تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

  1. #1

    افتراضي هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

    قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات (5/79-83 ط.ابن عفان )
    ليس للمقلد أن يتخير في الخلاف
    كما إذا اختلف المجتهدون على قولين فوردت كذلك على المقلد فقد يعد بعض الناس القولين بالنسبة إليه مخيرا فيهما كما يخير في خصال الكفارة فيتبع هواه وما يوافق غرضه دون ما يخالفه وربما استظهر على ذلك بكلام بعض المفتين المتأخرين وقواه بما روى من قوله عليه الصلاة والسلام " أصحابي كالنجوم " وقد مر الجواب عنه وإن صح فهو معمول به فيما إذا ذهب المقلد عفوا فاستفتى صحابيا أو غيره فقلده فيما أفتاه به فيما له أو عليه وأما إذا تعارض عنده قولا مفتيين فالحق أن يقال ليس بداخل تحت ظاهر الحديث لأن كل واحد منهما متبع لدليل عنده يقتضي ضد ما يقتضيه دليل صاحبه فهما صاحبا دليلين متضادين فاتباع أحدهما بالهوى اتباع للهوى وقد ما مر فيه فليس إلا الترجيح بالأعلمية وغيرها وأيضا فالمجتهدان بالنسبة إلى العامي كالدليلين بالنسبة إلى المجتهد فكما يجب على المجتهد الترجيح أو التوقف كذلك المقلد ولو جاز تحكيم التشهي والأغراض في مثل هذا لجاز للحاكم وهو باطل بالإجماع
    وأيضا فإن في مسائل الخلاف ضابطا قرآنيا ينفى اتباع الهوى جملة وهو قوله تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" وهذا المقلد قد تنازع في مسألته مجتهدان فوجب ردها إلى الله والرسول وهو الرجوع إلى الأدلة الشرعية وهو أبعد من متابعة الهوى والشهوة فإختياره أحد المذهبين بالهوى والشهوة مضاد للرجوع إلى الله والرسول وهذه الآية نزلت على سبب فيمن اتبع هواه بالرجوع إلى حكم الطاغوت ولذلك أعقبها بقوله" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك..." الآية وهذا يظهر أن مثل هذه القضية لا تدخل تحت قوله "أصحابي كالنجوم" وأيضا فإن ذلك يفضي إلى تتبع رخص المذاهب من غير استناد إلى دليل شرعي وقد حكى ابن حزم الإجماع على أن ذلك فسق لا يحل وأيضا فإنه مؤد إلى إسقاط التكليف في كل مسألة مختلف فيها لأن حاصل الأمر مع القول بالتخيير أن للمكلف أن يفعل إن شاء ويترك إن شاء وهو عين إسقاط التكليف بخلاف ما إذا تقيد بالترجيح فإنه متبع للدليل فلا يكون متبعا للهوى ولا مسقطا للتكليف
    انتهى كلام الشاطبي


    و قال الإمام الأصولي فخر الدين الدين الرازي في المحصول ( 6/82 الشاملة)
    فإن قلت العامي ربما اغتر بالظواهر وقدم المفضول على الفاضل فإن جاز له أن يحكم بغير بصيرة في ترجيح بعض العلماء على بعض فليجز له أن يحكم في نفس المسألة بما يقع له ابتداء وإلا فأي فرق بين الأمرين قلت
    من مرض له طفل وليس له طبيب فإن سقاه دواءا برأيه كان متعديا مقصرا ولو راجع طبيبا لم يكن مقصرا فإن كان في البلد طبيبان وقد اختلفا في الدواء فخالف الأفضل عد مقصرا
    ثم أنه يعلم كون أحدهما أعلم من الآخر بالأخبار وبإذعان المفضول له وبأمارات تفيد غلبة الظن فكذلك في حق العلماء

    يعلم الأفضل بالتسامع والقرائن دون البحث عن نفس العلم والعامي أهل له
    فلا ينبغي أن يخالف الظن بالتشهي
    انتهى كلام الرازي

    الخلاصة
    أنه يجب على المقلد أن يجتهد في اختيار من يقلده
    فكما أن الناس اليوم في زماننا هذا أصبح عنهم القدرة على التخير من الأجهزة الألكترونية مثلا و التفضيل بين الأنواع و الطرز المختلفة على الرغم من أنهم لا يفقهون شيئا في الهندسة الألكترونية و إنما يتحصلون على ذلك بالاجتهاد في التقصي و الاستعلام من أهل الخبرة

    فكذلك أمر الدين الذي يتوقف عليه السعادة الأبدية أو عكسها أعاذنا الله منها


    أخيرا
    أذكر نفسي و إياكم ببعض الآيات من الذكر الحكيم في ذم الهوى و ذم اتباعه

    قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
    ( المائدة 77 )

    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (*) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
    (الأعراف 175-176)

    وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
    (الكهف 28)

    إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (*) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى
    (طه 15-16)

    أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا
    (الفرقان43)

    فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
    (القصص50)



    يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
    (ص26)

    ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(*)إِ َّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
    (الجاثية18-19)

    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
    (الجاثية23)

    إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى
    (النجم23)

    وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى
    (النازعات40)


    أعاذنا الله و إياكم من اتباع الهوى

  2. #2

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اللهم صلي على محمد و على آل محمد
    كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم
    اللهم بارك على محمد و على آل محمد
    كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم

    إنك حميد مجيد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    36

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    كلام جميل نشكرك عليه. ولكن أيضاً هناك من المتشددين من يعتبر أن مذهباً بعينه هو الصواب، وأن ما عداه هو الخطأ، وأن الدليل الصحيح في مسألة فقهية هو دليل مذهبه فقط، وأن الآراء الأخرى في المذاهب الأخرى خاطئة وإن كان عليها دليل صحيح أيضاً. ويبالغ هؤلاء في هذا التشدد ويتعصبون بشكل كبير جداً، فإذا ناقشتهم في المسألة قالوا لك: هذا هو الحق الذي اقتضاه الدليل، أما بقية المجتهدين في المذاهب الأخرى والتي لا توافقهم فربما طعنوا فيهم أو في اجتهادهم. وهذا مما يؤسف له. وإن أردت مثالاً على ذلك فهناك الكثير من الأمثلة.

  4. #4

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث نزيه مشاهدة المشاركة
    كلام جميل نشكرك عليه. ولكن أيضاً هناك من المتشددين من يعتبر أن مذهباً بعينه هو الصواب، وأن ما عداه هو الخطأ، وأن الدليل الصحيح في مسألة فقهية هو دليل مذهبه فقط، وأن الآراء الأخرى في المذاهب الأخرى خاطئة وإن كان عليها دليل صحيح أيضاً. ويبالغ هؤلاء في هذا التشدد ويتعصبون بشكل كبير جداً، فإذا ناقشتهم في المسألة قالوا لك: هذا هو الحق الذي اقتضاه الدليل، أما بقية المجتهدين في المذاهب الأخرى والتي لا توافقهم فربما طعنوا فيهم أو في اجتهادهم. وهذا مما يؤسف له. وإن أردت مثالاً على ذلك فهناك الكثير من الأمثلة.
    جزاك الله خيرا

    لكني لم أفهم مرادك من ربط الموضوع بقضية التعصب المذهبي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    كلام جميل شكر الله لك
    المشكلة تزداد تعقيداً إذا أوكلت لغير مختص بها

  6. #6

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله البدر مشاهدة المشاركة
    كلام جميل شكر الله لك
    جزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر - محافظة الشرقية - مدينة الإبراهيمية
    المشاركات
    1,463

    Arrow رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبويحيى بن يحيى مشاهدة المشاركة
    قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات (5/79-83 ط.ابن عفان )
    ليس للمقلد أن يتخير في الخلاف...

    و قال الإمام الأصولي فخر الدين الدين الرازي في المحصول ( 6/82 الشاملة)
    ...
    الخلاصة
    أنه يجب على المقلد أن يجتهد في اختيار من يقلده
    فكما أن الناس اليوم في زماننا هذا أصبح عنهم القدرة على التخير من الأجهزة الألكترونية مثلا و التفضيل بين الأنواع و الطرز المختلفة على الرغم من أنهم لا يفقهون شيئا في الهندسة الألكترونية و إنما يتحصلون على ذلك بالاجتهاد في التقصي و الاستعلام من أهل الخبرة؛ فكذلك أمر الدين الذي يتوقف عليه السعادة الأبدية أو عكسها أعاذنا الله منها.

    أخيرا؛ أذكر نفسي و إياكم ببعض الآيات من الذكر الحكيم في ذم الهوى و ذم اتباعه .....أعاذنا الله و إياكم من اتباع الهوى
    كلام طيب، وجهد مبارك، ولعل ذلك من أبلغ الردود على الذين يتبعون المشايخ بالعمى والعصبية؛ فيدعي كل منهم أنه متبع لأوثق أهل العلم عنده!! (=أي في نظره)!!.

    فالتقليد حرام في الجملة، وجائز عند الضرورة للعاجز، وذلك بضوابط وأصول؛ كما ذكر بعضها أخونا في مشاركته الطيبة.

    فالتقليد من أعظم الفتن التي بليت بها الأمة؛ بل والأمم السابقة أيضًا؛ كما قال ابن القيم في مقدمة "الإعلام": «إنها فتنة عمت فَأعْمَتْ، ورمت القلوب فَأَصْمَتْ، رَبَا عليها الصغير، وهَرِمَ فيها الكبير، وعَمَّتْ بها البلية، وعَظُمَتْ بسببها الرزية، بحيث لا يعرف أكثر الناس سواها، ولا يعدون العلم إلا إياها، فطالب الحق من مظانه لديهم؛ مفتون!، ومؤثره على ما سواه عندهم؛ مغبون!، نصبوا لمن خالفهم في طريقهم الحبائل، وبغوا له الغوائل، ورموه عن قوس الجهل والبغي والعناد، وقالوا لإخوانهم : إنا نخاف «أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ»!!»اه ـ مختصرًا

    ولذلك فقد جمعت رسالة لطيفة في (ضوابط) هذا التقليد الجائز؛ حيث رأيت غالب من تكلم في هذه المسألة قد أغفل جانب التأصيل العلمي، والضبط الصحيح لهذا النوع من التقليد، وأكثر من رأيته تكلم في هذا الأمر باستفاضة: هو الشاطبي عليه الرحمة.

    ولعلي إن فرغت -مما في يدي- أن أطرح عليكم بعض رسالتي، والله المستعان.

  8. #8

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    جزاك الله خيرا أبا رقية

    و فيس انتظار إضافاتك التي القيمة إن شاء الله


    و لعل أن يكون لي عودة أضيف فيها بعض الإضافات

  9. #9

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    الحمد لله

    بارك الله فيك وزادك من فضله

    نقل موفق وهذا ما تحتاجه الامة.

    حفظك المولى
    ( صل من قطعك

    وأحسن إلى من أساء إليك

    وقل الحقّ ولو على نفسك )

  10. #10

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    بارك الله فيك أخي الكريم،
    تحذيرك من الهوى لا غبار عليه، اللهم نجنا من الهوى وأهله.

    لكن أخي الكريم المسألة تحتاج إلى تفصيل أكثر،

    القاعدة تقول:
    "لا أفضلية لمجتهد على مجتهد"
    لذلك من الصعب القول أن فلان أحسن من فلان أو ما شابه. اللهم إذا علم أن الإنسان صاحب هوى وتظهر عليه علامات الفسق البين.

    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "استفت قلبك .."
    فالإنسان مثلا إذا استشكلت عليه مسألة وسأل أهل العلم أو الموثوق بهم في نقل كلام أهل العلم، فله بعدها أن يستخير الله.
    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

    وتوجد مسألة أخرى لابد من التنبيه عليها عند التخير بين مسائل الفقهاء.
    يقول الفقهاء أنه يجوز التنقل من مذهب إلى مذهب عن طريق التقليد، لكن بدون أن يحصل هذا في نفس المسألة. بحيث لا تجمع بين أقول المذاهب في مسألة واحدة وتخرج بهيئة جديدة مثلا.
    وسبب ذلك أن العلماء يتبعون منهجية معينة في استنباط المسائل ومنهاهجهم تختلف عن بعضها البعض نسبيا وإذا خلط الإنسان في نفس المسألة يكون حينها قد خربط منهجية الإستنباط (التسلسل المنطقي).
    مثاله المسائل الرياضية لها طرق مختلفة في الحل وتصل في النهاية إلى الحل الصحيح مع اختلاف الطرق المتبعة، لكن إذا خلطت بين الطرق فستصل حتما إلى نتائج خطئ.

    أما كثير من الآيات التي ذكرتها أخي فقد نزلت في ناس كفار والعياذ بالله ومحل الإستدلال بها ليس هنا ـ والله أعلم ـ

    بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه ،،
    كلام النبي يُحتَجُ به، وكلام غيره يُحتَجُ له
    صلى الله عليه وسلم
    ليس كل ما نُسِبَ للنبي صلى الله عليه وسلم صحت نسبته، وليس كل ما صحت نسبته صح فهمه، وليس كل ما صح فهمه صح وضعه في موضعه.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    406

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التقسيم المشهور عند العلماء أن الناس على ثلاث مراتب : مجتهد مطلق ،مجتهد نسبي ( مذهبي)، مقلد
    ولما كان غالبية الناس على غير علم كان جلهم محصور في زمرة المقلد فكيف يكون هنا التقليد مذموم ؟ السؤال موجه لأخونا أبو رقية كونك يا أخي نقلت أن التقليد -حرام في الجملة-
    اهل العلم حرموا التقليد في العقائد ولم يعمموا والله أعلم

  12. #12

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجلسي الشنقيطي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله
    بارك الله فيك وزادك من فضله
    نقل موفق وهذا ما تحتاجه الامة.
    حفظك المولى
    أحسن الله إليك
    و بارك فيك

  13. #13

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هارون الجزائري مشاهدة المشاركة
    القاعدة تقول:
    "لا أفضلية لمجتهد على مجتهد"
    لذلك من الصعب القول أن فلان أحسن من فلان أو ما شابه. اللهم إذا علم أن الإنسان صاحب هوى وتظهر عليه علامات الفسق البين.
    أخي الحبيب
    بارك الله فيك
    أنا كلامي هنا بالأساس عن العامي و تخيره بين الآراء بحسب هواه
    و قد أوردت الأدلة العقلية التي تؤكد قدرة العامي على الاجتهاد في معرفة أي العلماء ( المتاحين له ) أعلم
    أما كلامك عن القاعدة التي ذكرتَ فليتك تأتينا بشيئ من كلام العلماء فيها
    بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هارون الجزائري مشاهدة المشاركة
    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "استفت قلبك .."
    السؤال: في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (استفت قلبك) هل هذا الحديث يفعله كل الناس؟
    الجواب: لا. هذا لا يفعله كل الناس، إنما يفعله من كانوا على الفطر السليمة، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (استفت قلبك) ليس لكل أحد؛ لأن الفاسق لو استفتى قلبه ماذا يكون؟ يتبع هواه ويفسق.. يفتيه قلبه بأن هذا حسن، هذه المعصية حسنة، لكن المراد: من كان سليم الفطرة. أو يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم علم من هذا الرجل أنه على الفطرة وقال: (استفت قلبك) يخاطبه وحده.
    (( العلامة محمد العثيمين رحمه الله [ شرح الأربعين النووية - لقاء الباب المفتوح ] ))
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هارون الجزائري مشاهدة المشاركة
    فالإنسان مثلا إذا استشكلت عليه مسألة وسأل أهل العلم أو الموثوق بهم في نقل كلام أهل العلم، فله بعدها أن يستخير الله.
    والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"
    أما كلامك هذا أخي الحبيب
    فأوافقك عليه تماما
    على كل منا أن يستخير الله فيما أشكل عليه
    و عليه أن يدع ما يريبه إلى ما لا يريبه
    و على هذا كان عمل السلف
    أما النظر في أقوال العلماء و تخير ما يعجبني منها بالتشهي بدعوى التيسير و ترك التشدد فهذا الذي كتبت الموضوع من أجله
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هارون الجزائري مشاهدة المشاركة
    وتوجد مسألة أخرى لابد من التنبيه عليها عند التخير بين مسائل الفقهاء.
    يقول الفقهاء أنه يجوز التنقل من مذهب إلى مذهب عن طريق التقليد، لكن بدون أن يحصل هذا في نفس المسألة. بحيث لا تجمع بين أقول المذاهب في مسألة واحدة وتخرج بهيئة جديدة مثلا.
    وسبب ذلك أن العلماء يتبعون منهجية معينة في استنباط المسائل ومنهاهجهم تختلف عن بعضها البعض نسبيا وإذا خلط الإنسان في نفس المسألة يكون حينها قد خربط منهجية الإستنباط (التسلسل المنطقي).
    مثاله المسائل الرياضية لها طرق مختلفة في الحل وتصل في النهاية إلى الحل الصحيح مع اختلاف الطرق المتبعة، لكن إذا خلطت بين الطرق فستصل حتما إلى نتائج خطئ.
    سيأتي تفصيل في هذا إن شاء الله
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو هارون الجزائري مشاهدة المشاركة
    أما كثير من الآيات التي ذكرتها أخي فقد نزلت في ناس كفار والعياذ بالله ومحل الإستدلال بها ليس هنا ـ والله أعلم ـ
    بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه ،،
    لي في هذا سلف بارك الله فيك
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
    في كتابه " درء التعارض بين العقل و النقل "
    وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مُجَرَّدَ نُفُورِ النَّافِرِينَ أَوْ مَحَبَّةِ الْمُوَافِقِينَ : لَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِهِ وَلَا فَسَادِهِ إلَّا إذَا كَانَ ذَلِكَ بِهُدَى مِنْ اللَّهِ بَلْ الِاسْتِدْلَالُ بِذَلِكَ هُوَ اسْتِدْلَالٌ بِاتِّبَاعِ الْهَوَى بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ . فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْإِنْسَانِ لِمَا يَهْوَاهُ هُوَ أَخْذُ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُحِبُّهُ وَرَدُّ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ الَّذِي يُبْغِضُهُ بِلَا هُدًى مِنْ اللَّهِ
    قَالَ تَعَالَى :
    { وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ }وَقَالَ :
    { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ }
    وَقَالَ تَعَالَى لداود :
    { وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
    وَقَالَ تَعَالَى :
    { فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } وَقَالَ تَعَالَى :
    { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
    وَقَالَ تَعَالَى :
    { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } .
    فَمَنْ اتَّبَعَ أَهْوَاءَ النَّاسِ بَعْدَ الْعِلْمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَبَعْدَ هُدَى اللَّهِ الَّذِي بَيَّنَهُ لِعِبَادِهِ : فَهُوَ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ .

    وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ أَهْلَ الْبِدَعِ وَالتَّفَرُّقِ - الْمُخَالِفِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ - أَهْلَ الْأَهْوَاءِ : حَيْثُ قَبِلُوا مَا أَحَبُّوهُ وَرَدُّوا مَا أَبْغَضُوهُ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ
    .

  14. #14

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل

  15. #15

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السلفي المكي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل
    و جزاك أخي الحبيب و بارك الله فيك


    و أعتذر عن التأخر في استكمال الموضوع لظروف ألمت بي


    أسأل الله العون و التوفيق

  16. #16

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    موضوع العامي واختلاف الفتوى .. للشيخ المزروع في المجلس .. يمكن الوصول إليه بالباحث ؛ فهو مفيدإن شاء الله .

  17. #17

    افتراضي رد: هل يجوز لنا التخير من الآراء الفقهية المختلفة كما نشاء ؟؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة
    موضوع العامي واختلاف الفتوى .. للشيخ المزروع في المجلس .. يمكن الوصول إليه بالباحث ؛ فهو مفيدإن شاء الله .
    جزاك الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •