وثانيها :
أنه أعظم في
الأدب والتعظيم ،
لأن الملوك لا تُرفع الأصوات عندهم ،
وثانيها :
أنه أعظم في
الأدب والتعظيم ،
لأن الملوك لا تُرفع الأصوات عندهم ،
وثالثها :
أنه أبلغ في التضرع والخشوع
الذي هو روح الدعاء
ولبه ومقصوده ،
ورابعها :
أنه أبلغ في الإخلاص ،
وخامسها:
أنه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء ،
فإن رفع الصوت يُفرقه ،
وسادسها :
أنه دال على قرب صاحبه للقريب ،
لا مسألة نداء البعيد للبعيد ،
وسابعها :
أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال ،
فإن اللسان لا يمل ،
والجوارح لا تتعب ،
وثامنها :
أن إخفاء الدعاء
أبعد له من القواطع والمشوشات ،
وتاسعها :
أن أعظم النعمة الإقبال والتعبد ،
ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت ،
ولا نعمة أعظم من هذه النعمـة ،
فإن أنفس الحاسدين متعلقة بها ،
وليس للمحسود أسلم من
إخفاء نعمته
عن الحاسد ،
وكم من صاحب قلب وجمعية وحال
مع الله تعالى
قد تحدث بها وأخبر بها
فسلبه إياها الأغيار ،
ولهذا يوصي العارفون والشيوخ
بحفظ السر مع الله تعالى
ولا يطلع عليه أحد .
15 / 18 .
*الاعتداء في الدعاء
تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله
من المعونة على المحرمات ،
وتارة يسأل ما لا يفعله الله
مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة ،
أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية
من الحاجة إلى الطعام والشراب ،
ويسأله بأن يطلعه على غيبه
أو أن يجعله من المعصومين ،
أو يهب له ولداً من غير زوجة
ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء
لا يحبه الله
ولا يحب سائله .
15 / 22 .
* قوله تعالى :
{ إن رحـمة الله
قريب من المحسنين }
إنما اختص أهل الإحسان بقرب الرحمة ،
لأنها إحسان من الله عز وجل أرحم الراحمين ،
وإحسانه تبارك وتعالى إنما يكون لأهل الإحسـان ،
لأن الجزاء من جنس العـمل ،
وكلما أحسـنوا بأعمالهم
أحسن إليهم برحـمته .
15 / 27
* يقال النفوس ثلاثة أنواع
وهي :
النفس الأمارة بالسوء :
التي يغلب عليها اتباع هواها
بفعل الذنوب والمعاصي ،
النفس اللوامة :
وهي التي تذنب وتتوب ،
فعندها خير وشر ،
لكن إذا فعلت الشر تابت وأنابت
فتسمى لوامة
لأنها تلوم صاحبها على الذنوب
ولأنها تتلوم أي تتردد
بين الخير والشر ،
النفس المطمئنة :
وهي التي تحب الخير والحسنات وتريده
وتبغض الشر والسيئات وتكره ذلك ،
وقد صار لها ذلك خلقاً وعادة وملكة ،
فهذه صفات وأحوال لذات واحدة
وإلا فالنفس التي لكل إنسان هي واحدة
وهذا أمر يجده الإنسان مـن نفسـه .
9 / 294 .
* أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة
{ اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ،
فإنه إذا هداه هذا الصراط
أعانه على طاعته وترك معصيته ،
فلم يصبه شر لا في الدنيا
ولا في الآخرة .
8 / 216
وقال رحمه الله في موضـع آخـر :
ورأس هذه الأدعية وأفضلها قوله :
{ اهدنا الصـراط المستقيـم
صـراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضـوب عليهم ولا الضالين }
فهـذا الدعاء أفضـل الأدعيـة
وأوجـبـها عـلى الخلق ،
فإنه يجمع صلاح العبد
في الدين والدنيا والآخرة .
8 / 330 .
* أبو طالب وإن كان عالماً
بأن محمداً رسول الله وهو محب له ،
فلم تكن محبته له لمحبته لله ،
بل كان يحبه لأنه ابن أخيه فيحبه للقرابـة ،
وإذا أحب ظهوره فلِمَا يحصل له بذلك
من الشرف والرئاسة ،
فأصل محبوبه هو الرئاسة ،
فلهذا لما عرض عليه الشهادتين عند الموت ،
رأى أن الإقرار بهما زوال دينه الذي يحبه ،
فكان دينه أحب إليه من ابن أخيه فلم يقر بهما
– فلو كان يحبه لأنه رسول الله
كما كان يحبه أبو بكر ،
وكما يحبه سائر المؤمنين به
كعمر وعثمان وعلي وغيرهم
لنطق بالشهادتين قطعاً –
فكان حبه حباً مع الله لا لله ،
ولهذا لم يقبل الله ما فعله
من نصر الرسـول ومؤازرته
لأنه لم يعـمله لله ،
والله لا يقبل من العـمل
إلا ما أريد به وجهه .
10 / 273 .
* المصحف العتيق والذي تخرق ،
وصار بحيث لا ينتفع به بالقراءة فيه ،
فإنه يدفن في مكان يصان فيه ،
كما أن كرامة بدن المؤمن دفنه
في موضع يصان فيه .
12 / 599 .
* في آخر عصـر الصحابة حدثت القـدرية ،
وأصـل بدعتهـم
كانت من عجـز عقـولهم
عن الإيمان بقدر الله .
13 / 36
* ولهذا كان – عيسى - في السماء الثانية -
مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون –
لأنه يريد النزول إلى الأرض
قبل يوم القيامة
بخلاف غيره .
4 / 329