الاخ احمد بوادي جزاك الله خير على ادبك ووفقك الله
الاخ احمد بوادي جزاك الله خير على ادبك ووفقك الله
أتصور أن المسألة مسألة مرؤة ،
واللذي يمتنع عن العرضة مرؤة و لأنها تنقص من قدره ، كيف يسوغ لغيره أن يقلل من مرؤته و ينقص قدره؟!!
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: «كَانَتِ الْحَبَشَةُ ((يَزْفِنُونَ)) بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ((وَيَرْقُصُونَ)) وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ عَبْدٌ صَالِحٌ»
«صحيح»:
أخرجه أحمد في «مسنده» (20/ 17/ 12540) من طريق حماد بن سلمة والنَّسائي في «الكبرى» (4/ 247/ 4236) من طريق سليمان بن المغيرة؛ كلاهما (حمادُ، وسليمانُ) عن ثابت عن أنس به. والحديث: صححه ابن حبان والألباني والارنؤط.
وللحديث شاهد أخرجه مسلم في «صحيحه» من حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت: «جَاءَ حَبَشٌ ((يَزْفِنُونَ)) فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ».
و((الزفن)): هو الرقص، وقال بعضهم: هي حركات تشبه الرقص؛ قال ابن الأثير: «فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا "أنَّها كَانَتْ تَزْفِنُ لِلْحَسَنِ" أَيْ تُرقِّصه. وَأَصْلُ الزَّفْنِ: اللَّعبُ والدفعُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا "قدِم وفْد الحبَشَة فَجَعَلُوا يَزْفِنُونَ وَيَلْعَبُونَ" أَيْ يرقُصُون»اهـ.
انظر: «العين» للفراهيدي (7/ 372)، و«جمهرة اللغة» لابن دريد (2/ 821)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (13/ 153)، و«:مجمل اللغة» ص (436)، و«،مقاييس اللغة» (3/ 14) -كلاهما لابن فارس-، و«المحكم» لابن سيده (9/ 59)، و«النهاية» لابن الأثير (2/ 305).
• ولذلك قال النسائي -عقب تخريجه الحديث الذي فيه أن الحبش كانوا ((يرقصون))-: «ولم يَذْكُرْ أنسٌ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نهاهم»اهـ
• وقال الجويني: «((والرَّقْص ليس محرَم العين))، وإنما هو حركات على استقامة أو اعوجاج، ولكن كثيره يَخْرِم المروءة، كسائر أصناف اللّعب إذا كان على اختيار»اهـ عن «نهاية المطلب في دراية المذهب» (19/ 26).
• وقال النووي: «حمله العلماء على التوثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم على قريب من هيئة الراقص؛ لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم، فيُتَأولُ هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات... ((والرقص ليس بحرام))، قال الحليمي: لكن الرقص الذي فيه تثن وتكسر يشبه أفعال المخنثين حرام على الرجال والنساء، فمن داوم على الرقص فترك به مهماته؛ كان خارما للمروءة»اهـ مجموعًا مختصرا عن «شرح مسلم» (6/ 186) و«روضة الطالبين» (11/ 229-230).
◄ وهناك بعض الأحاديث والآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- = فيها ذكر فعلهم (الحَجْل) = وهي حركات رقص للرجال، لكني لم أنشط لجمعها في الوقت الحالي.
• قال البيهقي -في شرحهاا-:
«والحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح، وفي هذا -إن صح- دلالة على جواز الحجل، وهو أن يرفع رجلا، ويقفز على الأخرى من الفرح، فالرقص الذي يكون على مثاله يكون مثله في الجواز. فإذا فعله إنسان فرحا بما أتاه الله تعالى من معرفته أو سائر نعمه فلا بأس به. وما كان فيه تثن وتكسر حتى يباين أخلاق الذكور فهو مكروه لما فيه من التشبه بالنساء»اهـ مجموعًا عن «الآداب» ص (257)، و«شعب الإيمان» (7/ 122)، و«السنن الكبرى» (10/ 382) -ثلاثتها للبيهقي-.
والشاهد مما سبق :
أن الأصل في الرقص = أنه من المباحات؛ فقد ورد رقص الصحابة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في روايات صحيحة (خفيت) على أصحاب الفتاوى المنقولة في التعليقات السابقة!.
فما وسع الصحابة -رضي الله عنهم- = فيسعنا -إن شاء الله- مثلهم، ولا خير في امرئ حرم شيئًا ظنا منه في نفسه أنه أورع فيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله الموفق.