"نعم أنا أتكلم عمّن وضع شرعا ينسبه لله من زبالة عقله بدافع الهوى لغرض دنيوي "
قلت ولهذا سألتك واستفصلت منك، لأن هذا ليس ما أتكلم أنا عنه! دعني أسألك هذا السؤال (وليس جوابه فيما سبق أن كتبته أنت، أو على الأقل في حدود فهمي العليل): (وهو مبني على مثال المعازف الذي سبق أن أشرت اليه آنفا):
لو أن رجلا تعرض لطلب العلم، بل قطع فيه شوطا حتى أصبح بين الناس في منصب يفتيهم منه، وكان هذا الرجل في قلبه هوى للمعازف وتعلق بها، فلما قرأ في كتب أهل العلم كلام ابن حزم رحمه الله في تجويز المعازف، أعجبه وحمله هواه على اعتناقه والقول به، وصار يفتي به الناس.. هل تقول أنت بكفره وخروجه من الملة وبأنه قد أحل ما حرم الله؟
أنا يا أخي الكريم أحدثك عن اطلاقك القول - وهو ما لا أدري كيف فهمته من كلام الشيخ الفوزان - بأن كل من تبع هواه من أهل العلم في مسألة من المسائل فهو كافر!! ألست ترى أن الرجل قد يحمله هواه على التنقيب في كتب الرجال - مثلا - من أجل البحث عما ينتقض به اسناد حديث فيه تحريم لشيء هو يهواه، فيقول بأنه لا حجة فيه؟؟ فان ألبس عليه الشيطان وزاده بأن أوقعه على أقوال في كتب المتقدمين ومذاهب فيها ما قد يراه هو حجة له فيما يريد الذهاب اليه، فاذا به يتمسك به ويعول عليه، أترى مثل هذا يكفر بذلك ويدخل في عدة الذين يحرمون ما أحل الله ويحللون ما حرم الله؟؟ أرجو أن تجيب عن هذه أولا لننتهي من هذا الاشكال قبل أن ألتفت الى كلامك عن الحد الجامع المانع الذي تطالب به.. وفقني الله واياك الى ما يحب ويرضى..