تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 54

الموضوع: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن القيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
    أما بعد
    فقد قال الإمام ابن القيم في الفوائد (1/69)
    (القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته)
    قلت:
    ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف.
    بل والذي يظهر من معنى الجلباب أنه لا ينبغي نسبته لله سبحانه وتعالى:
    فقد قال الخليل في كتاب العين: (والجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها)
    وقال النضر: (الجلباب: ثوب أقصر من الخمار وأعرض منه وهو المقنعة)
    وقال الجوهري في الصحاح في اللغة: (الجلباب: الملحفة)
    وقالت العامرية: (الجلباب: الخمار)
    ولذلك فقد ذكر ابن سيده في كتابه المخصص (الجلباب) في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
    وهذا المعنى هو الذي ورد في القرآن والسنة الصحيحة ولسان العرب وأشعارهم وكلام أهل العلم والفقه، فلا يأتي الجلباب غالبا إلا منسوبا للنساء
    أما القرآن:
    فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
    وأما السنة:
    فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أُمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن.
    قالت امرأة: يا رسول الله إحدانا ليس لها جلباب؟
    قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها.
    وقالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي.
    وقالت أيضا: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه
    وقالت في حديث امرأة رفاعة القرظي: وأخذت هدبة من جلبابها.
    وأما لسان العرب وأشعارهم:
    فقالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه :
    تمشي النسور إليه وهي لاهية *** مشي العذارى عليهن الجلابيب
    وأنشد الفراء
    لا يقنع الجارية الخضاب *** ولا الوشاحان ولا الجلباب
    وأما كلام أهل العلم والفقه:
    فهذا أشهر من أن يمثّل له، وقد جاء في معجم لغة الفقهاء (1/165): (الجلباب: بسكر الجيم وسكون اللام، ج جلابيب، ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها)
    قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
    قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
    قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
    وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
    وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
    حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا *** أكره جلباب لمن تجلببا
    وقال آخر:
    ........................ *** مجلبب من سواد الليل جلبابا
    وثالث:
    ....................... *** والعيش داج كنفا جلبابه
    وأنشد اللحياني
    يا ليت شعري عنك يا غلاب *** تحمل معها أحسن الأركاب
    أصفـر قد خلـق بالمـلاب *** كجبهة التركي في الجلباب

    لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.
    وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.
    بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
    أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
    قلت: والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ
    والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
    وكتبه
    عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
    عفا الله عنه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أضحك الله سنك
    وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب ؟!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتعلم مشاهدة المشاركة
    وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب ؟!
    هداكم الله
    وأين في كلامي ما يفهم منه ذلك؟
    أنا أتكلم عن نسبة الجلباب لله سبحانه وتعالى وليس وصفه بذلك!
    وكم من عائب قولا صحيحا *** وآفته من الفهم السقيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    بارك الله فيكم

    حتى نسبته لله عز وجل على هذه الطريقة ليس فيه شيء
    فكلام ابن القيم خرج مخرج المجاز _ ليس هنا محل إثبات المجاز أو عدمه إذ المقصود المعنى المراد_ كقولنا: عليه رداء الحياء والحشمة أو رداء العز والهيبة إذ الحياء ونحوه من الصفات المعنوية لا رداء له أقصد الرادء المحسوس (الثياب)
    فهذا معروف وجائز في اللغة
    فقائله لا يقصد أن الممدوح لابسا لرداء ذا خيوط وغزل وقماش وإنما يقصد أنه مغمور بالحياء والحشمة كغمر الرداء للابسه
    وكلام ابن القيم رحمه الله من هذا القبيل فمراده المبالغة بوصف الله بالهيبة والعزة والجلال
    ولله المثل الأعلى
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    112

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    تكلف

    وفقك الله وسددك يا شيخنا الفاضل عيداً

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    اخي الكريم بارك الله فيك
    الامام ابن القيم يقول ((القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته))
    فهو لم ينسب الجلباب الى الله لاصفة ذاتية ولاصفة فعلية وانما مراده ان القاري لكلامه سبحانه
    اذا قرا الايات التي فيها صفات الهيبة والعظمة والجلال يخضع ويذل له سبحانه وكماقال بعده وتارة يتجلى في صفات الجمال
    وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار») هل يفهم منه نسبة الازار والرداء المعهود عند المخلوقين الى الباري جل جلاله
    وانظر الى نقلك لكلام اهل اللغة وان من معاني الجلباب
    الذي انكرته على العلامةابن القيم رحمه الله الازار الذي ورد في السنة وصف عظمة الله به
    قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
    قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
    لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .

    كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.

    بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.

    والله أعلم.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    41

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
    لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .

    كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.

    بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.

    والله أعلم.
    أستاذي :
    ما أكمل عقلك ، و ما أسمى خُلقك ، و ما أرقى حرفك ، لله أنت ...

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    [في النهاية في غريب الأثر - ابن الأثير
    وفي حديث علي رضي اللّه عنه [ من أحَبَّنَا أهْلَ البيت فَلْيُعِدَّ للفَقْر جِلْباباً ] أي ليَزْهدْ في الدنيا ولْيَصْبِرْ على الفَقْر والقلَّة . والجِلْبَابُ : الإزَارُ والرّدَاء .كنى به عن الصَّبْر لأنه يَسْترُ الفَقْر كما يَسْترُ الجلبابُ البَدَن وقيل إنما كنى بالْجلباب عن اشتماله بالفَقْر : أي فَلْيَبَسْ إزار الفَقْر .
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ ( الجلباب ) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
    كما لا يستعمل مثلا : فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
    بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
    والله أعلم.
    بارك الله لك وزادك علما وفهما
    عبّرت عما أريده، ولعل كلامك يكون أوضح من كلامي
    وأقول لأخي الغامدي:
    أنا لم أنكر أنه ورد عن بعض العلماء تفسير الجلباب بالإزار أو الرداء بل ذكرت ذلك في كلامي
    لكن بينت أن الأشهر إطلاقه على ثياب النساء دون غيرهن
    ونقلت أن ابن سيده ذكر (الجلباب) في كتابه المخصص في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
    ثم نقلت قول الخفاجي في العناية: (الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.) لأؤكد ذلك.
    وأيًّا ما كان الأمر فنسبة الجلباب لله تعالى لم ترد عن أحد من أهل العلم مطلقا سلفا وخلفا غير ابن القيم فعلامَ الاعتراض في تحفظي عليها؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    صدقت والله

    إذاً أي تصحيح للعقائد هذا ؟

    إذ لو فهمت كلام الإمام على وجهه لما عبرت بمثل هذا التعبير .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    56

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء ، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا .
    والله أعلم.
    شيخنا المفضال !

    لعل الإمام ابن القيم ـ أعلى الله منزلته ـ لحظ في استعماله المعنى الذي استعملته العرب في مثل قولهم : "ألقى جلباب الحياء"، وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح.
    وهذا استعمال صحيح واضح لا إشكال فيه .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    ان جاز استعمال لفظة "جلباب" فيما يلبسه الرجال، مع أنه في الغالب لا يرد لغة الا لملبوس النساء، ومع كون ذلك كله من المجاز - أو مما جرى بمثله لسان العرب، ولمن لا يقول بالمجاز أن يسميه بما يشاء - ولا باب فيه لاثبات صفة الجلباب حقيقة أو نحوه أو نفيها، فليس في كلام ابن القيم ما يتحرج منه! (* ولعله من المفارقات أن يقع هذا التصوير المجازي في كلام ابن القيم عند وصفه لربه وهو ممن لا يقولون بالمجاز أصلا! فيا ترى لو سئل رحمه الله عن توجيهه لهذا الكلام فبأي شيء سيسميه الا أن يكون مجازا؟)
    فمن حيث كونه مجازا فلا بأس به - ان صح كون الجلباب لا يقتصر في اللغة على النساء كما تقدم - وان كان من الأولى استعمال لفظتي الرداء والازار كما أومأتم لأنهما جاء بهما النص، ولكن لو أني قلت مثلا: "ان الله متسربل بثوب العزة والجبروت"، فهل يفهم من ذلك أني أنسب الى الله صفة التسربل وصفة الثوب كصفات فعلية وذاتية (أو حسية) تراد لحقيقتها، ويلزمني اذ ذاك أن أستند الى نص في اثباتها؟ أم أنه من باب الاخبار بالصفات المعنوية بصور بلاغية قد جاء النص بمثلها؟ الأمر كما بينتم أنه مرادكم وكما أضاف الشيخ أمجد بارك الله فيكما ولا مزيد عليه.
    فيبقى اذا اثبات استعمال العرب للجلباب أحيانا في وصف ما يلبسه الرجال، فان ثبت أن ذلك وقع في لغتهم، لم يكن ثم غبار على كلام ابن القيم رحمه الله، والا قلنا كما قال الشيخ عيد أنه كان من الأولى أن يختار ابن القيم لفظة أخرى من باب تنزيه الصورة البلاغية عما لا يليق برب العالمين.
    وفي الحقيقة فان المعنى بمجمله في كلام ابن القيم رحمه الله لست أرى فيه ما يستدعي أن يجعل جزءا ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد السلفية). ذلك أنه لا أعلم أحدا بنى اعتقادا فاسدا على كلام ابن القيم الذي اعترض عليه الشيخ الكريم حتى لزم أن يعد له موضوعا لتنبيه الاخوة ضمن هذه السلسلة الى صحيح العقيدة من سقيمها فيه.. فان كان هناك زلل عقدي في علاقة معنى الصفة بالصفة ثبوتا ونفيا كما في مسألة الاستقرار، وكلام حول اختيار ابن تيمية تفسيرا لآية ((فثم وجه الله)) يخرجها من آيات الصفات، فان المسألة الأولى في جعلها تحت عنوان تصحيح عقائد السلف وجاهة، وأما الثانية ففيها سد لذريعة التأويل وهي وجيهة، وأما هذا الجزء الثالث فبعيد عما فهمناه من الغاية المرتجاة من تلك السلسلة والتي تفهم من عنوانها.. ولهذا وصف بعض الاخوان الكرام هذا المبحث بالذات بأن فيه نوع تكلف.
    وقولكم أكرمكم الله "ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف" يوهم بأنكم تتكلمون في اثبات أو نفي صفة، كما يقال نسبة الوجه الى الله ونسبة اليدين والعينين ونحوها، وان كان مرادكم بخلاف ذلك.. فهل يلزم من كل لفظ يخبر به عن الله تعالى أن يكون قد وقع مثله في القرءان أو في السنة أو في كلام السلف، سواءا كان ذلك اللفظ صفة ثابتة أو اخبارا بمعنى صفة أو بلازمها، حتى يسوغ استعماله في الاخبار عن الله؟ لما عقبتم على كلام الشيخ أبي مالك فهمنا أن هذا ليس هو مرادكم، ولكن عبارتكم وفقكم الله: "نسبة الجلباب الى الله لم ترد" لا تؤدي في ظاهرها الى هذا التوجيه.
    ولو أنكم جعلتم العبارة التي افتتحتم بها المبحث على نحو ما كتبه الشيخ أبو مالك اذ قال: "لفظ ( الجلباب ) لا يليق استعماله في حق الله تعالى" لكان أبين لوجه اعتراضكم. ولكن يبقى بعد ذلك عندي اشكال في ادخال هذا التعقب ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد) كما تقدم.
    فيا شيخنا حفظكم الله تريث ولا ترم أفهام اخوانك بالسقم وقد لا يكون الخلل الا آتيا من اختياركم أنتم لبعض الألفاظ فيما كتبتم.. وما منا الا راد ومردود عليه، مهما علا قدره وثقل وزنه.. ولا أحسب الكاتب والمعقبين الا طالبين للحق جميعهم،
    بارك الله فيكم وشكر لكم مباحثكم القيمة ونفع بكم أهل المجلس وجميع المسلمين..
    (رجاء: أرجو من الاخوة وأصحاب الفضيلة أن يشرفونا وأن يتفضلوا علينا باثراء موضوع مهم له تعلق شديد بموضوعات هذه السلسة الطبية، منذ أن وضع لم يكد يلتفت اليه أحد!، وهو بعنوان "التفريق الاصطلاحي بين الوصف والإخبار"
    وهاكم رابطه:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13878

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    Lightbulb رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه...
    مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام(كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه)) ، فالعرب تستخدمه في معان لغوية متعددة
    الجلباب يستخدم في كلام العرب في معاني الغطاء ونحوها، مثل ما يقال (جلباب الحياء، وجلباب الليل،جلباب الثناء، وغيرها كثير....
    هذه بعض نقولات من البحث في الشاملة
    تاريخ مدينة دمشق - (ج 33 / ص 203)
    أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الأهوازي نا عبد الرحمن بن عمر نا أبو محمد المعافى بن عبد الله بن المعافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن عمار نا الربيع بن بدر نا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
    ((الحديث فيه كلام))
    تاريخ مدينة دمشق - (ج 43 / ص 235)
    ( أرى السيد المفضال أنعم فاقتي % بذلك جلباب الثناء الذي صفا )
    الكشكول ـ - (ج 1 / ص 21)
    وقد أخلق الأيام جلباب حسنها . . . فأضحت وديباج البهاء رمام
    زهر الأداب وثمر الألباب - (ج 2 / ص 415)
    قال عيسى بن هشام : فاستفزّني رائعُ ألفاظه ، وسرَوْتُ جِلْباب النوم ، وعدوت إلى القوم
    غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - (ج 1 / ص 83)
    وقال أنس والحسن : من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة فيه .
    قلتُ: بارك الله في الأخ المبارك عيد...وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا ....وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ...ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب ،وفي الجناح ..وغيرها من الألفاظ من نفس البابة..وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوى...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    بارك الله فيكم، ولهذا قلت أن استعمال لفظة الجلباب لملبوس النساء هو الغالب، وعلقت قبول كلام الشيخ عيد من رده على اقتصار اللفظة على لباس النساء من عدمه، وهذا لا يثبت بل ثبت كما نقلتم أن اللفظة عند العرب كانت أوسع من ذلك، ومن ثم فلا يبقى لصاحب الموضوع - وفقه الله - من متكأ فيما ذهب اليه من تعقب على كلام ابن القيم، والله أعلم.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
    فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    شيخنا أمجد قد يتعقب النافي على كلامكم فيقول: "ولكن الازار والرداء جاء النص بهما أما الجلباب فلا"، ولعل هذا هو سبب تقديم صاحب الموضوع حفظه الله بقوله أن الجلباب لم يرد فيه نص.. فيخرج الاشكال بذلك من حكم لفظ الجلباب في ذاته الى مسألة أعم وهي حكم القياس باللفظ في الاخبار عن الله تعالى، على ما ورد نظيره من صورة بلاغية مجازية في حديث صحيح.. فان كان يقول بجواز النسبة في الرداء والازار بعينهما لوجود النص فيهما فهو لا يرى أن النص فيه حجة على جواز الوصف المجازي في الاخبار عن الله بغيرهما من مثلهما.. ومن كان هذا مذهبه فقد أحدث قيدا لم يسبقه اليه أحد في الاخبار عن الله تعالى، والله أعلم.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    نعم بارك الله فيكم لم أغفل عنه وقت كتابة ما سبق لكني أرى الأمر واسع
    فليس هو من باب إثبات صفة أو نحو هذا
    إنما هو تعبير مجازي بلاغي
    لذلك كنت أريد أن أعقب على كلام الشيخ عيد عندما اشترط السلفَ بأن هذا ليس محله هنا فالأمر واسع عندي
    ولعل الأمر أضيق في نظرتهم لذلك اختلفنا والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    أكرمكم الله، ولهذا دعوتكم والاخوة الكرام لنناقش مسألة الضيق والسعة هذه في موضوع أفردته لها قد تقدم ايراد رابطه، فهلا أتحفتمونا بمشاركتكم هناك؟

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    790

    افتراضي رد: تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن ا

    بارك الله في الأخ المبارك عيد...وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا ....وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ...ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب ،وفي الجناح ..وغيرها من الألفاظ من نفس البابة..وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوى
    وفيكم بارك الله
    لكن من قرأ موضوعي جيّدًا علِم أنّي لم أغفل هذه المعاني فيه ولا نسيت الاستقراء

    فقد قلت نصًّا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
    قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)

    قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
    وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
    وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
    حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا *** أكره جلباب لمن تجلببا
    وقال آخر:
    ........................ *** مجلبب من سواد الليل جلبابا
    وثالث:
    ....................... *** والعيش داج كنفا جلبابه
    وأنشد اللحياني
    يا ليت شعري عنك يا غلاب *** تحمل معها أحسن الأركاب
    أصفـر قد خلـق بالمـلاب *** كجبهة التركي في الجلباب
    فما الفارق بين هذه الأمثلة وبين غيرها؟
    أليس جميعها يدل على استخدام الجلباب لغير لباس النساء؟
    فما الجديد إذا؟
    بل لو قال قائل: إن فيها دليلا أقوى مما ذكرتم جميعا وهو قول ابن الأعرابي: الجلباب: الإزارلكان كلامه أوجه لأنه يمكن أن يستدل به على جواز إطلاق الجلباب لأنه أحد معاني الإزار الواردة نصًّا في الحديث القدسي المذكور.
    ألا يعتبر ذلك من أقوى الأدلة لمن يستدل؟
    ومع ذلك فقد عقّبته بقولي:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.
    والمقصود منه واضح، ومع ذلك فقد زدتُ الأمر بيانا بقولي:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.
    وبيّنت الأمر أكثر وأكثر حتى مع افتراض صحّة عبارة الإمام ابن القيم فقلت:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي مشاهدة المشاركة
    بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
    والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •