تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أسباب عدم استجابة الدعاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي أسباب عدم استجابة الدعاء

    أريد أن أعرف ما هي أوقات إجابة الدعاء؟ وما هو الدعاء المستجاب؟ وهل يجوز أن نكرر الدعاء أكثر من 3 مرات لأني أدعو الله كثيرا وألح بالدعاء ولكن لا يستجاب لي، فهل هناك خطأ في دعائي أم ماذا لأني استخدمت كل الطرق بالدعاء من اسم الله الأعظم وغيره هل يمكن أن يكون الخطأ بطريقة دعائي؟



    الإجابــة



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فقد سبق بيان شروط وموانع إجابة الدعاء، وكذلك آداب الدعاء بما في ذلك أوقات الإجابة في الفتاوى التالية أرقامها: 2150 ، 32655 ، 23599 . وانظر أيضا فتوى الدعاء المستجاب رقم: 120715.
    وانظر في تكرار الدعاء أكثر من ثلاث مرات الفتوى رقم: 45454
    وأما عدم استجابة الدعاء فقد ترجع إلى فقد شرط، أو وجود مانع مما ذكر في الفتاوى المشار إليها، كما قد يرجع ذلك إلى ما في علم الله من أن الخير في عدم تحقيق مطلوب الداعي بخصوصه، وحسبك قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.
    وعموما فإن الدعاء نافع على كل حال، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما: أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذاً نكثر. قال: الله أكثر. قال المنذري: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وحسنه الألباني.



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء
    قال ابن الجوزي:
    (رأيت من البلاء العجاب، أن المؤمن يدعو فلا يجاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب. ولقد عرض لي من هذا الجنس، فإنه نزلت بي نازلة، فدعوت وبالغت، فلم أر الإجابة، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده، فتارة يقول: الكرم واسع والبخل معدوم، فما فائدة تأخير الجواب؟ فقلت: اخسأ يا لعين، فما أحتاج إلى تقاضي، ولا أرضاك وكيلاً. ثم عدت إلى نفسي فقلت: إياك ومساكنة وسوسته، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدِّر في محاربة العدو لكفى في الحكمة. قالت: فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة؟
    فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء، فلا وجه للاعتراض عليه.
    والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب، من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة، فلعل هذا من ذاك.
    والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة، والاستعجال مضرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي).
    والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك، فربما يكون في مأكولك شبهة، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه. فابحثي عن بعض هذه الأسباب لعلك توقنين بالمقصود.
    والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب، فربما كان في حصوله زيادة إثم، أو تأخير عن مرتبة خير، فكان المنع أصلح. وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو، فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أسرت، وإن أسرت تنصرت.
    والسادس: أنه ربما كان فَقْدُ ما تفقدينه سببًا للوقوف على الباب واللجأ، وحصوله سببًا للاشتغال به عن المسؤول. وهذا الظاهر، بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ. فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه، فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه، يستغيثون به، فهذا من النعم في طي البلاء. وإنما البلاء المحض ما يشغلك عنه، فأما ما يقيمك بين يديه، ففيه جمالك ...
    وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل، أو اعتذار من زلل، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب) انتهى.
    صيد الخاطر (ص/20-21) .
    وقال أيضًا:
    (يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرًا للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس، لعلمه أن الحق أعلم بالمصالح، أو لأن المراد منه الصبر أو الإيمان، فإنه لم يحكم عليه بذلك إلا وهو يريد من القلب التسليم لينظر كيف صبره، أو يريد كثرة اللجأ والدعاء، فأما من يريد تعجيل الإجابة ويتذمر إن لم تتعجل فذاك ضعيف الإيمان، يرى أن له حقاً في الإجابة، وكأنه يتقاضى أجرة عمله ، أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ، بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم إلى فقد يوسف فقد بنيامين لم يتغير أمله، وقال: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتيني بهمْ جَميعاً)، وقد كشف هذا المعنى قوله تعالى: (أَمْ حِسِتْتُمْ أَنْ تَدْخُلوا الْجَنّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِيْنَ خَلَوْ مِنْ قَبْلَكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللُّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب)، ومعلوم أن هذا لا يصدر من الرسول والمؤمنين إلا بعد طول البلاء وقرب اليأس من الفرج، ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ، قيل له: وما يستعجل؟ قال: يقول: دعوت فلم يستجب لي)، فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، مُتَعَبَّد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله، وإن طال البلاء).
    انتهى.

    صيد الخاطر (ص/168) .

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    صلاح الحاجة وتأخر الإجابة


    السؤال
    أود أن أسأل عن صلاة الحاجة هل يمكن أن يصلي إنسان صلاة الحاجة عند طلب شيء من الله مثل الزواج وهل تتحقق في خلال أسبوع مثل ما أخبرتني إحدى الصديقات وهل فعلا أنه إذا تم تكرار الصلاة أكثر من مرة ولم تتحقق الأمنية تكون صلة الإنسان غير قوية بربه مثل ما سمعت مع العلم بأنني والحمد لله صلتي دائما بالله عز وجل من صلاة واستغفار وتلاوة قرآن وأجعل الله أمامي في كل شيء وكل أمر، وكم عدد ركعات صلاة الحاجة وكيفية الأداء ، أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله ألف خير .


    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فيشرع للمسلم أو المسلمة إن كانت لهما حاجة أن يصليا ركعتين ويسألان الله تعالى حاجتهما، وهذه الصلاة يسميها العلماء صلاة الحاجة، وقد مضى بيان كيفيتها في الفتوى رقم: 1390، فلتراجع ، ولا مانع من أن تصلى هذه الصلاة لكل حاجة ولو كانت هذه الحاجة زواجا من معين أو غير معين لأن الحلال من أهم الأمور بالنسبة للمسلم، ولا بأس بتكرير صلاة الحاجة، ولكن على المسلم إذا دعا الله أن لا يتعجل أو يستبطئ الإجابة فقد يتحقق الأمر في أسبوع وقد لا يتحقق في أسبوع، وقد يتأخر عن ذلك ، وعلى كل فما عليك إلا أن تتقي الله وتتوكلى عليه ، فقد يستجيب لك عاجلا وقد يؤخر إجابتك لتكثري من دعائه أو لحكم يعلمها، ثم إن تأخر الإجابة لا يعني بالضرورة كون صلة العبد بربه غير قوية، فقد ذكر المفسرون عند قول الله تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا {يونس: 89}. يذكر المفسرون أن هذه حصلت بعد أربعين سنة. وقد يكون التأخر لذلك السبب أيضا، علما بأن الدعاء نفسه عبادة، ففي الحديث الدعاء هو العبادة. رواه الترمذي وغيره، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطعية رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر. قال: الله أكثر. رواه الإمام أحمد ـ وقال: لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل ، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال يقول: دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواه مسلم. فاتقي الله تعالى وثقي به ولا تملي من دعائه، ولبيان بعض أسباب إجابة الدعاء طالعي الفتوى رقم: 11571.


    والله أعلم.



    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    139

    افتراضي

    موضوع رائع

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب اهل الحديث مشاهدة المشاركة
    موضوع رائع
    نرجو المشاركة وتفعيل الموضوع ...
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    ما أحوجنا لمعرفة آداب وأسباب وأوقات وموانع استجابة الدعاء
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •