تأمَّلتُ حال كثير ممن ابتلين – هداهُن َّالله - بالسفور فألفيتُ أغلبهن في رمضان يحتشمن ويستترن يقلن نعظِّم شهر الصيام والقيام، يذهبن إلى أن صيامهن ليس يتم ويكمل إلا بالستر والاحتشام، وفي الحق فإن صيام المحتشمة العفيفة المتحجبة أولى بالقبول من صيام المتبرجة المتفسخة التي لا تبالي ما ظهر من جسدها لا تراعي في ذلك موضعا منه فاتنا أو غير فاتن، ذلك أن الصيام المقبول هو الذي تظهر على صاحبه علامات القبول، ولا خير في صيام لا يستفيدُ منه صاحبه أدبا مع الله، والتزاما بشريعته، وعملا بهدي نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وفي هؤلاء السافرات من يُصلِّين في رمضان ويحضرن دعوة المسلمين في التراويح وختم القرآن الكريم، وهن متحجبات حجابا يُرى منه أنهن غير ُملتزمات السنة َكلها والدهرَ جميعه والعمرَ على جهة الاستيعاب والشمول، ومنهن من تتبرج لأول خروجها من المسجد متوجهة إلى دارها فارغة من صلاتها... تنزع ستر الله عليها وقد جاءته تائبة منيبة!!!
وهل هذا إلا تمامُ الاستهزاء بالله وشعائره، وحرماته وشرائعه؟؟
وهل هذا إلا منتهى العبث بالدين وثوابته، إذ يُكيف تكييفا تابعا للهوى والتشهي، حتى يصير نسخة جديدة لا علاقة لها بالدين الحق الخالص الذي أنزل على محمد بن عبد الله مذْ خمسة عشر قرنا قد خلتْ؟!!