الوفاء بالعهد و أداء الأمانة

الوفاء أن تؤدي ما التزمت به نحو الله تعالى, ونحو نفسك ونحو أهلك ؛ بل نحو الناس أجمعين, أداءً كاملاً غير منقوص.

والوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ فقال ربُّنا تبارك وتعالى في صفات أهل الجنة المكرمين: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِم ْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ 32 المعارج.

قال تعالى :
وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {34} الإسراء .


والمعنى أن المرء يحاسب على عهوده التي نقضها.

عن بن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس بخمس قالوا يا رسول الله وما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم, وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر, ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت, ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين, ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر.[1]

ولقد أمرنا عز و جل بأداء الأمانات, فقال تعالى :

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً {58}النساء .

و قال ابن كثير في تفسيره,والمعنى بالأمانات, كلها الواجبة على الإنسان من حقوق الله عز وجل على عباده من الصلاة والصيام والزكاة وكفارة النذور وغير ذلك مما هو مئتمن عليه , ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغيرها[2].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {27}الأنفال.

لا تخونوا الله و الرسول بترك سنته وارتكاب معصيته. و لقد نزلت هذه الآية في المنافقين الذين كانوا يسمعون الكلام من رسول الله ويفشونه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أد الأمانة إلى من ائتمنك, ولا تخن من خانك .[3]

عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا إيمان لمن لا أمانة له, ولا دين لمن لا عهد له. [4]

محمد بوطاهر بن أحمد بن الشيخ الحساني
عن موقع صفات عباد الرحمن
http://www.ibadou-arrahmane.com


—————————— ——–

المعجم الكبير ح.10992-ج11/45[1]

تفسير ابن كثير[2]

سنن الترمذي ح1264- ج3/564[3]

مسند أحمد ح.13662-ج3/251[4]