قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
" يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل ؟
فإذا قالوا ذلك ، فقولوا : ( الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، و لم يولد ، و لم يكن له كفوا أحد ).
ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا ، و ليستعذ من الشيطان " .
أخرجه أبو داود ( 4732 ) و ابن السني ( 621 )
قلت : و هذا سند حسن رجاله ثقات ،
فقه الحديث :
-----------
دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله : من خلق الله ؟
أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة ،
و خلاصتها أن يقول :
" آمنت بالله و رسله ، الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد و لم يولد ، و لم يكن له
كفوا أحد . ثم يتفل عن يساره ثلاثا ، و يستعيذ بالله من الشيطان ، ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسوسة .
و أعتقد أن من فعل ذلك طاعة لله و رسوله ، مخلصا في ذلك أنه لابد أن تذهب الوسوسة عنه ، و يندحر شيطانه لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن ذلك يذهب عنه "
.
و هذا التعليم النبوي الكريم أنفع و أقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية ، فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها .
و من المؤسف أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم ، فتنبهوا أيها المسلمون ، و تعرفوا إلى سنة
نبيكم ، و اعملوا بها ، فإن فيها شفاءكم و عزكم . "
السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة 1-9 - (ج 1 / ص 117)