قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (5/166):
2144 - "كان إذا اجتلى النساء أقعى وقبل " .
ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 8/146 ) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1/264 - 265 ) عن موسى بن عبيدة : حدثني عمر بن الحكم : حدثني أبو أسيد قال :" تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من الجون ، فأمرني أن آتيه بها ،فأتيته بها ، فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! قد جئتك بأهلك ، فخرج يمشي وأنا معه ، فلما أتاها أقعى ، وأهو ى ليقبلها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتلى ... فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : لقد عذت معاذا ، فأمرني أن أردها إلى أهلها ، ففعلت " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل موسى بن عبيدة ، فإنه واه .
وأشد من هذا الحديث ضعفا ما أخرجه ابن سعد أيضا ( 8/145 - 146 ) ، والحاكم (4/37 ) من طريق محمد بن عمر : أخبرنا هشام بن محمد : حدثني ابن الغسيل عن حمزة ابن أبي أسيد الساعدي عن أبيه - وكان بدريا - قال :
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية ، فأرسلني ، فجئت بها ، فقالت حفصة لعائشة ، أوعائشة لحفصة : اخضبيها أنت ، وأنا أمشطها ،ففعلن ، ثم قالت لها إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك ، فلما دخلت عليه ، وأغلق الباب ، وأرخى الستر مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال بكمه على وجهه ،فاستتر به ، وقال : عذت معاذاً ( ثلاث مرات ) . قال أبو أسيد : ثم خرج علي فقال : يا أبا أسيد ، ألحقها بأهلها ، ومتعها برازقيتين . يعني كرباستين ،فكانت تقول : ادعوني الشقية .
قلت : سكت عنه الحاكم ، وقال الذهبي :" قلت : سنده واه " .
قلت : بل هو بهذا السياق موضوع ، لأن هشام بن محمد ؛ وهو الثعلبي متروك ،ومحمد بن عمر ، وهو الواقدي ؛ كذاب .
وقد خولفا في متنه ، فقال البخاري ( 9/311 ) :
حدثنا أبو نعيم : حدثنا عبد الرحمن بن غسيل به مختصرا ، وليس فيه ذكر لحفصة وعائشة مطلقا ، ولا قول إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة ... إلخ .
وقد استغل عبد الحسين الشيعي هذه الزيادة الموضوعة فطعن بها على السيدة عائشة رضي الله عنها ، فراجع إن شئت كتابه " المراجعات " ( ص 248 ) ، والحديث الآتي برقم ( 4964 ) لتتيقن من موقف هذا الشيعي من أهله صلى الله عليه وسلم .