تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أيام من حياتي بين اليقين وكذبة الجذب

  1. #1

    افتراضي أيام من حياتي بين اليقين وكذبة الجذب

    كنت كأيّ شاب يتولَّع في مبدأ حياته بهواية مِن الهوايات أو بتخصص مِن التخصصات ، فتولَّعتُ في مطلع حياتي بكتب التنمية البشرية وتطوير الذات ، وكان مِن بين المواضيع ذات العلاقة موضوع ( قانون الجذب ) وهو الموضوع الذي رَجَفَتْ صرخته بالعالم بشكلٍ رهيب ؛ لِمَا تتضمّنه فصوله مِن عناوين تُخيِّل إلى متلقيها أنه سيحصل على ما يريد في الوقت الذي يريد ، وكان أول كتاب اشتهر في ذلك هو كتاب ( السِّر ) الذي اكتسح أقطار المعمورة ، ثم تُرجِم إلى العربية ونَفَدَت أول نسخة منه في وقتٍ قياسي ، وهذا ما دعاني للاطلاع عليه وعلى بعض الكتب المتعلِّقة بموضوعه ، ثم توسَّعتُ في ذلك بمتابعة كثيرٍ مِن حلقات البرامج التي يقدمها الدكتور صلاح الراشد في الموضوع نفسه ولكن بطريقة ( إسلامية ) وحاولت جاهداً تطبيق ما يمكن من قوانينه على واقع حياتي الشخصية ، ولكن النتيجة كانت ضعيفة جداً ، بحيث أني كلّما أردت الحصول على شيء لم أحصل عليه إلا عن طريق ( المصادفة ) في كثير من الأحايين ، إلى أن اطلعت على كتاب الدكتور عبدالله العجيري المسمى (خرافة السر ) والدكتور حفظه الله ممن تأصل عقدياً وله اطلاع واسع على كثير من العلوم الشرعية كما أن له الحظ الوافر من اللغة الانجليزية التي ساعدته بدورها على الخوض في منابع تلك المواضيع( وأكثرها أروبي الأصل ) ولأنه حفظه الله كان كذلك فقد أبدع في كتابه المذكور أيّما ابداع ؛ حيث انتقد ( كتاب السر ) برؤية المتبحّر الذي لا يخشى على نفسه السباحة في لججه ، فانتهيت منه إلى أن تلك الخرافة المزعومة ليست سوى كذبة تهدف إلى الربح المادي المحض من وراء نشرها .

    وبقَدَرٍ من الله مرَّت بي شدّة مِن الضّيق ألجأتني لاستخدام هذه القوانين فلم تَشفِ منّي غلّة ، ولم تدفع عنّي علّة ، مما دفعني ــ بفضل الله ـــ إلى اللجوء إليه وحده جل وعلا ، فاطّلعت على نصوص الوحي والسُّنة وأخذت في تأمّلها وتطبيقها على واقع حياتي فأدهشني ما سترى :

    لقد أُلجئت إلى طريق التوكل واليقين ونِعْمَ الملجأ ، وجنيت مِن ثمارها ما أدهشني في وقتٍ يسير ، وحصلتُ على عددٍ من مستحيلات الحياة والله لا أحصيها ولا أَعُدُّ لها عَدّاً .

    وقبل أن أتكلم عما أريد الكلام عنه ؛ أُحِب أن أنبهك أخي القارئ إلى أنه قد يتبادر إلى ذهنك أن المراد هو هدم ذلك القانون والاسفاف به لكونه غربي المنشأ ونحو ذلك ، لكن ـ والله يشهد ويعلم ـ أنني رأيت مِن الفرق بينهما ما يُحيّر الحليم ، ويُدهش المبصِر ، وإليك بعض ما حدث :

    في حِقبة لا أنساها ؛ تَمرّ بي أزمة من الأزمات التي لا أرى انكشافها سوى ضرب مِن ضروب المستحيل ؛ فأُحدِّد بقوّةِ اليقين بالله في نفسي ساعة ودقيقة مُعيَّنة وأقول ستنكشف عندها ؛ فإذا بها تنكشف وينتهي الأمر ...
    ثم تمرّ في الليلة التي بعدها تماماً شِدَّة أخرى لا تَقِلّ عن سابقتها في الاستحالة ، فأُحدِّد بثقتي في الله أَنْ تنكشف عند الساعة الفلانية ، فإذا بها تنكشف وتزول كلياً .

    هذه ليست صدفة ، فقد مضى قبلها ما يقارب الاسبوع ؛ حَدّدّتُ فيه ليلة لموضوعٍ أرهقني وأرّقني ؛ وعقدت العزم على أن أنام تلك الليلة موقناً أَنّ انفراج هذا الأمر المستحيل سيأتي وأنا نائم ، فوالله لقد نمتُ وانتبهت مِن منامي آخر الليل لأمرٍ لا أعلمه ومن غير سبب ؛ ثم أَهمُّ بالعودة للنوم إذ بصوت الرسالة تأتي إلى الجوال فأفتحها ؛ فإذا أنا بالفرج تحمله تلك الرسالة....

    انتظر .... ليس هذا ما حصل فحسْب.
    فقبلها بما يقارب الأسبوع أيضاً تنزل بي نازلة ليس لها مِن دون الله كاشفة ، كِدْتُ أَنْ أفقد مستقبلي كاملاً لو حدثت لي ، لكني اعتمدت على ربي ووثِقتُ أنه سيجعلها برداً وسلاماً عليّ ، فوالله ما أتم اليوم ساعاته إلا وتنتهي النازلة ويأتي الفرج بما لم أتوقعه .
    وهذا غيض من فيض ،،،

    وأخيراً أؤكد :
    لستُ بالشخص المتشائم الذي تظنُّه يرى البؤس قبل أن يأتيه أو يرى العافية بلاءً ، وإنما هي ابتلاءات توالت علي بقدر الله في شهر واحد ، وأسال الله أن لا يبتليك .

    هي دعوة للتفاؤل واليقين بالله والتوكل عليه وحده ..
    جرِّبها ..
    وانظر إلى ثمارها بنفسك ترى من لطف ربك عجبا .

    كُن مع الله ...وكرر هذه الكلمات على قلبك عند كل ضائقة تَعصِفُ بِك :
    ( قل إن الأمر كله لله )
    ( الله لطيف بعباده )
    ( وتوكل على الحي الذي لا يموت )
    ( ورحمتي وسعت كل شي )
    ( وتوكل على العزيز الرحيم )
    ( ليس لك من الأمر شيء )
    ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض )
    ( بل لله الأمر جميعاً )

    حفظك الله وحقق أمانيك ...

    عبداللطيف القحطاني

  2. افتراضي

    جميل هذا الكلام، نفع الله بكم، وهدانا وإياكم إلى صراطه المتسقيم.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •