الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشهوات من مال وولد والمشاهدات المنظورات..
فالداعية بين مطرقة المشاهدات وسندان الشهوات.
هو يرى ما عند الأغنياء الذين يعصون ربهم مشاهدا ، ويشتهي ما عندهم بالرغبة و يضحك عليه إبليس فيغتر بما يدعيه أن المشاهد أنه اكتسب الأموال بفهمه وعلمه وذكائه فيشتهي الداعية ما عنده يتمنى ويتحسر: ياليت لنا مثل ما أوتي.

- ولنا في قصة قارون العظة والعبرة
فالمشاهد لا يصدقها عقل ، لما طغى ( حتى إن مفاتحه يحملها 40 رجلا قويا ، فما بالكم بكنوز أهذا يفتقر ؟
بالمشاهد كلا، ولكن تأتي ( كن ) لتصدع الأرض فتبلع ملكه كله .

- قصة إبراهيم عليه السلام والنار
المشاهد أن النار تأكل إبراهيم والحقيقة غير ذلك ؛لأنه جاء الأمر...
- قصة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد .
الله جل جلاله وصفها بذلك .
بناها شداد بن عاد بن إرم لما سمع عن الجنة أراد أن يصنع جنة على الأرض فبنى وشيد إرم في صحراء عدن ، ولما تم بناؤها الضخم الذي يشد الألباب
( المشاهد أنها ستخلد لقوتها وتمكث حينا من الدهر لقوة عمدانها ، ولكن يأتي الأمر ليهلك من هلك عن بينة .

فالداعية لا يشتهي ولا يكون عنده يقين بالمشاهد ، القران والسنة يربيانه على الإيمان بالغيبيات والنصرات الغيبية ويقوي فيه الروح ، ويهب لمن يشاء ويمنع من يشاء يعطي ويمنع ويخفض ويرفع . فيزداد يقينه فيكون موصولا قلبه بالسماء ( ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن )
وصل اللهم على سيدنا محمد وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني