بين الرجولة والخنوثة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده



عندما وصف الله تعالى عمار المساجد العاملين قال : فيه رجال.

وعندما وصف حالهم قال : لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله



فالرجل الحق هو الذي يقوم بأمر هذا الدين ودائما مشغولا بأمر الأمة والدين.
دؤوب متحرك على جيرانه وفي عمله سمته سمت النبي وفعله على منوال الصحابي ، يزهد كالتابعي ، يحب كل تقي ويدعو بالخير لكل إنسي غويا كان أو تقي.



شعاره في الحياة: أينقص الدين وأنا حي

هذه الكلمة صدع بها الصديق رضي الله عنه تدل على أن حياته كانت كلها دين يفكر للدين وهمه على الدين مشغول به في يقظته ومنامه ، في إقامته وترحاله .



فالرجل الحق : هو الذي يشغل باله بأنه لو لم يدع ويكلم الناس عن الله تعالى وعن النبي صلى الله عليه وسلم لن يتكلم عنهما أحد ، يعتقد بأنه لو لم يتحرك ستموت الدعوة ،



يعتقد بأنه الوحيد الذي يحمل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلو قصّر في أدائها ماتت الدعوة وضاع الدين .
يتهم نفسه بأنه هو سبب بُعد الناس عن الدين، لتقصيره .
فدائما لا يلوم غيره بل هو لنفسه لواما

فلو كل واحد منا جعل هذا همه أنه يخشى أن يؤتى الإسلام من قبله ، لأنه على ثغر من ثغور هذا الدين ، يخشى على الدين ، يخاف أن يُذَم الدين بسببه ستجده يفرط في حقه وأحيانا يترك ثأره ، لا لأنه ضعيف ، ولكن هو العفو عند المقدرة الذي أوصى به النبي وفعله في الفتح ، لا خنوع ولا ذلة .

ولكنه يخشى أن يسب الدين والمتدينون لأجله .



يقول ابن القيم في دار السعادة يحكي عن بعض السلف : ياله من دين لو أن له رجالا .

وهم بإذن الله كثير فسيخرجون ويبددون الظلام بانوارهم التي تخرج من جباههم ، ويحملون معاولهم التي بألسنتهم ليكسروا أوثان الطغيان .



فالمسلم هو من يقتدي بمن قبله وإمام لمن بعده .



فأنت بالفعل تقتدي بالسلف وعندما تكلم الناس تكون إمامهم بالفعل ، فانت الأستاذ والقدوة أنت الشيخ وأنت المتحرك عليهم في المنازل تزور مريضهم وتسعى على يتيمهم وأراملهم وتشيع جنازتهم فأنت في أفراحهم وأتراحهم أنت قدوتهم وإمامهم .

لو تمسكت بالاقتداء بمن سلف تمشي على دربهم تنال الشرف.

وصل اللهم على محمد
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين