تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ما الفرق بين العهد والميثاق واليمين ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي ما الفرق بين العهد والميثاق واليمين ؟

    قال العلامة ابن حجر الهيتمي المكي ت 974هـ ، غفر الله له ، في الفتاوى الحديثية ص 21 - 22 :
    24 - وسئلت : ما الفرق بين العهد والميثاق واليمين ؟
    فأجيب بقولي :
    العهد الموثق يقال : عهد إليه في كذا : أوصاه به ووثقه عليه . والعهد في ( لسان العرب ) له معان منها : الوصية ، والضمان ، والأمر ، والرؤية ، والمنزل .
    وأما الميثاق : فهو العهد المؤكد باليمين .
    وأما اليمين فهو الحلف بالله تعالى أو بصفة من صفاته على ما قرر في محله .

    وقد اختلف المفسرون في المراد بالعهد في قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ ) [ البقرة : 27 ] على أقوال :
    أحدها : أنه وصية الله إلى خلقه وأمره لهم بطاعته ونهيه لهم عن معصيته في كتبه المنزلة على ألسنة أنبيائه المرسلة .
    الثاني : أنه العهد الذي أخذه الله على بني آدم حين استخرجهم من ظهره في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) [ الأعراف : 172 ] الآية . قال المتكلمون : وهذا ساقط لأنه تعالى لا يحتج على العباد بعهد وميثاق لا يشعرون به كما لا يؤاخذهم السهو والنسيان .
    الثالث : ما أخذه عليهم في الكتب المنزلة من الإقرار بتوحيده والاعتراف بنعمه والتصديق بأنبيائه ورسله فيما جاءوا به في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ ) [ آل عمران : 187 ] الآية .
    الرابع : ما أخذه الله تعالى على الأنبياء ومتبعيهم أن لا يكفروا بالله ولا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن ينصروه ويعظموه كما قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْاْ بِهِ ) [ آل عمران : 80 ] الآية .
    الخامس : إيمانهم به صلى الله عليه وسلم وبرسالته قبل بعثه ، وهذا قريب مما قبله إن لم يكن عينه .
    السادس : ما جعله في عقولهم من الحجة على توحيده وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالنظر في المعجزات الدالة على إعجاز القرآن وصدقه ونبوّة محمد صلى الله عليه وسلم .
    السابع : الأمانة المعروضة على السموات والأرض والجبال التي حملها الإنسان .
    الثامن : ما أخذه الله عليهم من أن لا يسفكوا دماءهم ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم .
    التاسع : الإيمان والتزام الشرائع .
    العاشر : نصب الأدلة على وحدانيته في السموات والأرض وسائر المخلوقات فهو بمنزلة العهد .
    الحادي عشر : ما عهده إلى من أوتي الكتاب أن يبينوا نبوّة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ولا يكتموا أمره .
    واختلف المفسرون أيضاً في العهدين المذكورين في قوله تعالى : ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) [ البقرة : 40 ] على أقوال :
    أحدها : عهده وميثاقه الذي أخذه عليهم من الإيمان به والتصديق برسله وعهدهم ما وعدهم به من الجنة .
    ثانيها : عهده ما أمرهم به وعهدهم ما وعدهم به .
    ثالثها : عهده ما ذكره لهم في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وعهدهم ما وعدهم به من الجنة .
    رابعها : عهده أداء الفرائض وعهدهم قبولها والمجازاة عليها .
    خامسها : عهده ترك الكبائر وعهدهم غفران الصغائر .
    سادسها : عهده إصلاح الدين وعهدهم إصلاح آخرتهم .
    سابعها : عهده مجاهدة النفوس وعهدهم الإعانة على ذلك .
    ثامنها : عهده إصلاح السرائر وعهدهم إصلاح الظواهر .
    تاسعها : ( خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَاكُم ) [ البقرة : 63 ] .
    عاشرها : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ ) [ آل عمران : 187 ] .
    حادي عشرها : عهده الإخلاص في العبادات وعهدهم إيصالهم إلى منازل الرغبات .
    ثاني عشرها : عهده الإيمان به وطاعته وعهدهم ما وعدهم عليه من حسن الثواب على الحسنات .
    ثالث عشرها : عهده حفظ آداب الظواهر وعهدهم حفظ السرائر .
    رابع عشرها : عهد الله على لسان موسى لبني إسرائيل إني باعث من بني إسماعيل نبياً فمن تبعه وصدق بالنور الذي يأتي به غفرت له وأدخلته الجنة وجعلت له أجرين اثنين .
    خامس عشرها : عهده بشروط العبودية وعهدهم بشرط الربوبية .
    سادس عشرها : أوفوا بعدي في دار محنتي على بساط خدمتي بحفظ حرمتي أوف بعهدكم في دار نعمتي على بساط كرامتي بقولي ورؤيتي .
    سابع عشرها : لا تفرّوا من الزحف أدخلكم الجنة .
    ثامن عشرها : عهده ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَاءِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً ) [ المائدة : 12 ] الآية ، وعهدهم إدخالهم الجنة .
    تاسع عشرها : أوامره ونواهيه ووصاياه فيدخل في ذلك ذكر محمد صلى الله عليه وسلم الذي في التوراة .
    عشروها : أوفوا بعهدي في التوكل أوف بعهدكم في كفاية المهمات .
    حادي عشريها : أوفوا بعهدي في حفظ حدودي ظاهراً وباطناً أوف بعهدكم بحفظ أسراركم عن مشاهدة غيري .
    ثاني عشريها : عهده حفظ المعرفة وعهدنا إيصال المعرفة .
    ثالث عشريها : أوفوا بعهدي الذي قبلتم يوم الميثاق أوف بعهدكم الذي ضمنت لكم يوم التلاق .
    رابع عشريها : اكتفوا مني بي أوف بعهدكم أرض عنكم بكم .

    فهذه أقاويل السلف في تفسير هذين العهدين .
    قال في ( البحر ) بعد ذكره ذلك : والذي يظهر - والله أعلم - أنَّ المعنى طلب الإيفاء بما التزموه لله تعالى وترتب إنجاز ما وعدهم على ذلك الإيفاء وليس ذلك على سبيل العلية ، وسمى ما وعدهم به عهداً على سبيل المقابلة بل إبراز لما تفضل به تعالى عليهم في صورة المشروط الملزم به .

    واختلف المفسرون أيضاً في الميثاق في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) [ البقرة : 63 ] الآية .
    على ستة أقوال : ما أودعه الله تعالى العقول من الدلائل على وجوده وقدرته وحكمته وصدق أنبيائه ورسله أو المأخوذ على ذرية آدم في قوله : ( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ) [ الأعراف : 172 ] أو إلزام الناس متابعة الأنبياء والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، أو العهد منهم ليعملن بما في التوراة فلما جاء موسى رأوا ما فيها من التثقيل فامتنعوا من أخذها ، أو قوله : ( لا تعبدون إلا الله ) فعلم بما تقرر أن كلاً من الميثاق والعهد قد يطلق على الآخر ، وأن كلاً منهما له معان يستعمل فيها بحسب ما يليق به من ذلك السياق وأنه لا يتقيد بمعنى مخصوص مطرد بل كل ما لاق من معانيه مما سبق له جاز عليه .أهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا شيخنا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرًا شيخنا
    وجزاكم مثله أبا يوسف ، نفع الله بك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •