تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    14

    افتراضي الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    الرد على المستشرقين في تدوين الحديث
    للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –
    اعتنى به / أخوكم عبدالله البدر
    تم تفريغ هذا الموضوع من مادة أحد أشرطة الشيخ رحمه الله .







    شيخنا جزاكم الله خيرا ..
    سمعنا كثيرين ولعلكم تعلمون أن قولهم هذا له جذور تعود إلى المستشرقين وافتراءاتهم , وهو أن الحديث الشريف لم يكتب حتى القرن الثاني الهجري, أو الثالث الهجري , واستدلوا طبعا بأحاديث ولعلها أصحها أو الذي لم يصح غيره في هذا الباب , الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) وأيضا استدلوا بآثار عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بحرمة أو كراهة كتابة الأحاديث النبوية , ثم رأينا علماء أيضا قالوا : نعم , إن هذا الحديث يدل على عدم جواز كتابة الحديث أولا في أول الأمر ثم نسخ الأمر .
    فالسؤال : هل حقا هذا الحديث يدل على حرمة كتابة الحديث .
    أولا : هناك اختلاف في رفعه ووقفه .
    فنريد بيانا في صحته مرفوعا .
    ثانيا : هل حقا يدل على حرمة كتابة الحديث , ثم ما هو ناسخه إذا كان له ناسخ , أو ما هو تأويلكم أو توجيهكم للحديث وجزاكم الله خيرا .









    جواب الشيخ /
    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
    يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
    أما بعد ..
    فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد @, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
    وبعد ..
    كان السؤال من أحد إخواننا الجالسين معنا وهو طالب علم قوي إن شاء الله , عن مسألة طالما يثيرها أعداء الإسلام من المستشرقين ومن المسلمين المتغربين والمتأثرين بتوجيهات الكفار المستشرقين .
    تلك المشكلة هي عدم الوثوق بالأحاديث المروية الآن في كتب السنة لا فرق عندهم فيها ما كان منها صحيح الإسناد , أو كان غير صحيح الإسناد , وبالتالي بين ما كان في الصحيحين أو في السنن أو المسانيد أو غيرها من كتب الحديث .
    ذلك لأنهم يريدون تشكيك المسلمين في المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ؛ ذلك لأنهم يعلمون يقينا , وأقول آسفا يعلمون حقيقة علمية طالما غفل عنها بعض علماء المسلمين وبخاصة منهم بعض المعاصرين , لا ينتبهون لأهمية السنة , وتعلقها بالقرآن الكريم , وبمعنى أنه لا يمكن للعالم المسلم أن يفهم القرآن كما أراد الله سبحانه وتعالى إلا عن طريق حديث الرسول , وهم ( المستشرقين ) يعلمون أن من أهم أسباب افتراق الفرق الإسلامية في فهم كتاب الله عز وجل , إنما هو اختلافهم في السنة , وخلافهم في السنة يعود كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في رسالته المعروفة التي يبين فيها أسباب اختلاف علماء المسلمين , يعد فيها أكثر من عشرة أسباب منها :
    أن العالم من أولئك العلماء كان يبلغه الحديث فيعمل به , والآخر لا يبلغه الحديث فيجتهد برأيه , وهذا الاجتهاد بالرأي لا ضير فيه إطلاقا لأنه من المصادر الأربعة بعد الكتاب والسنة يأتي اجماع الأمة ثم يأتي الاجتهاد الذي فتح بابه نبينا محمد بالحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الرسول @ أنه قال ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران , وإن أخطأ فله أجر واحد ) فالاجتهاد هو من جملة أسباب الخلاف بين علماء المسلمين لأنه متى يجتهد ؛ إذا فقد النص من الكتاب أو السنة , أما الكتاب فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل له بالحرف الواحد , أما فمن حكمة الله تبارك وتعالى أن قدر أن تحفظ بجهود العلماء وليس بحفظ الله مباشرة كما فعل في القرآن الكريم .
    ولذلك فعلماء المسلمين كان من أسباب الخلاف بينهم الحديث النبوي , فمنهم من كان يرد الحديث إليه ومنهم من لا يرد إليه , فمن كان وصله الحديث أفتى به ومن لم يصله اجتهد إلى الحكم , فقد يصيب وقد يخطئ , وقد علم أنه إذا أصاب له أجران وإذا أخطأ واحد .
    وهناك ناحية أخرى قد يرد الحديث إلى العالم المجتهد ثم لا يعمل به لماذا ؟ لأنه جاء من سند ضعيف , وهذا الضعف قد يكون نسبيا , أي هو ضعيف بالنسبة إليه أما بالنسبة لأمام آخر فقد يكون قويا , هذا الإمام الآخر قد يأخذ به والإمام الأول لا يأخذ به .
    فالذي لم يأخذ به يجتهد فيفتي برأيه فيتفق في كثير من الأحيان أن اجتهاده خالف حديث ذلك العالم الذي ثبت لديه .
    وقد .. وقد .. وهناك تفاصيل كثيرة جدا تتعلق بالحديث ومصطلح الحديث .
    لما علم المستشرقون أن من أقوى أسباب الخلاف الذي نشب بين الفرق الإسلامية هو ما يتعلق بالحديث , وبشيء من هذا التفصيل الذي ذكر آنفا .. أرادوا أن يشككوا المسلمين في هذا الأصل الثاني ألا وهو الحديث النبوي .
    فكيف يشككون ؟
    الأمر كما يقال في بعض الأمثال ( الغريق يتعلق ولو بالقش ) وهؤلاء المستشرقون هكذا يفعلون , يتمسكون ببعض النصوص ويوحون فيها بأسلوب منهم ومكر خبيث إلى المسلمين أن الرسول @ نهى عن كتابة الحديث , فإذا لا بد للمسلمين أن يستجيبوا لهذا النهي لأن نبيهم نهاهم , وهم مأمورون بلا شك بإتباعه , إذا المسلمون لم يكتبوا الحديث إذا بهذا الطرح لهذا الحديث ألقوا شبهة وهي قولهم ما دام أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول @ وإنما كتب فيما بعد فهنا يمكن أن يدخل في الحديث ما ليس منه .

    نحن معاشر المسلمين أولا : لنا أصول لابد لنا من إتباعها والرجوع إليها حينما يشتد الخلاف بسبب بعض الإشكالات أو الشبهات من ذوي الأهواء أو الفتن كهؤلاء المستشرقين وأذنابهم من المستغربين .
    من هذه الأصول ما ذكره الله في قوله عز وجل ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) إذا سبيل المؤمنين من المراجع والمصادر التي يؤخذ العلم الشرعي منها ( سبيل المؤمنين ) أي ما سار عليه المسلمون من هدي وطريق وسبيل فلا بد لهؤلاء المسلمين أن يسلكوا سبيل الأولين منهم .
    من هنا استدل الإمام الشافعي رحمه الله بهذه الآية على الإجماع , والإجماع له أقسام كثيرة منه ما هو حجة ومنه ما ليس بحجة , وأيضا نعرض عن الكلام في هذه النقطة حتى أيضا لا نبعد كثيرا عن جواب السؤال المطروح .
    إذا كان من الواجب سلوك سبيل المؤمنين فنحن يجب أن ننظر ماذا فعل المسلمون الأولون , هل كتبوا الحديث عن الرسول @؟ أم أهملوا الكتابة ؟ وإذا كانوا أهملوا الكتابة فمتى بدأت الكتابة ؟
    جوابنا عن هذا : أن كتابة الحديث ليس كما يقول المستشرقون أنه كتب في بداية القرن الثاني لأن كتابة الحديث بدأت ورسول الله بين ظهراني أصحابه كتب الحديث في قيد حياته عليه الصلاة والسلام , ومن هنا يبدوا أن المستشرقين ليسوا كما يتظاهرون أو يدعون بأنهم حين يبحثون , يبحثون للعلم , متجردين للعلم , ليس تعصبا لمذهب أو دين أو ما شابه ذلك فهم في الواقع غير صادقين في هذا .
    لماذا .... ؟
    لأننا نراهم حينما يجدون حديثا وأي حديث في زعمهم لم يسجل في عهد الرسول @ إذا هم يحتجون به , فهذا الاحتجاج بهذا الحديث إما أن يكون قد ثبتت صحته بطريقة علمية هم يؤمنون بها أو لا يؤمنون بها , فإن كانت الطريقة الأولى : أنهم يثبتون هذا الحديث ويحتجون به على المسلمين , أن النبي نهى عن كتابة الحديث , إذا كان هذا الحديث ثبت لديهم بالسند كما هو طريق علماء الحديث .. إذا دندنتهم حول تلك الشبة أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول @ لا يضر , لأنهم وصلوا إلى معرفة هذا الحديث الصحيح باتفاقهم مع علماء الحديث بطريق السند , وإن كانوا لا يعترفون بالأسانيد , ويزعمون ( وهذه حقيقة دعواهم ) أنه قد دخل ودس في الحديث ما بين نطق الرسول @ به وما بين عهد كتابته قد فعل بالحديث ما فعل بتوراتهم وبإنجيلهم من الزيادة والنقص .
    فإن كانوا يتبنون هذا المذهب , حينئذ لا يصلح لهم أن يحتجوا على المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم العلمي هذا , فهذا أول رد عليهم ( كسد طريق إلقاء الشبهة في السنة من طريق التشكيك فيها أنها لم تدون في عهد الرسول عليه السلام .
    هذا أولا ..
    ثانيا : نحن نقول إن الحديث النبوي بدء كما ذكرت آنفا تسجيله وكتابته في عهد الرسول عليه السلام , طبعا نحن ندعي هذه الدعوى بناء على الخط والطريق العلمي الذي سلكه ائمة الحديث سابقا ولا حقا في معرفة الأحاديث الصحيحة , ضاربين عرض الحائط بتشكيكهم في هذا الأسلوب في رواية الحديث كما ذكرت آنفا .
    على هذا نحن نقول: إن الحديث النبوي بدء في تدوينه وتسجيله في عهد الرسول عليه السلام , عندنا إثباتات كثيرة غير حديث واحد , أو رواية واحدة.
    أول ذلك مثلا : وأعتقد أن بعض هؤلاء المستشرقين يريدون قصة كتابة الرسول @ لملك الروم هرقل وإلى المقوقس ( مقوقس مصر ) وإلى ملوك آخرين ( كسرى ) ومن هذه الكتب المعروف صحتها عند علماء الحديث وفي ظني أنهم لا ينكرون ذلك أن النبي كتب إلى هرقل : من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم بعد البسملة طبعا , قال له : أسلم تسلم وإلا فإنما عليك إثم الأريسيين .
    كتاب أرسل إلى هرقل مع دحية الكلبي, فإطلاق القول أن الحديث لم يكتب باطل؛ لأن هذا كتاب كتبه الرسول @ إلى هرقل, ثم إلى الملوك الآخرين.
    ثم وهذا في صحيح البخاري , أصح الكتب بعد كتاب الله , عندنا فيه شهادة من صحابي جليل ألا وهو أبو هريرة, أبو هريرة يشهد لعبدالله بن عمرو بأنه كان أكثر حديثا منه , قال : لأنه كان يكتب ولا أكتب .
    فإذا عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول @, وهذه الكتابة جعلت أبا هريرة وهو أحفظ أصحاب الرسول @ قاطبة , لا اختلاف بين علماء الحديث في هذه الحقيقة العلمية والسبب في ذلك إلى أمرين اثنين :

    الأول : أنه كان رجلا قنوعا , يكتفي بلقيمات يقمن صلبه ثم كان ديدنه أن يتابع الرسول @ ويسمع الحديث منه ثم يدور على سائر الصحابة ويلتقط الأحاديث منهم التي كان قد فاته سماعها مباشرة من النبي @.
    الثاني : أن النبي @ دعا له حينما بسط له البساط ( ثوبه ) أن يكون حافظا لحديث رسول الله فيقول ما نسيت شيئا حفظته بعد ذلك .
    القصد من هذا الحديث الذي روي في صحيح البخاري أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب في عهد رسول الله @.
    ففيه رد على المستشرقين .
    ثم هناك أحاديث أخرى تشهد بأن ابن عمرو هذا كان يكتب حديث الرسول @ .
    من ذلك ما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة , بالسند القوي أن ابن عمرو هذا جمعه مجلس مع المشركين فشككوه فيما يكتبه عن رسول الله @ من حديث , قالوا له : أنت تكتب الحديث عن رسول الله وهو بشر , كيف تكتب ؟ ( يشككونه ) فجاء عبدالله إلى الرسول لينقل إليه هذه الشبهة التي طرحها المشركون عليه , فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال له : اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق .( الحديث رواه أبو داود وغيره بإسناد صححه الألباني )
    إذا هنا جاء الأمر بالكتابة .
    فنحن نقول بعد أن نورد الحديث الأخير فيما يتعلق في هذا الموضوع , لنعود إلى حديث النهي عن الكتابة .
    أما الحديث الأخير: ففيه دلالة قوية أنه لم يكن ابن عمرو هو الذي كان يكتب الحديث فقط , وإنما كان يكتبه أيضا أصحاب آخرون معه .
    ثم في هذا الحديث الأخير فيه بشارة عظيمة جدا للمسلمين في العصر الحاضر الذي يكاد بعضهم ييأس من روح الله ومن نصره ( ألا إن نصر الله قريب ).
    ذلك الحديث كما يرويه ابن أبي شيبة في مصنفه , والحاكم في مستدركه من طريقه , وغيره أيضا بالسند الصحيح : عن عبدالله بن عمرو هذا قال :
    بينما نحن جلوس عن رسول الله , نكتب الحديث عنه , إذ قال له رجل : يا رسول الله . أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية ؟ <قسطنطينية معروفة هي اسطنبول عاصمة تركيا , أما رومية فهي روما عاصمة البابا اليوم وقبل اليوم , هذا السؤال يلقي معنا في البال , من أين تلقى السائل أن هناك فتحين ؟ فتح لقسطنطينية وفتح لرومية , من أين تلقى حتى اندفع ليسأل أي الفتحين يكون أولا , لا شك أنه تلقى ذلك من رسول الله لأن هذا الفتح وذاك من الأمور الغيبية التي ليس في طوق البشر إطلاقا أن يعرفوها إلا من طريق الوحي الذي ينزل على قلب رسول الله .
    ومن هنا لا بد من لفت النظر إلى هذه الحقيقة العقدية الإسلامية وهي كما قال تعالى ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله , حتى رسول الله @ يقول : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) .
    وهذا يفيد أن علم الغيبيات أمر مستحيل مغلق بابه لا يعرفه أحد من الرسل المصطفين الأخيار إلا بوحي السماء , فإذا علم مسلم ما أن هناك فتحين فلا يمكن أن يكون قد عرفه إلا ممن ينزل الوحي عليه وهو رسولنا @ >.
    قال الرسول @ : بل قسطنطينية .
    وفتح قسطنطينية معروف لديكم صار من التاريخ حيث فتحها ذلك الملك العثماني المعروف عثمان الفاتح * إذا بقي أمام المسلمين فتح آخر الفتح الأكبر وهو فتح عاصمة النصارى عاصمة إيطاليا هي روما اليوم , ولا بد أن يكون هذا الفتح ولكن للأسف أن أقول : ليس بأيدينا , لعله يكون بأيدي أجيال أو جيل يأتي من بعدنا , هذا الجيل لابد أن يكون قد اتصف بصفتين اثنتين جيلنا الحاضر دخل في طريق إحدى الصفتين , أما الصفة الأخرى فهو مع الأسف الشديد بعيد عنها .
    أما الصفة الأولى فهي ما يعرف اليوم بالصحوة الإسلامية , نحن لا نشك بأن المسلمين اليوم هم خير من ناحية الصحوة مما كانوا عليه من قبل ربع قرن من الزمان , فأنتم تعلمون أنه أصبح معروفا لدى كثير من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم أن هناك كتاب وسنة , وأن العلم هو ما جاء في الكتاب والسنة , وليس أن يقول قال الشيخ فلان أو العالم فلان أو الدكتور فلان هذا أصبح في خبر كان ومن ذلك قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : الذي يعود إليه بعد شيخه ابن تيمية قبل هذه الصحوة في الحقيقة ؛ لأنه كان يعيش في جو جاهلي محض حينما دعا من حوله علماء وطلاب علم وعوام إلى أن يعودوا إلى الكتاب والسنة كما كان تعلمون , فنحن الآن نعيش في بدء هذه الصحوة لأن الجمهور من المسلمين لا يزالون في تقليدهم القديم , لا يزالون إذا قلت لهم : يا أخي هذا ما يجوز , هذا خلاف الحديث يجابهونك بأن هذا مذهبي , أو مذهب إمامي إلى آخره .

    لكن الحمد لله التفتح الآن موجود في كثير من المسلمين لا أعني العلماء أو بعض العلماء ولا حتى طلاب العلم بل حتى العوام منهم صار أحدهم يقول : هذه المسألة أعليها دليل ؟ مع أنه لا يفهم الدليل لكن صار عنده وعي وانتباه .
    أما الشيء الثاني وهو الذي أقول لابد من التصفية والتربية , نحن الآن في دور التصفية , أما التربية فمع الأسف الشديد , نحن بعيدون كل البعد , وهذا ظاهر حتى في بعض طلاب العلم الذين يتهافتون لتأليف رسائل ونشرها , ليظهروا أمام الناس بأنهم مؤلفون , وهذا أيضا بحث طويل وطويل جدا .
    إذا هذا الحديث يبشرنا بأن أمام المسلمين فتحا عظيما جدا وهو فتح روما عاصمة إيطاليا .
    من يفتح روما ؟
    المسلمون الذين جمعوا بين التصفية والتربية , ويعودون كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف صحته ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم , كمثل الجسد الواحد , إذا اشتكى له جرح تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) . يومئذ يفرح المسلمون بنصر الله .
    إذا عرفنا هذه النصوص وهي تدل دلالة قاطعة على أن الحديث النبوي قد بدء بتسجيله في عهده عليه الصلاة والسلام وليس كما يزعم المستشرقون وأذنابهم .
    حينئذ .. نعود وقول حقيقة لا تضرنا وهي : هل كتب الحديث كله في عهد الرسول @؟
    الجواب : لا, ولا يضرنا ذلك, إنما أردت أن أبطل دعوى باطلة لأولئك المستشرقين حينما يتكئون فيها على قوله عليه السلام ( لا تكتبوا الحديث عني ).
    لنقول هذا حديث صحيح , وأنه فعلا كما جاء في سؤال السائل , روي موقوفا وروي مرفوعا , وكل من الموقوف والمرفوع صحيح , ولا يضر الوقف في الرفع , ذلك لأن العبرة في نهاية المطاف هل صح المرفوع , أم شذ رافعه .
    فإن كان لم يشذ رافعه وإنما حفظه حينئذ يقول فقهاء الحديث في الحديث : لا ضير أن يروى الحديث موقوفا ومرفوعا , وأن يصح موقوفا ومرفوعا , فإن الراوي تارة ينشط لرفع الحديث , وتارة لا ينشط , تارة يقنع بأن يذكر الحديث , لا لأنه لم ينشط لرفعه وإنما لأنه يكون في جو يغنيه على التصريح برفعه , أي جو علم وطلاب علم فيقول : جاء مثلا عن أبي سعيد الخدري أنه قال : ( لا تكتبوا الحديث عني ).
    ثانيا : مما يؤكد أن الحديث لفظه يشعر برفعه , وإذا كان ولا بد من القول بخطأ الرافع أو الموقف له , فالأرجح أن نقول أن الذي أوقفه أخطأ ؛ لأن من الذي يقول : لا تكتبوا الحديث عني ( زيد وعمرو وبكر ) أم الذي يجب على المسلمين أجمعين أن يتقبلوا حديثه بقبول حسن .

    خلاصة القول : أن هذا الحديث رفعه صحيح عن رسول الله @ , ولكن لا يعني هذا الحديث أن النهي استمر إلى ما بعد وفاته , وأن المحو المأمور به في الحديث استمر عليه المسلمون إلى ما بعد وفاته عليه السلام .
    لماذا ؟ .. لأننا :
    أولا : قد عرفنا أن النبي أمر بكتابة الحديث في حديث ( أكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق , فإذا الأمر بالشيء المنهي عنه من قبل يرفع هذا النهي وينسخه ويلغيه كما هو معلوم في كثير من الأحكام الشرعية مثل مثلا ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ) حرم البيع إذا نودي للصلاة يوم الجمعة , لكنه قال بعد ذلك : ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) .
    كذلك قوله تعالى ( وإذا حللتم فاصطادوا ) أي المحرم كان محرما عليه أن يصطاد , فأمر بالصيد فألغى الأمر الذي استلزم تحريم الصيد بالنسبة للمحرم .
    هكذا في حديث أبي سعيد الخدري فيه النهي عن كتابة الحديث فرفع بأمره عليه السلام , وبالتالي رفع الأمر بمحوه وذلك لأننا كما قدمنا في أول الجواب عن هذا السؤال , أن المستشرقين إنما حاولوا التشكيك في الحديث لأنهم يعلمون أن القرآن لا يفسر تفسيرا كما أراده الله إلا بطريق رسول الله .
    وهنا لابد لي من كلمة قصيرة لبيان وتأكيد هذه النقطة بدءا من قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) وأنزلنا إليك يا رسول الله الذكر أي القرآن كما قال في آية أخرى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) لتبين للناس ما نزل إليهم : فهذه الآية تتضمن شيئين اثنين :
    أحدهما : أنزله الله على قلب محمد .
    والآخر : بيان الرسول @ , قيامه بواجب البيان لهذا الذي أنزل على الرسول @ من القرآن .


    فبيانه عليه السلام هو حديثه , إذا .. لا بد أن النبي بحكم هذه الآية أن يقوم ببيان ما أنزل إليه من القرآن , وهذا البيان له أنواع :
    النوع الأول : في قوله عليه السلام كما جاء في حديث النهي عن الكتابة وفي حديث الأمر بالكتابة .
    والآخر ( الثاني ) : بفعله عليه الصلاة والسلام وهذا واضح في كثير من العبادات ومنها الصلاة , كيفية الصلاة وكيفية القيام , كثير من الأحكام إن لم نقل أكثر الأحكام فهمت من بيانه عليه السلام فعلا وبعضه قولا .
    والقسم الثالث من البيان : التقرير .
    إذا بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن كان بهذه الطرق الثلاث .
    ومن الطرائف أن الحديث بين كتبه بهذه الطرق الثلاث , بالأمر والفعل والتقرير , ذلك لأن الرسول @ أمر بالكتابة , ذلك أن الرسول @كتب إلى هرقل وإلى كما ذكرنا , ذلك أن الكتابة وقعت بين يديه عليه السلام واستمرت الكتابة إلى آخر وفاته وفي مرض موته كما تعلمون أمر أن يؤتى إليه فيكتب لهم لكن شاء الله لحكمة بالغلة أن يختلف الصحابة وأن يقول عمر ( حسبنا كتاب الله ) المهم أنه في آخر رمق من حياته عليه السلام أقر الكتابة , لذلك يبقى أمر كتب الحديث أمر ثبت بقوله وفعله وتقريره , والمسلمون جروا على كتابة الحديث وعلى حفظ الحديث , وانتهى بنا كلامنا أخيرا أنه لا يضرنا أن نعترف بالواقع أن حديث الرسول @ قسم كبير منه حفظ حفظا ولم يكتب كتابة , لكن الكتابة لها أصل, وإذا كان الله عز وجل قد تعهد بصريح القرآن بحفظه في قوله تبارك وتعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وإذا كان لا سبيل إلى فهم القرآن إلا ببيان الرسول @ , ولذلك قضت حكمة الله أن يحفظ على المسلمين أيضا حديث النبي بأقسامه الثلاثة من قول وفعل وتقرير ؛ لأن هذا الحفظ من تمام حفظ القرآن الكريم .
    لأننا لو تصورنا المستحيل ( ضياع السنة ) وذهابها من بين أيدي الأمة ماذا سيقع بالمسلمين , سيتفرقون أكثر مما تفرقوا , أكثر من ثلاث وسبعين فرقة مع أنهم تفرقوا هذا التفرق والسنة معروفة لكن طريقة الحصول عليها كما هو معلوم من طريق طلب الأسانيد والاتصال بالصحابة ثم بالتابعين ثم بأتباعهم .. وهكذا .
    فالله عز وجل إذا قد حفظ على المسلمين حديث النبي وسنته ؛ لأن في ذلك حفظا لمعاني القرآن الكريم , المعاني هذه هي التي تكون ألفاظ القرآن قوالب لها , وليس المقصود بالقرآن هو الألفاظ دون المعاني وإنما اللفظ والمعنى معا , بل إن الألفاظ بالنسبة للمعاني تجري مجرى الوسائل بالنسبة للغايات , ولذلك فلا يكفي أن يؤمن مسلم ما ولنضرب على ذلك مثلا : أن يؤمن بكل حرف في القرآن الكريم بكل آية في القرآن الكريم لكنه يحور معناها , يصرف معنى الآية إلى معنى غير صحيح فهو يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ,يؤمن باللفظ ويكفر بالمعنى .
    ولنضرب مثلا معاصرا : اليوم توجد طائفة جديدة بلا شك من الفرق الضالة مع أنها تتبنى أركان الإسلام الخمسة وهم طائفة القاديانية , لكن هؤلاء لهم عقائد خالفوا فيها لا أقول السلف فقط كما هو شأن بعض الفرق القديمة التي منها الأشاعرة والماتريدية , بل خالفوا ( أي القاديانية ) السلف والخلف معا في بعض عقائدهم منها : اعتقادهم بأنه يأتي أنبياء بعد الرسول @ , ويعتقدون بأنه فعلا قد جاءهم أحدهم وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني , هم يعتقدون ببقاء النبوة في الأمة الإسلامية , ويؤمنون معنا بقوله تعالى ( ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) لكن .. يفترقون عنا بتأويلهم لهذه الآية وتعطيلهم لمعناها فإنهم يقولون ليس معنى الآية آخر الأنبياء خاتم الأنبياء , وإنما المعنى أن النبي @ هو زينة الأنبياء كالخاتم في الإصبع , هو زينة الأصابع والكف , حرفوا الكلم من بعد مواضعه فوقعوا في الضلال المبين وخالفوا سبيل المؤمنين , فصدق فيه الوعد الكريم ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ).
    إذا .. السنة محفوظة , والنبي نهى عنها في أول الأمر ثم أمر بكتابة الحديث وفعله وأقر الكتابة بين يديه .
    وختاما أقول : يذكر المحدثون الحكمة في نهي الرسول عليه السلام عن كتابة الحديث , قالوا : لكي يتعلم المسلمون الفرق بين القرآن وبين حديث الرسول @ , ذلك لأن القرآن كلام الله يتعبد بتلاوته بخلاف حديث الرسول @ يتعبد بحفظه والعمل به فحينما علم النبي @ أن الحكمة والغاية من النهي عن كتابة الحديث قد تحققت أذن لهم بكتابة الحديث هذا النهي وهذا الأمر له أمثلة كثيرة في السنة أكتفي الآن بمثال واحد ختاما .
    ألا وهو قوله عليه السلام : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ).
    نهاهم في بداية الأمر لأنهم كانوا حديث عهد بالشرك, كانوا حديث عهد بعبادة الأصنام,كانوا حديث عهد بعبادة الأشخاص والأصنام فلما علم الرسول أن الإيمان تمكن من قلوبهم وعرفوا التوحيد الصحيح أذن لهم بزيارة القبور لأن في زيارتها عبرة وذكرى وفي هذا القدر كفاية , والحمد لله رب العالمين .
    المشكلة تزداد تعقيداً إذا أوكلت لغير مختص بها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    بارك الله فيكم بحث مه لو أحلتم على موقع الشريط...و اول من أعلم أنه رد عليهم ردا مباشرا هو الحافظ عبد الحي الكتاني في محاضرة ألقاها في مؤتمر للمستشرقين...و رد عليهم ردا علميا جامعا البحاثة فؤاد سزكين و هو ممن تتلمذ على أكابرهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    لم اقرأ النص بعد لكن نتمني اخراج هذه الكنوز من المحاضرات المسموعة وكتابتها او جمعها واخراجها في كتاب
    جزاكم الله خيرا
    والي ان اتفرغ لقراءتها فانها لاشك ثمينة لمرجعها الكبير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    الشريط يحمل نفس عنوان الموضوع
    وقد اشتريته من إحدى التسجيلات الإسلامية عندنا بالرياض , ولأهميته قمت بتفريغه ونفع نفسي وإخواني المسلمين .
    شكرا لكم تعقيبكم المثمر
    وفقكم الله
    المشكلة تزداد تعقيداً إذا أوكلت لغير مختص بها

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    بارك الله فيكم

  6. #6

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    أخي الكريم: عبد الله البدر.. جزاك الله عني خيراً فقد كنت أتمنى أن أرى هذه المحاضرة مكتوبة منذ صدرت وكم هممت بأن أنسخها أكثر من مرة ولكن الله تعالى لم يقدر ذلك! ولا تعلم ما أوقعته رؤية هذه المحاضرة مكتوبة في نفسي، فجزاك الله خيراً.. فقد تذكرت هذا المجلس وتذكرت السؤال وكأنني أطرحه على الشيخ الآن، وأتذكر كلمته التي اعتز بها ما حييت حيث وصفني بقوله: "وهو طالب علم قوي إن شاء الله"، وكأنني أسمعه الآن يقولها، ولا تعلم كم أثرت هذه الكلمة في نفسي أولاً ثم في إثارة همتي لطلب العلم، وإن كنت الآن قد فترت بعد هذه السنوات إلا أنني شعرت عندما قرأت هذه المحاضرة بنشاط عجيب! فجزاك الله خيراً مرة أخرى..

  7. #7

    افتراضي رد: الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله

    السلام عليكم
    إخوتي في الله والله إني أحبكم في الله و أسأل الله العظيم أن يجمعني بكم في الفردوس الاعلى ومن نحب
    أعلم أن قولي هذا قد يجعل بعض الاخوة ههنا يغضبون و لكن اطلب من الجميع ان يجدوا لي العذر
    احمد الله العظيم ان هداني للصراط المستقيم وان كنت قد اكملت قرابة العام على ان ابصرت هذا الطريق القويم الا إني لا أخفي حبي الشديد لعلوم الحديث واهلها وهي البذرة التي انبتها في قلبي الشيخ الالباني رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته عندما قرأت كتابه الماتع (صفة صلاة النبي من التكبير الى التسليم كأنك تراها) ومع أنني علمت من محاضرات الشيخ الحويني المرئية ومقدمة كتابه (تنبيه الهاجد)-لم أقرأ من الكتاب الا المقدمة- انني لست اول الناس في ذلك الا انني ومنذ ذلك الحين وانا احث الخطى اريد طلب العلم واسأل الله أن يعينني على ذلك وأحمده كثيرا أن من علي بالانتساب الى هذا المجلس العلمي وان كنت لا أخفي عليكم ان تسجيلي هنا كان نتيجة لاني قرأت كتاب جامع العلوم والحكم بتحقيق الشيخ الفاضل د.ماهر ياسين الفحل ثم وجدته ينثر عبقه على هذي الصفحات .
    المهم في الامر أني وفي اثناء دراستي في كلية الهندسة في الجامعة وجدت هجوما شديدا من طلاب في نفس مستواي الدراسي على صحيح البخاري والحديث الشريف وللأسف فهم لا يعلمون شيئا ايضا ولما كانت بضاعتي مزجاة في هذا العلم _ويا ليته هو فقط_فرحت جدا بقرائتي لمثل هذا المقال فأردت أن أطالب من شيوخي الاجلاء واخواني الافاضل الا ان يعينونني على الزود عن الصحيح بكل ما هو مفيد وكذلك في طلب العلم خاصة علم الحديث لأنه قليل من يشتغل به في بلادنا وتعلمون ان سوداننا لا يوجد فيه محدث واحد يطلب منه هذا العلم و أن لا يكسل احدكم في نشر وتفريغ هذي المحاضرات والكتب القيمة فالله يعلم كم دملت مثل هذي الفوائد جروحا كان من ورائها اهل البدع والشبهات وجزاكم الله عنا كل خير
    ملحوظة:هل أجد فيكم من يدلني على أقوال العلماء في صحيح البخاري إن كانت مجموعة في رسالة أو حتى مقال أبصر به الناس على مدى تقدير علماء اهل السنة بمكانة الصحيح ولا سيما ان كانوا من بقاع وازمان مختلفة حتى يتيقن الناس قبل كل شئ ^_^

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •