بين التشريف والتكليف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين



أخي الداعية : والله ما أرى الدعوة وحمل همها وتبعاتها إلا تشريفا من الله تعالى وليس تكليفا كما يظن البعض .

بل يكفيك شرفا أن الله تعالى اختارك لتتحدث عنه وتؤدي عن حبيبك ، فتنالك الرحمة ، ألم يقل صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ...." أدوا عني ..."


إن هداية رجل واحد خير لك من حمر النعم ، ومما طلعت الشمس ، وخير من الدنيا ما فيها ، فهل بعد ذلك شرف ؟


ألا يكفي أنك من أحسن الناس ، أحسن إنسان يتكلم هو الذي يتكلم عن الله تعالى :"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ..."


يكفيك شرفا أنك كالمجاهد تخرج من بيتك بنية واحدة وهي سبيل الدعوة ، فما خرجت لنزهة – وإن كانت نزهة لمن يراها بعينه ولكن داعينا المغوار لا يفعل شيئا إلا بنية .



فالداعي عندما يلقي السلام على أحد يلقيه بنية هدايتهم وأن يستعملهم الله تعالى لخدمة دينه .
فأنت المُشرَف، إنك أنت الأعلى


يقول الحسن البصري رضي الله عنه شارحا آية " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله .."
هو المؤمن أجاب الله تعالى في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته فهذا حبيب الله تعالى هذا ولي الله تعالى .

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد

فشرفك وتكريمك في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق سنته ، وتعرف الناس ربهم وهذا كله ليس من خلال كلامك المعسول ، ولكن معاملات تنبع عن حبك الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم .

فتشريفك وسيادتك في تمسكك بسنة النبي والحديث عنه
وصل اللهم على محمد