مفهوم اللغة
اشتقت كلمة (لغة) في العربية من اللَّغَا و اللغْو و هو الكلام غير المفيد الذي لا يُعتدّ به ، أما في اللغات الأخرى فقد أخذ لفظ ( langage ) من الأصل اللاتيني lingua و معناه اللسان أو الكلام .
و قد عرّفها لسانيون كثيرون تعريفا علميا مثل :
Sapir - Edward الذي وصفها بأنها منهج بشري صِرف غير غريزي لإبلاغ الأفكار و العواطف و الرغبات بواسطة نظام من الرموز (signes ) المحْدثة .
- و Stuart hall الذي اعتبرها مؤسسة اجتماعية يتفاعل بها الناس عن طريق الرموز الشفهية السمعية المستخدمة بحكم العادة .
- و Henry sweet الذي عرّفها بأنها تعبير عن أفكار جزئية بواسطة أصوات كلامية مؤلفة من كلمات مؤلفةٍ من جمل .
و اللغة ممارسة اجتماعية يشترك فيها جميع البشر ، و هي نظام من العلامات الصوتية التي ترتبط في ما بينها بعلائق مختلفة ، و هي بالدرجة الأولى أداة من أدوات التواصل المختلفة مثلها مثل الحركات و الإيماءات الجسدية و الإشارات الضوئية و الرموز المختلفة .
غير أن اللغة ظاهرة أكثر تعقيدا من طرق التواصل الأخرى ، كما تختلف عن باقي الموضوعات العلمية لأن وحداتها ليست متميّزة و محدودة كوحدات الموضوعات الأخرى ، لذلك يجد اللساني نفسه أمام صعوبات لأن ظواهر اللغة تتميّز بالثنائية :
- فهناك ثنائية الصوت و الدلالة أو اللفظ و المعنى .
- و هناك ثنائية الاجتماعي و الثابت ، إذ اللغة في الوقت نفسه فرضية اجتماعية و نسق ثابت .
كلّ هذه المميزات و الخصائص جعلت من اللغة مجالا لاهتمام علوم كثيرة غير اللسانيات :
- كعلم وظائف الأعضاء (physiologie ) إذ للغة علاقة وطيدة بالجهاز العصبي للإنسان ، و بأعضاء الكلام من حنجرة و فم و لسان ..
- و كعلم الاجتماع (sociologie) لأنها تجسيد و تصوير لثقافة المجموعة اللسانية و فكرها ، وهي بمثابة مرآة للبنيات الفكرية و الثقافية السائدة في مجتمع معيّن .
و من ثمّ فاللغة تجمع بين كونها ظاهرة اجتماعية و نتاجا للفكر و وسيلة للتواصل.
ولكلّ لغة إنسانية أربعة أسس تنبني عليها - و بدونها لا يمكن أن تُسمّى " لغة " - و هي النظام الصوتي و النحوي و الصرفي و الدلالي الخاص بها .