لماذا يجعل كثير من الكتاب منطق الانبهار بالحضارة الغربية أساسا لأطروحاتهم , ولماذا هذا المنطلق فحسب !!
فيتمايل البعض بجلد الذات .
والبعض بتأوهات فقط .
والبعض بالهمهمة والتمتمة .

ليس عيبا أن نحكم على الواقع في ظل ما نشاهده .
لكن يجب أن يكون ذلك بالعدل وتصور الحقيقة كما هي .
أما أن ننظر إلى نقاط ونصرف النظر عن نقاط .
فهذا حكم بالهوى الفردي , الذي لا يتعدى صاحبه .

إن الحضارة الغربية من ينكر أثرها لا على أصحابها فقط بل علينا نحن أيضا فهو يعيش في ظل ( هواجسه ) لا في ظل ( المعاين ).
لكن هذا الأثر تعدى بعض المتحذلقين بأخذ ما يحلو به له وترك الأثر ( المناقض لتوجهه ).
فتجده يقول : لن نتطور إلا بأن ننقل الحضارة الغربية إلينا كلها ( حلوها ومرها ) .
عجبا !! ما هذا الغباء ..
أيرضى بالمر يتجرعه .
أين العقل الذي يتمنطق به , ويدعو أنه حليف نظراته .
إن الهوى يعمي ويصم , فتجد الخزعبلات تظهر على حين نشوة ( هوى ).
لا عيب أن نحكي الواقع لكن لنستفيد منه لا أن نتجرع المر بعد عسله .

لنا أن نأخذ المفيد , بل يجب إذا كان نهوض الإسلام مترتبا على تحقق أسباب المفيد من صناعة مباحة شرعا .. وتجارة مباحة شرعا .. وعلوم مباحة شرعا .. ووسائل مباحة شرعا .. والحكمة ضالة المؤمن أن وجدها فهو أحق بها.
فيا ترى.. أتجرع المر من الحكمة .
وأين عقل من يجعل المر ضالته وحكمته .

وليعلم أن ضابط الشرع فيما يرد من الغرب في أي طريق ومسلك .. يكسب عيشا سعيدا في الدنيا وحضارة نزيهة مشرقة , وعزا يملأ الأرض بلمعانه .

ونعيماً لا ينفد في الآخرة , وقرة عين لا تنقضي .

قال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) .