بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.. فعندي على حاسوبي تعليقات كنت قد علقتها على علل الترمذي الكبير فقلت أنشرها حفظا لها من الضياع فلعل أحدا ينتفع بها أو يصحح لي والله الموفق.
باب ما جاء في فضل الطهور١ - قال أبو عيسى الترمذي: سألت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث مالك بن أنس, عن زيد بن أسلم, عن عطاء بن يسار, عن عبد الله الصُّنَابِحِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا توضأ العبد فتمضمض خرجت الخطايا من فيه... الحديث([1]).
فقال :مالك بن أنس وهِم في هذا الحديث فقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا الحديث مرسل, وعبد الرحمن هو الذي روى عن أبي بكر الصديق.
والصنابح بن الأعسر الأحمسي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم([2]).
قال: قلت له: كم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: حديثين: حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني مكاثر بكم الأمم([3])، وحديث آخر حديث الصدقة([4]) وليس هو عندي بصحيح, رواه مجالد, عن قيس، عن الصنابح.
قال أبو عيسى: وإنما قال محمد: "لا يصح حديث مجالد" لأن إسماعيل بن أبي خالد رواه([5]) عن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إبل الصدقة ناقةً مسنة ولم يذكر عن الصنابح([6]).
([1]) أخرجه مالك (66).
([2]) التلخيص: الصنابحيون اثنان: الصنابح بن الأعسر الأحمسي وهذا صحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي وهذا مخضرم روى عن أبي بكر الصديق، وروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة، ولا وجود لثالث اسمه عبد الله الصنابحي وإنما هو أبو عبد الله الصنابحي، أخطأ فيه مالك.
([3]) أخرجه أحمد (19083) وهو صحيح.
([4]) أخرجه أحمد (19066) من طريق مجالد عن قيس عن الصنابح، وسيأتي كلام الترمذي عليه.
([5]) أخرجه البيهقي في الكبرى (7375).
([6]) خلاصته: الحديث الثاني حديث الصدقة لا يصح متصلا بذكر الصنابح الأعسر بل هو مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد اختلف على قيس بن أبي حازم فرواه مجالد بن سعيد عن قيس عن الصنابح بن الأعسر مرفوعا، ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وهو المحفوظ. وسيأتي تضعيف البخاري لمجالد.