عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا كَتَبَ اللهُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ حَضَرَهَا، وَلَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»
ضعيف - أخرجه أبوداود , والنسائي (855) , وفي السنن الكبرى(930), والحاكم , والبيهقي : من طريق عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ مِحْصَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفِهْرِيِّ،
عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ عن أبي هريرة به .
قلت : وهذ إسناد ضعيف : وله ثلاث علل .
الأولى :عبدالعزيز بن محمد وهو الدراوردي : قال أبو زرعة : سيء الحفظ .
وقال النسائي : ليس بالقوي .
وقال الحافظ : صدوق يأخذ من كتب غيره فيخطئ .
ثانيا : ومحصن بن علي الفهري : مستور كما قال الحافظ في " التقريب ".
وقال ابن القطان : مجهول الحال .
ثالثا : عوف بن الحارث : قال الحافظ في ترجمته من " التقريب" :" مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث .
وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (573 - الأم ) : " وهذا إسناد رجاله ثقات رجال "الصحيح "؛ غير محمد بن طحلاء؛
فقال أبو حاتم:
" ليس به بأس ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "، وروى عنه جمع من الثقات.
وغير محصن بن علي- وهو الفِهْرِي الدني-؛ فلم يوثقه غير ابن حبان، وقد
روى عنه ثقتان آخران: عمرو بن أبي عمرو، وسعيد بن أبي أيوب، فهو كما قال
ابن القطان:
" مجهول الحال "؛ كما نقله الذهبي وغيره. واعتمده الحافظ، فقال في
"التقريب ":
"مستور".
والحديث أخرجه الحاكم (1/208) - من طريق عبد الله بن مسلمة-،
والنسائي (1/137) - من طريق إسحاق بن إبراهيم-: ثنا عبد العزيز بن
محمد ... به.
وأخرجه البيهقي (3/69) - من طريق المصنف-، والحاكم، ثم قال- أعني:
الحاكم-:
" حديث صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!
وهو من أوهامهما؛ فقد علصت مما ذكرنا أن في الإسناد راويين ليسا من رجال
"الصحيح "، وأن أحدهما مجهول الحال؛ باعتراف الذهبي نقسه!
لكن الحديث عندي صحيح؛ فإنه يشهد له حديث سعيد بن المسيب ...".
قلت : يعني -رحمه الله تعالى - مارواه أبوداود (563) ,ومن طريقه البيهقي :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عَبَّادٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَوْتُ، فَقَالَ: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُكُمُوه ُ إِلَّا احْتِسَابًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً، وَلَمْ يَضَعْ قَدَمَهُ الْيُسْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً فَلْيُقَرِّبْ
أَحَدُكُمْ أَوْ لِيُبَعِّدْ فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى فِي جَمَاعَةٍ غُفِرَ لَهُ، فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ صَلَّى مَا أَدْرَكَ وَأَتَمَّ مَا بَقِيَ كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنْ أَتَى الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا
فَأَتَمَّ الصَّلَاةَ كَانَ كَذَلِكَ» .
قلت : وهذا إسناد ضعيف : معبد بن هرمز : مجهول
وثانيا : محمد بن معاذ العنبري : صدوق يهم , ثم إن اللفظين يختلفان فكيف يتقوى حديث أبي هريرة بحديث سعيد بن المسيب ؟! , والصحيح في هذا الفضل عن أبي هريرة
رضي الله عنه مرفوعاً: " من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله؛ كانت خطوتاه؛ إحداهما تحط خطيئته، والأخرى ترفع درجة ".
أخرجه مسلم .
هذا ما عندي حول هذا الحديث والله أعلم .