المعجم المفهرس للمخطوطات العربية والإسلامية في طشقند؛ سفر نفيس، وكثر من المعرفة، ومرجع للعلماء والباحثين، والأساتذة الجامعيين، وطلبة التعليم العالي، ومختلف المثقفين العرب والمسلمين، الحريصين على التراث العربي والإسلامي، العاملين في ورشة هذا التراث، المتطلعين إلى تظهير نصوصه الراقدة في العتمة، الساعين إلى نشر لهذه النصوص يندرج في مسيرة الحضارة، ويشكل طليعة مضيئة من طلائعها، ويشير إلى مكانتنا الحقيقية بين الأمم، وإلى المساهمة الفاعلة، للبلاد الإسلامية في آسيا الوسطى تحديداً، في بناء الحضارة الإسلامية وازدهارها على مر العصور. لذا قامت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بهذا العمل وذلك بغاية نفض الغبار عن التراث الذي يرشدنا المعجم إليه ويدفع للحفاظ عليه من الضياع. أما المكان الذي يحتضن هذا الكنز، فهو مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، إحدى الجمهوريات المستقلة، الخارجة من مجمع الاتحاد السوفييتي الذي كان، وأما المؤسسة التي ترعاه وتسهر عليه، فإنها معهدٌ لدراسة المخطوطات الشرقية، تابع لأكاديمية العلوم الأوزبكية، أنشئ سنة 1943، يسمى معهد الاستشراق. وفي مكتبته، حالياً، 13 ألف مجلد تضم ما يربو على 80 ألف مخطوطة عربية وإسلامية كان اكتشافها وتجميعها، في المعهد المذكور، ثمرة لعمل شاق ودراسة جادة، تولاها اختصاصيون في الآداب الشرقية الثلاثة: الأدب العربي، الأدب الطاجيكي-الفارسي، الأدب التركي، ويزيد من أهمية هذه المخطوطات إذا علمنا أنها ظلت مجهولة حتى زمننا الحاضر، وأنها كانت في حكم المفقود، وأن من بينها مخطوطات منسوخة هي أندر من الحجارة الكريمة، بالغة في القدم، يقارب تاريخ بعضها ألف عام، تعود إلى أشخاص بارزين في تاريخ الفكر العربي والإسلامي، وهي مدوّنة بأقلام مؤلفيها أنفسهم، أو بأقلام خطاطين مشهورين.
أما القيمة العلمية-المنهجية لهذه المخطوطات، فتتمثل في ما قام به واضعو المعجم من وصف للمخطوطات يشمل عديداً من جوانبها ولا سيما: عنوان المخطوطة، اسم مؤلفها، تلخيص موجز لها، تاريخها، اسم الناسخ، تاريخ النسخ، أسماء المراجع المتوافرة في مكتبة المعهد نفسه، والمراجع الأخرى بما فيها المراجع الأجنبية.

إن هذا المعجم المفهرس للمخطوطات العربية والإسلامية في طشقند إنما يتوجه إلى العلماء المختصين، ويشرع لهم أبواباً من البحث تفضي إلى خدمة التراث العربي والإسلامي، وإنقاذ كثير من نصوصه وإخراجها من الظلمات إلى النور.
منقول