تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فتنة الجمهور ////////// د. سليمان بن محمد الدبيخي

  1. #1

    افتراضي فتنة الجمهور ////////// د. سليمان بن محمد الدبيخي

    فتنة الجمهور
    د. سليمان بن محمد الدبيخي

    جميل أن يمارس الإنسان الدعوة إلى الله تعالى، ويستغرق فيها أوقاته، فتكون هي وظيفته وديدنته وهجيراه, وجميل أن يكون له جمهور يستمعون له، ويتأثرون به, يربيهم على مائدة الكتاب والسنة, فيستثمر هذا القبول في ترسيخ الإيمان في قلوبهم, وتثبيتهم على مبادئ دينهم، فلا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط، بل وسطية الكتاب والسنة.



    لكن المشاهد في الواقع الذي نعيشه أن ثمة مجموعة من الدعاة انحرفوا عن المقصد الأسمى، والهدف الأعلى، وهو الدعوة إلى الله تعالى، إلى الجمهور نفسه، رغبة في زيادته، وعدم هروب بعضه, ومحاولة استقطاب نوعيات أخرى، أو أطياف أخرى, مما نتج عنه محاولة تلبية رغبة الجمهور، عبر تطويع الشرع ولي نصوصه، لكي تتفق مع أهواء الجمهور ورغباته، فصار هم أحدهم ما يطلبه المستمعون أو المشاهدون، وكم وصل عددهم, وكم هي الزيارات لموقعه أو صفحته, وكم عدد الأصدقاء والمعجبين، ...إلخ فما الداعي لكل هذا؟! وهل هذا شأن المخلصين وورثة الأنبياء والصالحين؟!









    وربما وجدتَ أحدهم عنيفاً في طرحه، متشدداً في رأيه، متحمساً في خطابه، تجاه كثير من النوازل والقضايا، والمذاهب والأفكار المخالفة، بسبب نوعية الجمهور. وربما تحول جذرياً -بسبب تغير الجمهور، أو استبداله بجمهور آخر- فأصبح يغازل أصحاب المذاهب والأفكار والتوجهات المخالفة، ويخطب ودهم ، بفتاوى وأطروحات، ورؤى وتنازلات، تناسبهم وترضيهم، وتظهره في مظهر المسالم والمتسامح والمنفتح.





    فإلى هؤلاء أقول : إن القبول وكثرة الجمهور وقلته من الله وحده, فإذا شاء جعل لدعوتك قبولاً وأثراً, وإذا شاء صرف الناس عنك ولو فعلت ما فعلت.


    كما أن الدين لله وحده, فليس من حق أي أحد أن ينصب نفسه بديلاً عن الله تعالى، أو رسوله صلى الله عليه وسلم, فيلغي منه ما شاء, ويؤجل منه ما شاء، ويفسر منه ما شاء بناء على الواقع أو رغبة الجمهور، فذلك شأن الأحبار والرهبان وملالي الرافضة، أما في شرع محمد صلى الله عليه وسلم فطاعة واتباع، فالواجب أن نُخضِع الواقع للشرع لا الشرع للواقع، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عليه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ..)


    ولأن بعض هؤلاء الدعاة ربما مارسوا الأسلوب نفسه مع الحاكم وولي الأمر، فاضطرب منهجهم معه، لأنهم لم يلتزموا منهج الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة، أقول: إن علاقة المحكوم بالحاكم، والرعية بولي أمرهم ثابتة راسخة، واضحة بينه، لا لبس فيها ولا غموض، بيعة ثابتة، ونصيحة واجبة، وطاعة في غير معصية الله في المنشط والمكره، والعسر واليسر, وإن جاروا وظلموا واستأثروا ما لم يَظهروا بكفر بواح.


    فهذه العقيدة لا تتغير بتغير الأحداث , وتنوع الجمهور وحجمه , لأنها مستمده من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.


    وخليق بمن قدم هوى نفسه ومرادها -من منصب أو جاه أو مال أو سمعة وشهرة- على مراد الله فصار يدعو لنفسه بدلاً من الدعوة لربه، أن يصرف الله عنه وجوه الناس حكاماً ومحكومين , فالقلوب بيده جل وعلا يصرفها كيف يشاء، ومن ابتلى بشي من ذلك فليعلم أنه تأديب من الله وتذكير، لعله أن يتوب ويؤوب، ويراجع منطلقاته ويحدد أهدافه، ويصحح نيته، نسأل الله تعالى الثبات حتى الممات والإخلاص والقبول في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    36

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي

    بارك الله فيكم

    ولابد أن يكون هدف العالم والداعية معرفة مراد الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ونشرها بين المسلمين ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •