تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ملاحظات على معبري الفضائيات /د.سليمان بن محمد الدبيخي

  1. #1

    افتراضي ملاحظات على معبري الفضائيات /د.سليمان بن محمد الدبيخي

    ملاحظات على معبري الفضائيات:

    1-إصرار عجيب على صحة التعبير، وكأنه وحي من الله تعالى، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لشيخ المعبرين -أبي بكر رضي الله عنه- كما في الصحيحين من حديث ابن عباس، عندما عبر رؤيا بين يديه ثم قال: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا) قَالَ فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ: (لَا تُقْسِمْ).
    وكان ابن سيرين إذا عبر رؤيا قال: "إنما أُجيب بالظن، والظن يخطىء ويصيب".
    وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا} قال "إنما عبارة الرؤيا بالظن فيحق الله ما يشاء ويبطل ما يشاء".
    2-زرع الوساوس والشكوك والأمراض النفسية في قلوب الناس، فهذا مصاب بالعين، وآخر بالسحر، وثالث بالحسد، ورابع بالمرض ...
    3-إفشاء العداوة بين الناس لا سيما الأقارب، وذلك عندما يُشعر المعبر السائل بأن الذي أصابه بالعين قريبه، وربما حدده كأن يقول ابن عمك، أو أختك أو نحو ذلك.
    4-كثيراً ما يقول أحدهم: ضع يدك على بطنك، أو صدرك، وقل: حسبي الله على من آذاني، أو سحرني، أو حسدني ... فيفعل المتصل، فيسأله بعد ذلك المعبر: حصل عندك خوف ورعشة وخفقان؟ فيقول: نعم، فيقول المعبر مسروراً: هذا دليل صحة ما أقول من أنك مصاب بالسحر أو العين، فعليك بالرقية...
    وأقول: بطبيعة الحال أن كثيراً ممن يوهم بأنه مسحور أو معيون ويطالب بهذا الفعل أن تحصل عنده هذه الأعراض مهما كانت قوته، لأنك فاجئته بأمر عظيم، بل إني أقول: لا يبعد أن يتلبس الجن به في مثل هذه الحال، لأنه يعيش خوفاً شديداً، وانهياراً واضحاً، وتلك حال يسهل على الجان النفوذ من خلالها كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى.
    5-تعبير بعضهم كل رؤيا، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الرؤيا ثلاث -كما تقدم- والذي يعبر منها قسم واحد، وهو الرؤيا الصالحة، فحديث النفس لا يعبر، والتي من الشيطان لا تعبر أيضاً.
    وفي صحيح مسلم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال: إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه، فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام).
    وفي رواية قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتدت على أثره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك).
    والعجب لا ينتهي عندما ترى بعض هؤلاء المعبرين يعبرون كل رؤيا، وابن سيرين رحمه الله -كما أُثر عنه- يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول: "اتق الله وأحسن في اليقظة، فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم" فهل تجاوز هؤلاء علم ابن سيرين في التعبير؟!.

    6-يتشبه بعض هؤلاء المعبرين بالكهنة والعرافين ومدعي علم الغيب، وربما كان لهم رئي من الجن، فتجد أحدهم يحدد مكان ما يزعم أنه دليل السحر بشكل دقيق، ويجزم بذلك، كأن يقول -كما سمعت ورأيت-: تجد في بيتك يمين باب الرجال للخارج عند العتبة حشرات -ويحدد نوعها- تخرج من الأرض بشكل كبير!!
    وربما وصف شخصاً كأنه يراه على أنه العائن أو الساحر، وقد قال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من تكهن أو تكهن له).
    ولست أنكر هنا أن الرؤيا -كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم- (جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) وأنها قد تكشف عن أمر مستقبل، إنما الإنكار متوجه للمبالغة في التحديد مع الجزم بذلك من قِبَل المعبرين، وأيضاً فليس كل من صدق في حديث عن غيب كان ذلك من أجزاء النبوة، أو كان دليلاً على صلاحه واستقامته، وإلا لكان الكهان كذلك.

    7-من مساوئ التأويل عبر القنوات الفضائية أن المعبر قد يستفصل في الرؤيا وحال الرائي، وقد يكون ذلك محرجا للسائل، كأن يكون الاستفصال متعلقاً بأسرار معينة، وربما تفاصيل زوجية خاصة، لا يحسن أن يسمعها كل أحد، وقد رأيت من يسأل المرأة عن معاشرة زوجها لها، فتصور موقفها عندما تسأل وهي بين أهلها أو أقاربها، أو كونهم يسمعون ذلك، كيف أثره على ذلك البيت، علماً أن الرؤيا تخص الرائي دون غيره، فليست كفتاوى العبادات أو المعاملات التي قد يستفيد منها السامع، وعليه فلا حاجة إلى أن تكون عبر الفضائيات.

    9-وأيضاً مما يعين على التعبير الصحيح معرفة حال الرائي، وهذا قد لا يتسنى للمعبر من خلال الفضائيات، فالرؤيا المعيَّنة قد يراها اثنان ويختلف تعبيرها بناءً على اختلاف حال الاثنين.
    قال البغوي في شرح السنة (12/224): "وقد يتغير التأويل عن أصله باختلاف حال الرأي، كالغل في النوم مكروه، وهو في حق الرجل الصالح قبض اليد عن الشر، وكان ابن
    سيرين يقول في الرجل يخطب على المنبر: يصيب سلطانا، فإن لم يكن من أهله يصلب، وسأل رجل ابن سيرين قال: رأيت في المنام كأني أؤذن، قال: تحج.
    وسأله آخر، فأول بقطع يده في السرقة، فقيل له في التأويلين، فقال: رأيت الأول على سماء حسنة، فأولت قوله سبحانه وتعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} ولم أرض هيئة الثاني ، فأولت قوله عز وجل: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} ".
    وقال علي القاري في مرقاة المفاتيح: "والحاصل أن الرؤيا مختلفة باختلاف الرائي، فإنه قد يكون سالكا من مسالك طريق الدنيا، وقد يكون سائراً في مسائر صراط العقبى، فلكل تأويل يليق به، ويناسب بحاله ومقامه، وهذا أمر غير منضبط، ولذا لم يجعل السلف فيه تأليفا مستقلا جامعا شاملا، كافلا لأنواع الرؤيا، وإنما تكلموا في بعض ما وقع لهم من القضايا".
    10-مما يثير الشكوك حول أولئك المعبرين: ترويجهم لأنفسهم، وإصرارهم على صحة تأويلهم، وتباهيهم بذلك، واشتراط المال على التأويل -وذلك باتفاقهم مع شركات الاتصالات، أو ملاك القنوات-، ودفاعهم عن متصليهم، فهل عُهد مثل ذلك عمن عُرف بالتعبير من المتقدمين؟!.
    قيل لأحدهم: ما بال أكثر المتصلين من النساء؟ فأجاب: النساء أدق فهماً، وأكثر تركيزاً، وأشد عناية بالتفاصيل...!!

    قلت: أما العناية بالتفاصيل فقد صدق، وأما غير ذلك فيشاركها الرجال أيضاً.
    وأختم بتذكير إخواني من المعبرين بتقوى الله تعالى، فالتعبير فتوى كما في قول الله تعالى: {قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } ولا يجوز أن يتصدر للفتوى إلا متأهل، وقد قيل للإمام مالك: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: "أبالنبوة يلعب؟!".
    وقال السعدي: "تعبير المرائي داخل في الفتوى، لقوله للفتيين: {قُضِيَ الأمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } وقال الملك: { أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ } وقال الفتى ليوسف: { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ } الآيات،.فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم".

    وليتق الله ملاك القنوات الفضائية ممن تستضيف أمثال هؤلاء، فلم يقتصر الأمر على مجرد الجرأة على التعبير، بل تجاوزه إلى مفاسد كثيرة، كتشكيك الناس في أنفسهم ومن حولهم، وإفساد ذات البين، ونحو ذلك.

    وأذكر إخواني السائلين عن التعبير ألا يتعلقوا كثيراً بالرؤى، فإنها ليست معصومة، وهي أنواع -كما تقدم- وقد يصعب التمييز بينها، كما أوصيهم ألا يسألوا كل من تصدَّر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً الشروط التي ينبغي توفرها في المعبر: (ولا تحدثوا بها إلا عالماً أو ناصحاً أو لبيبا) أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما وحسنه الحافظ في الفتح.
    وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح) أخرجه الترمذي وقال:"حديث حسن صحيح" وقال الألباني: "إسناده على شرط الشيخين".
    والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

    http://aqeeda.org/container.php?fun=artview&id=9 1
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2014
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    415

    افتراضي

    أحسنت الإختيار بارك الله فيك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •