعاصي، كالزنا وشرب الخمر، وجعل وجودها غير مؤثر في التكفير، بل المؤثر هو اعتقاد حلها، فآل الأمر إلى حصر الكفر في الاعتقاد.
    11- لا يكفر أحد إلا أن يقصد الكفر، ويريده، وينشرح صدره به، وهذا قول مخالف للكتاب والسنة والإجماع، كما سبق، ومؤداه حصر الكفر في القلب، وهو مذهب المرجئة.
    وقد يقول بعضهم:
    12- الكفر يكون بالقول وبالفعل، لكن من شروط التكفير: قصد الكفر، فيرجع إلى ما قبله، من غير شك؛ لأنه إن كان القول كفرا، في ذاته، لم يحتج إلى مكفِّر ثان، وهو قصد الكفر، أو إرادته.
    13- الكفر يكون بالقول أو الفعل، لكن من فعل ذلك لشهوة، أو لعرض من الدنيا: لم يكفر، وهذا كسابقه؛ لأن حقيقته اشتراط اعتقاد الكفر، أو قصده، وجعل ذلك هو الموجب للتكفير، وقد مضى بيان بطلان هذا القول.
    14- ترك العمل الظاهر بالكلية ليس كفرا، وهذا قول المرجئة- كما صرح سفيان، وإسحاق- وهو مبني على قولهم في نفي التلازم بين الظاهر والباطن وظنهم أن الإيمان يستقر في القلب، من غير أن يظهر أثره على الجوارح...، وقد حذرت اللجنة الدائمة للإفتاء من بعض الكتب التي ذهبت إلى الحكم بإسلام من ترك جميع العمل الظاهر، واعتبرت ذلك إخراجا للعمل من حقيقة الإيمان الشرعي، وأنه مذهب المرجئة. ومثله قولهم:
    15- عمل الجوارح شرط كمال للإيمان، وليس ركنا أو جزءا أو شرط صحة لإيمان القلب، وهذا مذهب الأشاعرة.
    16- عمل الجوارح ركن في الإيمان، لكن تاركه بالكلية- من غير عذر- مسلم تحت المشيئة. ولا فرق بين هذا وبين الذي قبله إلا في اللفظ، وقد حذرت اللجنة الدائمة من أحد الكتب التي تبنت ذلك، واعتبرته داعيا إلى مذهب المرجئة المذموم.
    17- ترك الصلاة ليس كفرا؛ لأن الكفر عمل قلب، وليس عمل بدن، أو لأن الكفر لا يكون إلا بالقلب، وهذا هو قول المرجئة، وأما من لم يكفر تارك الصلاة، اعتمادا على النظر في الأدلة، مع التسليم بأن الكفر يكون بالقول والفعل، فليس بمرجئ (5) .
    تنبيه:
    ما سبق من أقوال المرجئة، قد يخفى أمره على بعض الناس، أو يوجد في زلات بعض المنسوبين إلى العلم، فيقلده فيه غيره، مع كراهته للإرجاء، وذمه للمرجئة، فلا يقال: إنَّ كلَّ من دان بشيء من هذا، فهو مرجئ بإطلاق، ولكن يقال: هذا القول قول المرجئة، والقائل به وافق المرجئة في كذا، أو دخلت عليه شبهة الإرجاء، وهو إن كان معذورا باجتهاد أو تأويل فالله يغفر له، وإن كان جاهلا لم تقم عليه الحجة، فلا يبدَّع ولا يفسَّق، بل يدعى إلى الحق، ويبين له الصواب، وهذا من الإنصاف والعدل الذي أمرنا به، ولذلك لم يقل أحد من أهل العلم- فيما بلغنا- إن القاضي أبا يعلى الحنبلي مرجئ، لموافقته المرجئة- في أحد قوليه- في اشتراط الاستحلال في كفر الساب، بل عُد ذلك منه زلة منكرة، وهفوة عظيمة (6) ، غفر الله له.
    ومعلوم أن الفاضل لا تهدر حسناته لأجل خطأ وقع فيه، واعتبر في ذلك بما ذكره الذهبي عن أبي زرعة قال: (كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئاً فجلس، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ، وقال أحمد: كان مرجئاً شديداً على الجهمية).
    http://www.dorar.net/enc/aqadia/3276

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي هذا ملخص ما جاء في الإرجاء وهو بسط مختصر جيد في مقامه بورك فيك

  4. افتراضي

    نفع الله بكم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي ملحوظةهامة دقيقة لم نجد في تعبير السلف بهذا الشكل وإنما أخطأ أو زل أو جانب الصواب جزاك الله خير الجزاء

  6. #6

    افتراضي

    فلان وافق المرجئة أو المعتزلة أو الجهمية أو غيرهم من أهل البدع استعمال شائع ذائع بين أهل العلم قديما وحديثا.

    ويكفيك أن تجري بحثا في الشاملة لتجد أن هذا الاستعمال قد استعمله السجزي والشهرستاني والبغدادي وشيخ الإسلام والمعلمي وغيرهم ليبينوا ـخطاء بعض العلماء أو وجه الشبه بين الفرق وغير ذلك.

    ولو مشينا على منطقك لطالبناك بأحد من السلف استعمل مايلي: سلفي، أثري، حزبي، مميع، وصف العالم بالشيخ العلامة...الخ

  7. #7

    افتراضي

    والشيخ الراجحي قال بأن لابن حجر تأويلات يوافق الأشاعرة في رده على سؤال بهذا الخصوص في شرحه على كتاب الرد على الزنادقة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 12 / 314 :
    وَقَدْ وَافَقَ الْكُلَّابِيَة عَلَى قَوْلِهِمْ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفِ وَمِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ الْمُنْتَسِبِين َ إلَى الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَلَيْسَ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مصر المنصورة
    المشاركات
    5,230

    افتراضي

    ارجع عن قولي لقولكم .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    بارك الله فيكم .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أحسن الله إليكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    آمين .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: مقالات المرجئة المعاصرة

    جزاك الله خيراً

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقالات المرجئة المعاصرة

    المرجئة المعاصرون وأشباههم
    ثَمَّ اختلافٌ كبير بين مقالات المرجئة القدامى للتعبير عن فكرة الإرجاء وبين مقالات مرجئة العصر الذين استحدثوا طرقاً جديدة في إثبات مقولاتهم والمجادلة عنها، وهذا الفرق يتجلى بمعرفة مدى درجة التصريح والوضوح بين المقالتين، فمقولات المرجئة المتقدمين على اختلاف أنواعهم تتسم بوضوح الفكرة وبعدها عن الالتواء، بل ومباينة هذه الأفكار لمعتقد السلف السليم الذي أجمعوا عليه وأصلوا له الأدلة والبراهين وجادلوا عنه بالحق؛ ليبطلوا باطل الإرجاء ومعتقد أهله، حتى أن أحدا من هؤلاء المرجئة القدامى لم يكن ليخلط مقولاته بمقولات السلف أو يَلْتبس عليه ذلك أو يُلبِّس ذلك على أتباعه!!، لم يكن هذا ليحدث قط بل كان الأمر يعرض بوضوح وجلاء، وأمانة علمية في النقل، كما كان يسرد الإمام أبو الحسن الأشعري1 وغيره آراء السلف بوضوح ثم ينشأ يذكر رأيه ومذهبه حتى وإن ناقض قول السلف في العديد من القضايا، ويترك الفرصة بعد ذلك للمدقق لينظر في الأدلة ويناقش المسائل المتصلة بعضها ببعض في نظام واحد، حتى يترجح له في النهاية بكل وضوحٍ فضل السلف وعمق علمهم واستدلالهم.

    أما مرجئة العصر فوضعهم مختلف تماماً، فلئن كان ديدن أهل البدع والأهواء في كل وقت هو التلبيس والتناقض، فلقد كان لمرجئة هذا الزمان من هذا التلبيس النصيب الأكبر والحظ الأوفر، حيث غلب على كلامهم الالتواء وعلى معتقدهم الخلط والإيهام، والبحث هنا وهناك عن دليل أو شبهة دليل ليؤيد مسألة من مسائلهم، حتى إذا جمعت هذه الأدلة على هذه المسائل لم تجدها تنتظم في نظام واحد، فالنظام الواحد تكون فيه الفروع مبنية على الأصول والجزئيات مندرجة من الكليات، فلا تنافر ولا تناقض، أما عند هؤلاء فإنها مسائل شتى وفق أصول مختلفة من هنا ومن هناك.

    وذلك يرجع لأنهم وافقوا في الظاهر كلام السلف ولكنهم صرفوا كلامهم أي كلام السلف- عن مرادهم، وأولوه على معنى يوافق مرادهم هم أي مراد المرجئة- من عدم إدخال العمل في الإيمان وعدم التكفير بالأعمال الظاهرة المكفرة وإنما مرد الأمر للتكذيب والجحود فقط، ولذا فإنك ترى أحدهم يقول بكلام أئمة أهل السنة ويوقر مقولاتهم مما يوهم بموافقته لهم وعدم الاختلاف معهم، ثم يعقب على كلامهم بتوضيح معانيه وفك رموزه بكلامه هو ويأتي بمعنى من عنده لا يوافق كلام السلف ولا أرادوه، ويزعم بعد ذلك أن هذا هو مذهب أهل السنة وطريقة أهل الحديث والأثر، ويرمي في الوقت نفسه من يُجري كلام السلف على ظاهره الذي أرادوه منه، ويرميهم بالغلو والتكفير ، وكثيرا ما تجد بعض شيوخهم يقوم بتدريس آحاد كتب المتقدمين من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ثم يؤصل لمذهبه هو غير متقيد بالمتن الذي يقوم بشرحه ولا بصاحب المتن أو مراده فتجد المتن هو متن أحد علماء السلف الصالح والشرح شيء آخر بين تخصيص وتقييد، وتأويل وإيهام عن قصد أو عن غير قصد، وأحيانا يلتبس ذلك على المستمع فيظن أن هذا هو مذهب المصنِّف الأصلي ولا يدري أنه من كلام الشارح الملبِّس.

    ومما ساعد في رواج هذه التناقضات والتأويلات لدي العامة والأتباع في الآونة الأخيرة وأدى إلى استفحال أمرهم وانتشار أفكارهم في بقاع شتى، عواملُ التأييد الغربي الصليبي وأذنابهم من أنظمة الاستبداد هنا وهناك ممن دعموا وأيدوا نشوء هذه التيارات الفكرية وإزكاء خرافاتها، بغرض تمييع قضايا الدين وتذويب وصهر المؤمنين في بوتقة روح الأفكار الغربية، ففكر الإرجاء هو أكبر معين على غزو الأمة في سويداء عقيدتها، حيث يتركها كالثوب المهلهل لا يستر عورة فضلا عن أن يكون درعا واقيا لها من سهام أعدائها.[
    محمود محمد الزاهد]
    مزيد من البيان على هذا الرابط
    https://majles.alukah.net/t170716/


    المرجئة المعاصرون وأشباههم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقالات المرجئة المعاصرة

    قال الاخ الفاضل ماهر عبد الحفيظ صفصوف فى مقال له بعنوان --نقض شبهة استدل بها المخالفون

    -https://www.alukah.net/sharia/0/20689/
    -قد نبتتْ في هذا العصرِ نابتةٌ تنتسب لطريقة السلف، زعمَت الدفاع عن عقيدة القرون الثلاثة المباركة، وعن أئمة الإسلام رحمهم الله تعالى، ولهم للحق جهودٌ عظيمة في ذلك؛ لكنهم في نفس الآن بقصدٍ أو بغير قصدٍ، حادوا عن مذهب السلف في عديد مِن أصولهم، وأصَّلوا وفرَّعوا، وكتبوا وناظروا، وجادلوا فيما حادوا فيه، وعلى رأس هذه المسائل مسألة الإيمان، ومسألة الكفر، وليس المقام هنا لنِقاش هذه المسائل؛ وإنما القصد التنبيه على أنهم لما انحرفوا في عديدٍ مِن مسائل العقيدة، نسبوا هذا الانحراف إلى المحقِّقين مِن أئمة الإسلام، فتتبَّعوا متشابهَ الأقوال والكتابات التي عندهم، وجعلوها أصولًا بنَوا عليها معتقدهم، ورموا مخالفَهم بشتَّى الألفاظ والأوصاف مِن تبديع وتضليل، ووصْف بالخارجية والتكفير، وتأوَّلوا وحرَّفوا كلَّ نصٍّ صريح مِن أقوال هؤلاء الأئمة، مما يستدلُّ به مخالفوهم مِن أهل السُّنَّة والجماعة، فضلًا عن عدم الأمانة العلمية في نقل بعض كلام العلماء، بترًا وتحريفًا للكَلِم عن مواضعه

    ولما كان الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قدَّس الله روحه - مِن أعلام هذه الدعوة ومجدِّديها، كان لزامًا على هؤلاء نصرُ مذهبهم، بجعْل كلام الإمام في صفِّهم، والزعم أنهم على منهجه ودعوته، وأنَّ مخالفَهم مخالفٌ لدعوة الشيخ، محايد لطريقه ونهجه، فتتبَّعوا ما أشكَل مِن كلامه في أفهامهم، وعضُّوا عليه بالنواجذ، وتمسَّكوا بذلك كسبب من السماء، وصالوا وجالوا بطرْح هذا المشكِل مِن كلامه في كلِّ كتاباتهم ودروسِهم، مُعْرضين عن تفسير ما أشكل مِن كلامه بكلامه الآخر الواضح البيِّن في مصنفاته وفتاويه، ومُعْرِضين عن تفسير الأئمة والعلماء لكلامه رحمه الله تعالى، ضاربين بأقوالهم عُرْض الحائط، وهذا ديدنُ أهلِ البدَع الذين يتَّبعون المتشابهَ مِن الكلام، كما اتَّبع الذين مِن قبْلهم مِن أهل الكتاب ما تشابه؛ ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾
    https://www.alukah.net/sharia/0/20689/

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: مقالات المرجئة المعاصرة

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع
    السؤال: شيخنا نرجو من فضيلتكم توضيح علاقة عذر عباد القبور بالجهل و زعم أنهم مسلمين - بعقيدة الإرجاء ؟ .
    الجواب
    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد
    ؛ فإن الإرجاء له معنيان معروفان عند أهل العلم.الأول: إخراج العمل من حقيقة الإيمان ، و رتبوا على ذلك أنه لا يضر ترك العمل بالكلية ، و يبقى مسلما ، عنده أصل الإسلام . ثم جاءت المرجئة الذين نصروا قول الجهم بن صفوان ، و هم مرجئة الأشاعرة - بعض غلاتهم - ، فقالوا أن ما يُعرف بنواقض الإسلام ، و منها عبادة الأصنام و الشرك و غيره ، قالوا : هذه لا تنقض الإسلام ، لا تنقض أصل الإيمان ، لأنها غير داخلة في حقيقته ، هذا ما رتبوه عليه ، بأن الشرك ونواقض الإسلام لا تبطل أصل الإسلام . و قال شيخ الإسلام أنه عندما ذُكرت لهم النصوص القاطعة و الإجماع على أن الشرك مخرج من الإسلام ، قالوا : نقول بأن هذه الأعمال دليل على انتفاء العلم من قلبه ، و أننا نقول أن من وقع فيها كافر ، في أحكام الدنيا ، لكنه لم يكفر بها . إنما دلت هذه الأعمال على أنه ليس عنده العلم و المعرفة بالله . إذن هم يثبتون أنه كافر بهذه الأعمال التي هي نواقض الإسلام كالشرك بالله عز وجل . إذن ؛ هذا المعنى الأول و هو: إخراج العمل من حقيقة الإيمان . و رتبوا عليه أن من وقع في نواقض الإسلام كالشرك بالله ، أنه لا يكفر بها ، و لكنهم قالوا : أننا نحكم بكفره بدلالة النص على أن من وقع فيها يكون ليس عنده شيء من المعرفة التي هي أصل الإيمان.
    و المعنى الآخر: الإرجاء بمعنى إعطاء الرجاء ، و كان المرجئة الأولون زعموا أن من ترك العمل بالكلية ، و أن من وقع في المعاصي أنه مسلم لا ينتقض أصل إسلامه و إيمانه ، و يُرجى له الجنة.
    هذا بالنسبة للمرجئة المتقدمين ، أما هؤلاء المتأخرون - فإنهم أدخلوا هذا المذهب و زادوا عليه أصولا قبيحة أشنع مما قاله الأولون . المرجئة المعاصرون الذين يتكلمون في العذر بالجهل و يزعمون أن معنى العذر بالجهل عدم تكفير عباد القبور و عباد الأصنام و الواقع في نواقض الإسلام ، هؤلاء زادوا على الأولين ؛ من جهة أنهم يقولون أن من وقع في الشرك و تلبس بعبادة الطاغوت أنه لا يكون كافرا ، و لا يخرج من الإسلام ، و احتجوا لذلك بأنه جاهل لم يعرف و لم يعاند . و رتبوا عليه الحكم بإسلام من عبد الطاغوت و المشركين و جميع الواقعين في نواقض الإسلام . و خالفوا المرجئة المتقدمين بحيث أن أولئك يحكمون بكفره بدلالة النص على أنه يكفر بذلك ، لا لأن العمل مكفر بحد ذاته . أما هؤلاء فقالوا لا نحكم بكفره في أحكام الدنيا ، بل نحكم بإسلامه . هؤلاء زادوا على الجهم بن صفوان و من قال بقوله ؛ بأنهم زعموا أنه يكون مسلما . و لا شك أن أولئك الأولين مع شناعة ما قالوا و تشنيع السلف عليهم و علماء الأمة - لا شك أنهم أكثر ورعا من هؤلاء ، إذ أنهم قد نظروا إلى النصوص و وجدوا أنها قاطعة في كفر المشرك و حبوط عمله ، فتهيبوا أن يصادموها صراحة ، فقالوا : نقول بكفره . أما هؤلاء لقلة علمهم و جسارتهم و قلة ورعهم فإنهم يقولون أن عابد الطاغوت و عابد غير الله عز و جل المشرك لا نقول بكفره . فهم جاؤوا بمذهب في الإرجاء أشنع و أخبث من قول الجهم بن صفوان و من نصره من المتكلمين.
    و الأمر الثاني: أن المرجئة المتقدمين ، قالوا : أن من ترك العمل بالكلية يُرجى له أن يكون مسلما ، و ذكر الأئمة كالإمام إسحاق أن هذا هو قول غلاة المرجئة ، و هم المرجئة الذين لا شك فيهم . هؤلاء زادوا على ذلك أمرا خبيثا ، و قولا شنيعا و هو أن عابد الطاغوت تارك التوحيد يكون مسلما ، يعني : أولئك شنَّع عليهم السلف لأنهم قالوا: تارك العمل يكون مسلما . فما بالك بهؤلاء الذين يقولون : أن تارك التوحيد يكون مسلما ، و عابد الطاغوت يكون مسلما ، و رتبوا على ذلك أنْ جعلوا له الرجاء بأن يكون من أهل الجنة . و أن هذا الذي يعبد غير الله و يستغيث به و يدعوه و يرجوه و يعتقد فيه النفع و الضر ، هذا المشرك عندهم أنه يُرجى له أن يكون من أهل الجنة . فجاءوا بأقوال في الإرجاء أبعد بكثير و أخبث من أقوال المرجئة المتقدمين من هاتين الجهتين . و الله أعلم.
    http://ar.salafishare.com/mVg

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: مقالات المرجئة المعاصرة

    جزاك الله خيرا

    نسأل الله العافية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •