بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النّبى العربى الكريم ..حبيبناالمصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************
سُئِلَ الشَّيخُ ابن عُثيمين - رحمه الله - : ما الحُكمُ إذا رأينا شخصًا نتوخَّى فيه الصَّلاح وطلبنا منه أن يدعوَ لنا ؟ و آَمَلُ أن تدعوَ لى بأن يُصلِحِ اللهُ قلبى ، وأن يوفقنى للبِرِّ بوالدىَّ ، وأن يرزُقنِىَ الذُّرِّيةَ الصَّالِحة ؟؟
فأجاب - رحمه الله - : طلب الدعاء من شخصٍ تُرجى إجابة دعائه إن كان لعمومِ المُسلمين فلا بأس بِهِ : مثل أن يقول الشَّخصُ لآخر : ادعُ اللهَ أن يُعِزَّ المُسلمين ، وأن يُصلِحَ ذاتَ بينَهُم ، وادعُ اللهَ أن يُصلِحَ وُلاتَهُم وما أشبهَ ذلك . أمّا إذا كان خاصًّا بالشَّخصِ السَّائِل الطَّالِب من أخيهِ أن يدعوَ له ، فهذا ما يكونُ من المسألة المَذمومة ، إلا إذا قَصَدَ الإنسانُ بذلك نفع أخيه الدَّاعى له ، وذلك لأنَّ أخاهُ إذا دَعَا له بظهرِ الغيبِ قال له المَلَكُ : آمين ، ولكَ بمثلِه ، وكذلك إذا دَعا لَهُ أخوه ،فإنه قد أتى إحسانًا إليهِ ، والإحسانُ يُثابُ عليه ، فينبغى عليه أن يُلاحِظ من طَلَبَ من أخيهِ أن يدعوَ له فائِدةَ الأخِّ الدِّاعى ، على أنَّ طلبَ الدُّعاءِ من الغير قد يترتَّب عليه مفسدة ، وهى أن الغير يُعجَبُ بنَفسِه ، ويرى أنَّهُ أهلٌ لإجابةِ الدُّعاء ، وفيهِ أيضًا أن هذا الطَّالب من الغير أن يدعوَ له قد يعتمدُ على دُعاءِ المَطلوب فلا يَلِحُّ على رَبِّهِ بالدُّعاء ، بل يعتمِدُ على دُعاءِ غيرِه ، وكلا المفسدتيْن شَرّ ، والذى أنصحُ بِهِ إخوانى أن يكونوا هُم الذين يدعون اللهَ عزَّ وَجَلّ ، لأنَّ الدُّعاءَ عِبادةٌ ، والدُّعاءُ مُصلِحٌ للقلبِ لِما فيهِ من الالتجاءِ إلى الله ، والافتقارِ إليه ، وشُعور المرءِ بأنَّ اللهَ تعالى قادِرٌ على أن يمدّه بفضلِه " أ. هـــ كلامه رحمه الله ، من كتاب الدَّعوة
(2/ 145 ،146 ) نقلاً عن كتاب :" صحيحُ الأذكار لطرفىْ الليل والنّهار من كُتُبِ العَلامة : ناصِر الدِّين الألبانِىّ ، ويليه فتاوى مُهِمّة فى فوائِد الذِّكر وفضل الدُّعاء من إجابات الشيخ مُحمّد بن صالِح العُثيمين " ، إعداد : مُحمَّد السيِّد الخولى ، صـ 329