( حكم الانشغال بالهواتف في المجالس )
( حكم الانشغال بالهواتف في المجالس )
( حكم الانشغال بالهواتف في المجالس )
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ ، قَالَ :
« شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمَ ، إِلَيْهِ نَظْرَةٌ ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ ، ثُمَّ أَلْقَاهُ » .
أخرجه النسائي في الصغرى والكبرى ، وأحمد في مسنده ، وابن حبان ، والطبراني ، ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي ، وغيرهم .
قال أحمد شاكر ، والألباني ، وعبد القادر ، وشعيب : إسناده صحيح .
قلت : وهذا من أدب النبوة في المجالس أن لا ينشغل المرء عن جلسائه وضيوفه ، خلافا لما نراه اليوم من انشغال المرء بهاتفه في المجالس لمدة طويلة ، نعم نحن لا نمنع ذلك ، لكن هذا هو الأدب الصحيح في المجلس .
ومن التناقضات الموجودة عند بعض الناس عدم انشغالهم بهواتفهم عند الحكام ، أو المسؤولين الكبار أو الصغار ، بل قد يغلقونها خوفا منهم .
فائدة :
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ} : سَنُحَاسِبُكُمْ ، لاَ يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ .
__________________
رأيي أعرضه ولا أفرضه
بارك الله فيك
وأعجب ما في هذا الانشغال بالهاتف انشغال الكبار بألعاب الصغار.
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم .
وكذا قال البنا في الفتح الرباني (17/ 255): "سنده صحيح ورجاله ثقات".
لكن هل هذا بسبب انشغاله عن مجالسهم بقوله : ( عنكم ) ، أم أنه لا يريد انشغاله عن عبادته وألا يمد عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا ؛ امتثالا لأمر الله ؟
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 2 / 209 :
ويشبه هذا ما خرجه النسائي من حديث ابن عباس، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اتخذ خاتما ولبسه، وقال: ((شغلني هذا عنكم اليوم، له نظرة ولكم نظرة)) ، ثم ألقاه.
وخرج الترمذي في ((كتاب العلل)) بإسناد فيه ضعف، عن ابن عمر، أن
رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جعل خاتمه في يمينه، ثم أنه نظر إليه وهو يصلي ويده على فخذه، فنزعه ولم يلبسه.
وقد روي هذا الحديث عن طاوس مرسلا، وفيه: أن هذا الخاتم كان من ذهب.
وهذا إنما كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعله امتثالا لما أمره الله به؛ أن لا يمد عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا، فكان يتباعد عنها بكل وجه، ولهذا قال: ((مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة، ثم راح وتركها)) .
فكان حاله كله في مأكله ومشربه ولباسه ومساكنه حال مسافر، يقنع في مدة سفره بمثل زاد الراكب من الدنيا، ولا يلتفت إلى فضولها الفانية الشاغلة عن الآخرة، وخصوصا في حال عباداته ومناجاته لله، ووقوفه بين يديه واشتغاله بذكره، فإن ذلك كان هو قرة عينه. فكان تلمح شيء من متاع الحياة الدنيا وزينتها الفانية في تلك الحال؛ فإنه ذلك الصفاء، فلذلك كان تباعده عنه غاية المباعدة. وهذا هو المعنى المشار إليه بقوله: ((فإنه لا يزال تصاويره تعرض في صلاتي)) .
وفيه: دليل على أن المصلي لا ينبغي أن يترك بين يديه ما يشغله النظر إليه عن صلاته.
جزاكم الله خيرا جميعا ، وبارك فيكم .
شكرا اخي خالد على إثارة هذه المسألة ... ولكن ما باليد حيلة إلا ان يُعلم الناس الآداب العامة في مجالس العلم
بارك الله فيكم .