الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين.
وبعد
، فقد قرأت كتابا جديدا بعنوان: "حياة الإسلام لمعرفة صفات الله وصفات رسوله عليه الصلاة والسلام"، وزاد تحت عنوانه قوله: وهو الواجب معرفته على كلّ إنسانٍ وعلى تلامذة المدارس والمكاتب.
تأليف محمد عوّاد السندبسطي، وكتب في آخر رسالته: وقد كتبت بعض هذه الرسالة في الروضة النبوية الشريفة المطهرة سنة ١٣٢١ هجرية، وأنا العبد الذليل الفقير إلى رحمة الرب الجليل محمد عواد السندبسطي بلدا الشافعي مذهبا الخلوتي طريقةً. انتهى.
وتقع هذه الرسالة في ٣٧ صفحة، طبعة دارالمقتبس.
قلت: لقد قرأتُ كتابَه هذا، فوجدتُه رحمه الله : قد قرَّر عقيدةَ الأشاعرة، بأسلوب المتأخرين منهم، ممّن جنحوا إلى شبهات الجهمية والمعتزلة، ممّن دخلت عليهم مصطلحاتُ أهل الكلام والفلاسفة الإلهية.
بل وجدتُه: قد أغرق كثيرا في تشقيقات مصطلحات أهل الكلام بشيء من التَّمويه والتَّلبيس!
وفيه أيضا: تصوُّفٌ ممقوتٌ، ومصطلحاتٌ صوفيةٌ مبتدعةٌ، وغيرُ ذلك ممّا يُخالفُ العقيدةَ السلفيةَ الصحيحةَ!
وعليه، فإنه يَحرُمُ قراءةُ هذا الكتاب لمن لا يُحسِنُ عقيدةَ أهل السنة والجماعة، ولاسيَّما أنَّ صاحبَه قد أوجب على عموم المسلمين ولاسيَّما طلاب الكتاتيب: أن يعرفوا ويعتقدوا ما في كتابه جُملةً وتفصيلا!
وعليه أيضا: يَحرُمُ نشرُه أو طباعتُه أو بيعُه..
ومن خلال ما ذُكِرَ، فإنه ينبغي على القائمين على مكتبة دار المقتبس في لبنان: أن يَحذرُوا من طَبْعِ مثل هذه الكتبِ الدَّاعيةِ إلى ترسيخ عقائد أهل الأهواء والبدع بين عموم المسلمين، وألا يكونوا عونًا على الإثم والعدوان.
كما يجب عليهم: أن ينتقوا من الكتب العلمية ما فيه خيرٌ للإسلام والمسلمين في دينهم ودنياهم، لاسيما الكتب التي تُقرِّرُ وتعزِّزُ عقيدةَ أهلِ السنة والجماعة.
وقد قال الله تعالى: "
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
وقال عليه الصلاة والسلام: "
من دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثلُ أُجورِ من تَبِعَه، لا يَنقُصُ ذلك من أُجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثامِ من تبِعَهُ، لا ينقُصُ ذلك من أوزارهم شيئا" مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "
من غشَّنا فليس منَّا" مسلم.
وأخيرًا، فقد قرأتُ أيضا لمكتبة دار المقتبس كتابا جديدا بعنوان: "هداية المهديين لأصول الإسلام والدين وعقائد أهل الحق واليقين" ليوسف بن جنيد التوقاري، الشهير بأخي يوسف جلبي زاده، ويقع في ١٦٥ صفحة، تحقيق عبد الحميد محمد الدَّرويش.
وقد وجدتُّ صاحبَه رحمه الله : قد خلط كثيرا في تحرير مسائل العقيدة، سواءً في اختيارِ المصطلحات، أو في تعريفِ كلماتها، الأمرُ الذي يدلُّ على أنه متأثرٌ كثيرا بعقائد الأشاعرة.
كما وجدتُه أيضا: متأثرًا بأهل التَّصوف، والقُبُورية!
وعليه، فإننا نقولُ فيه، ما قُلناه في الكتاب السابق: وهو أنّه لا يجوزُ قراءتُه، ولا نشرُه ولا طبعُه ولا بيعُه، فضلا عن تحقيقه!
كما أنني من خلال هذا البيان: أدعوا إخواني المحققين للكتب العلمية بأن يكُفُّوا أقلامَهم عن تحقيق ونشر مثل هذه الكتب، لاسيما التي تُخالفُ عقيدةَ أهل السنة والجماعة.
لأنَّ في ذلك: غِشًّا للمسلمين، وصدًّا عن الحق، ونشرًا للباطل، وتمكينًا لأهل الأهواء والبدع .. فاللهَ اللهَ في نشر مثل هذا، وفي تحقيق مثل هذا إلا مع بيان الحق وكشف الباطل من خلال حواشي الكتاب، لاسيَّما إذا كان الكتاب مفيدًا في الجملة، أو مشهورا في العموم، وإلا فليكفُّوا عن نشره، وألا يبعثُوه من قبره بعد دفنه وهجره!

وكتبه
الشيخ الدكتور
ذياب بن سعد الغامدي.
٩ / ١٠ / ١٤٣٥