وقال الجنيد:
الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة.
وشكر العامة:
على المطعم والمشرب والملبس، وقوت الأبدان.
وشكر الخاصة:
على التوحيد والإيمان وقوت القلوب.
وقال الجنيد:
الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة.
وشكر العامة:
على المطعم والمشرب والملبس، وقوت الأبدان.
وشكر الخاصة:
على التوحيد والإيمان وقوت القلوب.
والشكر يأتي بالمزيد دائما،
لقوله تعالى:
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }
[إبراهيم: 7].
فمتى لم تر حالك في مزيد،
فاستقبل الشكر ([1]).
([1])مدارج السالكين ـ ابن القيم ج2 (244 – 246).
يقول ابن القيم رحمه الله:
وأما تسميته سبحانه بالشاكر،
فهو من قوله تعالى:
{ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }
[النساء: 147].
[والشاكر: معناه المادح لمن يطيعه،
قال تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[القلم: 4]]([1]).
([1]) النهج الأسمى ـ (315 – 316) (294).
وتسميته أيضا شكور،
من قوله تعالى:
{ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }
[التغابن: 17].
فهو الشكور على الحقيقة،
فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه،
ويشكر للقليل من العمل،
ويعطي الكثير من الثواب،
ولهذا نهينا أن نستصغر شيئا من أعمال البر،
قال صلى الله عليه وسلم :
«لا تحقرن من المعروف شيئا،
ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»([1]).
([1]) أخرجه مسلم (2626)،
والترمذي (1833)، وأحمد (21519) عن أبي ذر.
ويشكر الحسنة بعشر أمثالها
إلى أضعاف مضاعفة،
ويلقي له الشكر بين عباده.
فلما ترك الصحابة ديارهم،
وخرجوا منها في مرضاته،
عوضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم،
ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن،
شَكَرَ له ذلك
بأن مُكِّن له في الأرض
يتبوأ منها حيث يشاء،
ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه،
شَكَرَ لهم ذلك
بأن عوضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها
ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث،
فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه.
ومن شُكْرِه
غفرانه للرجل بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين.
فالشكور لا يضيع أجر محسن،
ولا يعذب غير مسيء.
ومن شُكْرِه سبحانه
أنه يُخرج العبد من النار
بأدنى مثقال ذرة من خير.
ومن شُكْرِه
أن العبد من عباده يُنوه بذكره،
كما شَكَرَ لمؤمن آل فرعون ذلك المقام،
وأثنى به عليه.
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة،
كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر،
كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها،
وهذا شأن أسمائه الحسنى،
ولهذا يبغض الكفور والجاهل
ويحب الشكور العالم ([1]).
============
([1]) عدة الصابرين (334 – 336) بتصرف.
@almonajjid:
أحْسِنْ بربكَ ظنّـاً أنَّه أبـــداً
يكفي المُهِمَّ إذا ما عَنَّ أو نابا
لا تيْأسنَّ لبــابٍ سُدَّ في طلـبٍ
فالله يَفتحُ بعدَ البــابِ أبـوابا
===================وأخبر أن أهل الشكر هم المنتفعون بآياته،
واشتق لهم اسما من أسمائه،
فسمى نفسه شاكرا وشكورا،
وسمى الشاكرين بهذين الاسمين،
فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه،
وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا ([1]).
([1]) الروضة الندية ـ شرح العقيدة الواسطية ـ زيد بن فياض.
وقد قرن الله سبحانه وتعالى الشكر بالإيمان،
وأخبر أنه لا غرض له في عذاب خلقه
إن شكروا وآمنوا به،
فقال تعالى:
{ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ }
[النساء: 147].
@AlShehri101:
قال ابن كثير رحمه الله:
الله كريم في نفسه
وإن لم يعبُده أحد.
وأخبر سبحانه
أن أهل الشكر
هم المخصصون بمنته عليهم من بين عباده،
قال:
{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }
[الأنعام: 53].
وقسم الناس إلى شكور وكفور،
فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله،
وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله،
قال تعالى في الإنسان:
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }
[الإنسان: 3].
وبيَّن سبحانه أن الشاكرين
هم الذين ثبتوا على نعمة الإيمان،
فلم ينقلبوا على أعقابهم،
قال:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا
وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }
[آل عمران: 144].
=================هي الآية التي تلاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه
يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم
وقال:
( من كان يعبد محمدا،
فإن محمدا قد مات،
ومن كان يعبد الله ،
فإن الله حي لا يموت )([1]).
([1]) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ـ ابن قيم الجوزية ـ (150 – 151) بتصرف.
ووصف الله سبحانه الشاكرين بأنهم قليل،
فقال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[سبأ: 13]