الموضوع: نائب الفاعل

هو اسم أو ما يُؤوّل به أُقيم مقام الفاعل و سَبَقَه فعلٌ مبني للمجهول أو شبهُه .
و يُحذف الفاعل فيحُل مَحلّه نائبُه ، فيُبنى الفعل للمجهول لأغراض لفظية أو معنوية .
فمن الأغراض اللفظية :
- الإيجاز و الاختصار ، كقوله سبحانه : ( فعاقِبوا بمثل ما عُوقِبْتم به ) أي بمثل ما عاقبكم به الآخرون . و كما ورد في قوله تعالى : ( لَمسجدٌ أُسِّسَ على التقوى من أول يوم أحقّ أن تقوم فيه) أي أَسَّسَه المسلمون .
و من الأسباب المعنوية :
- العلم بالفاعل بداهة ، فلا حاجة إلى ذكره ، كقوله جل و علا : ( ياأيها الناس ضُرِبَ مثل فاستمعوا له ) . فضاربُ المثل معلوم معروف هو الله سبحانه .
- إرادة الشمول و التعميم ، فليس الفاعل محدّدا بشخص معيّن ، و إنما هو شامل و عام ّ ، كما في الآية الكريمة : ( و إذا حُيّيتم بتحيّة فحَيّوا بأحسن منها ) أي إذا حيّاكم أي مسلم .
و إذا كان نائب الفاعل يقوم مقام الفاعل ، فإنه يثبُت له ما يثبت للفاعل :
أ - فيُرفع نائب الفاعل كما يُرفع الفاعل ، كقوله سبحانه : ( كُتِبَ عليكم الصّيامُ )
ب - و يتقدّم الفعلُ على نائب الفاعل كما يتقدّم على الفاعل ، مثل قوله جل جلاله : ( قُتِلَ الإنسان ما أكفره )
ت - و يأتي الفعلُ دائما بصيغة المفرد و إن كان نائب الفاعل مؤنثا أو جمعا ، مثل قوله تعالى : ( هنالك ابْتُلِيَ المؤمنون )
و لنائب الفاعل – كما للفاعل – صور متنوّعة :
1- فقد يأتي اسما ظاهراً ، كقوله جل و علا : ( و كذلك زُيِّنَ لفرعون سوءُ عمله )
2 – أو ضميرا متصلا ، كقوله عزّ و جلّ : ( لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يُؤمرون )
3- أو منفصلا ، مثل : " ما أُكْرِمَ إلا أنت "
4- أو مستترا ، كما في قوله سبحانه : ( و ما ذُبِحَ على النّصب )
5- أو مصدرا مؤوّلا ، مثل قوله تعالى : ( قل أُوحِيَ إليّ أنه استمع نَفرٌ من الجنّ ) أي : أوحي إلي استماعُ نفرمن الجن ،فالمصدر المؤول ( استماعُ) نائب للفاعل .
6- أو جملة ، كما جاء في قوله عزّ و جلّ : ( و إذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض ) فجملة ( لا تفسدوا في الأرض) هي نائب الفاعل .

جزاكم الله خيرا على جهودكم
ومشاركة مني
قال الحضرمي رحمه الله في الدرة اليتيمة
باب مرفوعات الأسماء"
"يرفع من كل الأسامي الفاعل…ولو مؤولا كقام العادل"
"ونائب عنه كبيع الذهب…وقضي الأمر ويعطى الأرب" هذا ما يخصنا

جُزيت الحسنى و زيادة على الإضافة المفيدة .
دمت في طاعة المولى