تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه

    (280) - (قوله صلى الله عليه وسلم: " تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه " (ص 76) .
    * صحيح.
    ورد من حديث أنس بن مالك , وأبى هريرة وابن عباس.
    أما حديث أنس , فهو بلفظ الكتاب.
    أخرجه الدارقطنى فى سننه (ص 47) من طريق أبى جعفر الرازى عن قتادة عنه مرفوعا وقال: " المحفوظ مرسل " , وأقره المنذرى فى " الترغيب " (1/86) .
    قلت: وعلة هذا الموصول , أبو جعفر الرازى وهو ضعيف لسوء حفظه.
    لكن رواه حماد بن سلمة عن ثمامة بن أنس عن أنس به , هكذا رواه جماعة عن حماد ورواه أبو سلمة عن حماد عن ثمامة مرسلا. والمحفوظ الموصول كما قال ابن أبى حاتم (1/26) عن أبى زرعة , قلت: سنده صحيح.

    وأما حديث أبى هريرة فلفظه: " أكثر عذاب القبر من البول ".
    أخرجه ابن أبى شيبة فى " المصنف " (1/44/2) وعنه ابن ماجه (348) والدارقطنى أيضا والآجرى فى " كتاب الشريعة " (ص 362 , 363) والحاكم (1/183) وأحمد (2/326 , 388 , 389) عن الأعمش عن أبى صالح عنه مرفوعا.
    وقال الدارقطنى: " صحيح ".
    وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين , ولا أعرف له علة " , ووافقه الذهبى.
    وقال البوصيرى فى " الزوائد " (ق 27/1) : " هذا إسناد صحيح رجاله من آخرهم محتج بهم فى الصحيحين ".
    قلت: وهو كما قالوا.
    وله طريق أخرى عن أبى هريرة بلفظ: " استنزهوا من البول , فإن عامة عذاب القبر منه ".
    أخرجه الدار قطنى من طريق محمد بن الصباح السمان البصرى أنبأنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن محمد بن سيرين عنه , وقال: " الصواب مرسل ".
    قلت: وهذا سند رجاله ثقات غير محمد بن الصباح هذا , أورده الذهبى فى " الميزان " فقال: " بصرى , عن أزهر السمان , لا يعرف وخبره منكر " وكأنه يعنى هذا.
    وأما حديث ابن عباس فلفظه: " عامة عذاب القبر من البول , فتنزهوا من البول "
    أخرجه الدارقطنى والحاكم (1/183 ـ 184) وكذا البزار والطبرانى كما فى " مجمع الزوائد " (1/207) وقال: " وفيه أبو يحيى القتات وثقه يحيى بن معين فى رواية وضعفه الباقون ".
    قلت: وسكت عليه الحاكم ثم الذهبى , وقال الدارقطنى عقب الحديث: " لا بأس به " , قلت: وكأنه يعنى فى الشواهد.
    ويشهد له حديثه الآخر وهو أتم منه , ويأتى بعد حديثين.
    وأما حديث عائشة فلفظه: " قالت: دخلت على امرأة من اليهود فقالت: إن عذاب القبر من البول , فقلت: كذبت , فقالت: بلى إنا لنفرض من [1] الجلد والثوب , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا , فقال: ما هذا؟ فأخبرته بما قالت , فقال: صدقت , فما صلى بعد يومئذ صلاة إلا قال فى دبر الصلاة: رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذنى من حر النار , وعذاب القبر ".
    أخرجه ابن أبى شيبة الى قوله " صدقت " والنسائى (1/197) بتمامه وكذا أحمد (6/61) من طريق جسرة: حدثتنى عائشة به. وجسرة هذه قال البخارى:: " عندها عجائب ".
    قلت: وهذا الحديث فى الصحيح دون قول اليهودية: " إن عذاب القبر من البول " وقوله صلى الله عليه وسلم: " صدقت " , فهذا يدل على ضعف جسرة , وصحة حكم البخارى على أحاديثها!

    إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( الشاملة )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    حديث (أكثر عذاب القبر من البول).


    المجيب : د. سلمان بن فهد العودة


    السؤال
    سمعت حديثاً أن عامة عذاب القبر من البول، فهل يصح؟ - أثابكم الله -.

    الجواب
    1/ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.* أخرجه ابن ماجة ( 348)، وابن أبي شيبة ( 1/ 122)، وأحمد (2/ 326 ، 388 ، 389 )، وابن المنذر في (الأوسط 689 )، والطحاوي (في شرح المشكل 5192)، والآجري في (الشريعة ص 362 ، 363 )، والدارقطني ( 1/128)، والحاكم ( 1/ 283)، والبيهقي (2/ 412)، وفي (إثبات عذاب القبر) (120) من طريقين عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعاً: " أكثر عذاب القبر من البول ".وهذا الحديث ظاهره الصحة،بل على شرط الشيخين، ولذا اغتر به الحاكم، فقال:" صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة " انتهى، لكنه في الحقيقة معلول، فقد أعله بالوقف إمامان: أبو حاتم، والدارقطني ، فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عنه، فقال:" هذا حديث باطل يعني المرفوع" (علل الحديث1/366)وقال الدارقطني :" يرويه الأعمش، واختلف عنه ، فأسنده أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخالفه ابن فضيل فوقفه، ويشبه أن يكون الموقوف أصح " (العلل 8/ 208) .وأشار البزار إلى تفرده ، فقال :" وهذا الحديث – أي المرفوع – لا نعلم رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة – رضي الله عنه - إلا أبا عوانة ".وقد روي من طريق آخر، أخرجه الدارقطني ( 1/128 ) من طريق محمد بن الصباح السمان عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعاً بنحوه، لكن هذا طريق لا يفرح به؛ لأن محمد بن الصباح ، قال عنه الذهبي في (الميزان 3 / 583):" لا يعرف، وخبره منكر "، وقال الدراقطني – عقب إخراجه -:" الصواب المرسل ".2/ حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.* أخرجه الدارقطني ( 1/ 127 ) من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أنس – رضي الله عنه - مرفوعاً : " تنزهوا من البول ، فإن عامة عذاب القبر منه "وهذا الحديث معلول – أيضاً –؛ لأن أبا جعفر الرازي ، ليس بالقوي ، إذ هو صدوق كما في (التقريب / 8077 )، فهو ممن لا يحتمل تفرده عن أمثال الإمام المكثر من التلاميذ قتادة، فأين كبار أصحابه شعبة، وهشام، وهمام، وسعيد، وغيرهم ؟!وأيضاً فإن الصواب في هذا الإرسال كما صرح الدارقطني بقوله:" المحفوظ مرسل " .وله طريق آخر عن أنس – رضي الله عنه - ، علّقه ابن أبي حاتم في (علل الحديث 1/26 ) عن حبان بن هلال وحرمي ، وإبراهيم بن الحجاج عن حماد بن سلمة ، عن ثمامة بن أنس ، عن أنس – رضي الله عنه مرفوعاً، ثم علقه عن أبي سلمة ، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن أنس – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مرسلاً، ونقل عن أبيه في المرسل أنه أشبه بالصواب، وأما أبو زرعة، فقال: المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن أنس – رضي الله عنه - وقصر أبو سلمة.وقد يكون هذا الاختلاف على حماد بن سلمة اضطراباً منه نفسه ، فقد تكلم في روايته عن غير ثابت، قال الحاكم:" لم يخرج مسلم لحماد بن سلمة في الأصل إلا من حديثه عن ثابت "، وقال البيهقي :" هو أحد أئمة المسلمين إلا إنه لما كبر ساء حفظه ، فلذا تركه البخاري ، وأما مسلم فاجتهد ، وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره " (تهذيب الكمال و فروعه).3/ حديث ابن عباس –رضي الله عنهما -:* أخرجه عبد بن حميد ( 642)، والبزار كما في (كشف الأستار 243)، والطحاوي في (شرح المشكل 5194)، والطبراني في (الكبير 11120 )، والدارقطني ( 1/ 128)، والحاكم ( 1/ 183 )، والبيهقي ( في إثبات عذاب القبر 121 ) من طريق أبي يحيي القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس – رضي الله عنهما - مرفوعاً : " عامة عذاب القبر من البول ، فتنزهوا من البول " وهو معلول؛ لأن أبا يحيى القتات لين الحديث – كما في (التقريب / 8512).ومما يؤكد إعلال رواية أبي يحيى القتات هذه عن مجاهد، أنه قد صح عن مجاهد – على اختلاف عنه- من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً بلفظ مختلف : " أنه- صلى الله عليه وسلم – مر بقبرين، فقال: إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله ، وكان الآخر يمشي بالنميمة " الحديث أخرجه البخاري (213)، ومسلم (292)، وغيرهما.والبون بين اللفظين ظاهر للمتأمل4/ حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه - :* أخرجه الطبراني في (الكبير20/124ح 228 ) من طريق رشدين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن عبد الله بن حذيم، عن معاذ – رضي الله عنه - عن النبي أنه كان يستنزه من البول، ويأمر أصحابه بذلك، قال معاذ:" إن عامة عذاب القبر من البول ".وهو معلول أيضاً برشدين بن سعد ، فإنه ضعيف – (التقريب / 1953).5/ مرسل الحسن البصري.* أخرجه هناد السري (الزهد 1/ 218 ) من طريق مبارك به فضالة، عن الحسن البصري، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مرسلاً بنحوه، وهو معلول أيضاً بتفرد مبارك به ، وليس بالقوي ، قال الحافظ في التقريب: صدوق يدلس ، ويسوي ،وهو أيضاً منقطع بالإرسال.6/ حديث عائشة – رضي الله عنها -:* أخرجه النسائي ( 1/ 197)، وأحمد ( 6/ 61)، وغيرهما من طريق جسرة بنت دجاجة، عن عائشة – رضي الله عنها - قالت:" دخلت علي امرأة من اليهود، فقالت: إن عذاب القبر من البول، فقلت: كذبت، فقالت: بلى، إنا لنقرض منه الجلد والثوب، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إلى الصلاة، وقد ارتفعت أصواتنا، فقال : ما هذا ؟ فأخبرته بما قالت، فقال : صدقت، فما صلى بعد يومئذ صلاة إلا قال في دبر الصلاة: رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر".وهذا الخبر منكر :أ- لتفرد جسرة عن عائشة – رضي الله عنها - به ، وجسرة قال البخاري عنها :" عندها عجائب ".ب- أن هذا مخالف لما أخرجه الإمام البخاري ( 1002 ، 1306)، ومسلم ( 903) ، وغيرهما من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، ومسروق، وغيرهما عن عائشة – رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها :" أعاذك الله من عذاب القبر "، فسألت عائشة – رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر حق ، قالت عائشة – رضي الله عنها - : فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الصلاة إلا تعوذ من عذاب القبر، والفرق بين الروايتين واضح وظاهر، إذ لم يذكر في هذه الرواية أن عذاب القبر من البول، مما يحقق ما ذكره الإمام البخاري عن جسرة أن عندها عجائب، ولعل هذا منها ، والله أعلم.وبهذا يتبين أن الحديث بجميع طرقه معلول لا يخلو من مقال ، ولكنه يصح موقوفاً كما سبق ، والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •