تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اهتز العرش لموت سعد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي اهتز العرش لموت سعد

    197531: اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ إنما هو لفرح الرب تعالى ، ولا نقيصة في ذلك


    السؤال :
    هناك حديث ذو رقم : (3803) في صحيح البخاري مجلد الخامس، كتاب " مناقب الأنصار " يقول : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" وعرش الله هو ما استوى عليه سبحانه وتعالي ، استواء يليق به ، كيف إذا يمكن أن يهز موت مخلوق العرش الذي يمثل جلال الله وقدرته المطلقة ، وهو الذي قدّر الموت على الخلق .

    ألا يمثل هذا نقيصة للذات العلية ؟



    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    روى البخاري (3803) ، ومسلم (2466) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ).
    قال الذهبي رحمه الله:
    (هذا متواتر؛ أشهد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله).
    انتهى من "العلو للعلي الغفار" (ص 89) .
    ورواه تمام في " فوائده " (16) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، مِنْ فَرَحِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ)
    وجوّد إسناده الألباني في "الصحيحة" (1288) .
    وفي " السنة " ، لعبد الله بن الإمام أحمد (1058) : " عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَزَّ بِجِنَازَةِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ فَفَسَّرَهُ الْحَسَنُ: فَرَحًا بروحهُ " .


    ثانيًا:

    يجب إمرار أحاديث الصفات كما جاءت، وكذا ما يتعلق بها من أمور الغيب؛ فروى الآجري في "الشريعة" (3/ 1146) عن " الْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ , وَالثَّوْرِيَّ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ: عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الصِّفَاتُ؟ فَكُلُّهُمْ قَالَ: " أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ " وفي رواية : " أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفِيَّةٍ " . رواه البيهقي في "الاعتقاد" (ص/ 118) .

    وقد تقدم في جواب السؤال رقم : (138920) ، (178915) بيان أن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الرب تعالى أنهم يثبتونها ، ويثبتون معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، ويفوضون العلم بالكيفيات والماهيات ، مع اعتقاد أنها لا يُفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين .
    فنؤمن بأن الرحمن على العرش استوى ، ونؤمن بأن العرش اهتز حقيقة لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وقد ورد في بعض الأثر : أن ذلك من فرح الرب تعالى ، على ما سبق ، ولا يقال : كيف استوى الرحمن على العرش ؟ كما لا يقال : كيف اهتز العرش لموت سعد ؟ وإنما نُمرّ ذلك ونؤمن به بلا كيف ، ولا تأويل ، ولا تشبيه ولا تمثيل .
    قال الذهبي رحمه الله:
    " وَالعَرْشُ خَلْقٌ لِلِّهِ مُسَخَّرٌ ، إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيْئَةِ اللهِ ، وَجَعَلَ فِيْهِ شُعُوْراً لِحُبِّ سَعْدٍ ، كَمَا جَعَلَ تَعَالَى شُعُوْراً فِي جَبَلِ أُحُدٍ بِحُبِّهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ تَعَالَى : ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ) سَبَأ/ 10 ، وَقَالَ : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ ) الإِسْرَاءُ/ 44 ، ثُمَّ عَمَّمَ فَقَالَ : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) الإسراء/ 44 ، وَهَذَا حَقٌّ ، وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: " كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيْحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ " وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ سَبِيْلُهُ الإِيْمَانُ " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (3/ 183-184) .

    وقال البغوي رحمه الله:
    " وَالأَوْلَى إِجْرَاؤُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ( أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) ، وَلا يُنْكَرُ اهْتِزَازُ مَا لَا رَوْحَ فِيهِ بِالأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ ، كَمَا اهْتَزَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَكَمَا اضْطَرَبَتِ الأُسْطُوَانَةُ عَلَى مُفَارَقَتِهِ " انتهى من "شرح السنة" (14/ 180-181) .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    " وَمَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ اسْتِبْشَارُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَفَرَحُهُمْ ؛ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى مَا قَالَ ... مَعَ أَنَّ سِيَاقَ الْحَدِيثِ وَلَفْظَهُ يَنْفِي هَذَا الِاحْتِمَالَ " .
    انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 554) .


    ثالثًا:
    ليس في اهتزاز العرش لموت مخلوق نقيصة للرب سبحانه ، وأي نقيصة في ذلك ؟ وسواء قدرنا أن الاهتزاز إنما كان من فرح العرش نفسه بمقدم روح سعد ، رضي الله عنه ، واستعظامه لذلك ، على ما مر في كلام بعض أهل العلم ، أو كان من فرح الرحمن جل جلاله ومحبته للقاء عبده سعد بن معاذ ، رضي الله عنه ، كما في الحديث : (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ)
    رواه البخاري (6507) ومسلم (2683) .

    فأي نقيصة تلحق العرش بذلك ، فضلا عن أن ينسب منه نقص لرب العرش العظيم ، جل جلاله ؟!!
    إن الأصل الذي ينبغي أن نبني عليه كلامنا : هو صحة الحديث من عدمه ، وقد سبق بيان ثبوت الحديث من غير أدنى شك ، وأنه متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكرنا كلام أهل العلم في توجيهه وبيانه .
    واهتزاز العرش ، وأطيط السماء ، ونحو ذلك : ليس من صفة الرحمن جل جلاله ، كما نبهنا ، وإنما هو من صفة العرش المخلوق .
    قال الذهبي رحمه الله :
    " وَلَيْسَ لِلأَطِيطِ مَدْخَلٌ فِي الصِّفَاتِ أَبَدًا ؛ بَلْ هُوَ كَاهْتِزَازِ الْعَرْشِ لِمَوْتِ سَعْدٍ ، وَكَتَفَطُّرِ السَّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَنَحْو ذَلِك " انتهى من "العلو" (107) .
    يراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (128724) .
    والله تعالى أعلم .


    موقع الإسلام سؤال وجواب
    http://islamqa.info/ar/197531
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    سبحان الله
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •