كلمة التوحيد: فضائل وثمرات



كلمة التوحيد هي رأس الأمر والدين كله، ومحور دعوة الأنبياء والرسل جميعًا منذ آدم -عليه السلام- إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخبرنا الله -تعالى- بشمولية هذه الدعوة عندما قال مخاطبًا نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (النساء:163)، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)، وما من أمة من الأمم خلت إلا أرسل الله إليها رسولًا يدعوهم إلى هذه الدعوة؛ فقال الله -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، ولما كانت هذه الدعوة رأسَ الأمر، كان لها كثير من الفضائل والثمار.
إنَّ للتوحيد الذي استقر في القلب السليم ثمارا عظيمة، وآثارا تنعكس على الفرد؛ فيحيا حياة طبية مباركة، ثم يفوز في الآخرة بالنعيم المقيم، فالتوحيد هو العلم بأنه لا إله إلا الله، ولا مستحق للعبادة إلا هو، مع اليقين بذلك، والإخلاص المنافي للشرك، والصدق المانع للنفاق، والمحبة المترتبة بالضرورة على هذا العلم، وأداء حقوق التوحيد من الالتزام بمنهج الله، وتحكيم شرعه، وتحليل ما أحله، وتحريم ما حرمه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله -تعالى-، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا هو حقيقة لا إله إلا الله، وهي ملة إبراهيم -عليه السلام-» (مجموع الفتاوى).
أعظمُ الذكرِ
أعظمُ الذكرِ عندَ اللهِ وأزكاه كلمةُ التوحيد، شهادةُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ؛ فهي شعار الإسلام، والفيصلُ بين أهل الشرك والإيمان، وهي مِفتاحُ الجنةِ وثمنُها، وهي معراجُ العباد إلى ربهم، لأَجْلِها خُلِقَ الخَلْقُ، وأُرسِلَ الرسلُ، وأُنزِلَتِ الكتبُ، قال -تعالى-: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}(الن َّحْلِ:2)، ومعناها يقتضي أمرينِ، الأمر الأول: الإقرار بأن الله هو الإله الواحد الأحد، والرب الفرد الصمد، خالق كل شيء، ورب كل شيء، فهو المستحق للعبادة، الأمر الثاني: نفي الألوهية والربوبية عمَّا سوى الله؛ فلا إله إلا هو ولا رب سواه.
حصنُ الإسلامِ
وكلمةُ التوحيدِ حصنُ الإسلامِ، بها يَعصِم المرءُ دمَه ومالَه وعِرضَه، فعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» مُتَّفَق عليه، وهي أولُ ركنٍ من أركان الإسلام ودعائمه الخمس، فعن عبداللهِ بْن عُمَرَ -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»
(مُتَّفَق عليه).
أعظمُ فريضة فرضها الله
وهي أعظمُ فريضة فرضها الله، وتواترت عليها الكتب من عند الله، وأجمع عليها رسل الله، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(ال ْأَنْبِيَاءِ: 25)، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(الن َّحْلِ: 36)، شهد الله بها وكفى، وشهد عليها الملائكة وأهل العلم الذين اصطفى، قال -تعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آلِ عِمْرَانَ: 18).
أعظم شيء انعقد عليه القلب ونواه
أعظم شيء انعقد عليه القلب ونواه، وقصَدَه العبدُ، وعَمِلَ بمقتضاه، وأفضلُ كلمةٍ نطَقَت بها الشفاهُ، شهادةُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ؛ فهي سببُ السعادةِ والنجاةِ، وفوزِ العبد في دنياه وأخراه، وهي شرطُ القَبول عند الله، وأعظم الأعمال، وأفضل الأقوال، وأزكاها ثوابًا في المآل، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ» رواه مالك، وعَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قَالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَن اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ»
(رواه أحمد).
صاحب البطاقة
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «*يُصَاحُ *بِرَجُلٍ *مِنْ *أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ علَيه تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ»(رواه أحمد)، فلا إله إلا الله أثقل الأعمال في الميزان، وأفضل شعبة من شعب الإيمان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْإِيمَانُ *بِضْعٌ *وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»
(رواه مسلم).
بذِكْرِ اللهِ ترتاح القلوبُ
بذِكْرِ اللهِ ترتاح القلوبُ، وتَنزَاحُ المتاعبُ والكروبُ، وتُمحى المعاصي والذنوبُ، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرَ ّعْدِ: 28)؛ فأكثِرُوا مِنْ ذِكْر الله، واحرِصوا على ملازَمة لا إلهَ إلَّا اللهُ، فهي أزكى الأعمال عند الله، {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}(الْبَقَ رَةِ: 110)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابِ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ»(رواه مسلم).
أنجى عمل من عذاب الله
ما عَمِلَ عبدٌ عملًا أنجى له من عذاب الله من ذِكْر اللهِ، ولن يُخلَّدَ في النار مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مخلِصًا بها يبتغي وجهَ اللهِ، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُها عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا الله» رواه الحاكم، وعن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، *وَكَانَ *فِي *قَلْبِهِ *مِنَ *الْخَيْرِ *مَا *يَزِنُ *بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً»(رواه مسلم).
أوفرُ الناسِ حظًّا يومَ القيامةِ
أوفرُ الناسِ حظًّا يومَ القيامةِ مَنْ ظَفِرَ بشفاعةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فهو الشافعُ المشفَّع، وأَوْلَى الناسِ بتلك الشفاعةِ مَنْ قال: لَا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا ومُوقِنًا بها؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»(رواه البخاري).
كلمةُ التوحيدِ هي خاتمةُ المسكِ
كلمةُ التوحيدِ هي خاتمةُ المسكِ، بها يَختِم المؤمنُ عملَه، ويَقضِي أجَلَه، ويُودِّع أهلَه، ويُلقِّنه إيَّاها مَنْ حولَه، ليلقَى اللهَ بها، فعن أبي سعيد الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»(رواه مسلم)، وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»
(رواه الحاكم).
سبيل العزة والمنعة للأمة
إن كلمة التوحيد التي ضمنت العزة والمنعة والقوة لسلفنا من هذه الأمة، لا تزال هي نفسها كلمة التوحيد التي لا يُغيرها الزمن، ولا تُجافيها الفطرة، ولا تنسخها المذاهب، يُجسد ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ»، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: «قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ».
تحقيق مبدأ العزة بالتوحيد
إن المسلم الحنيف الذي التزم كلمة التوحيد حقيقة بمقتضياتها وأركانها أينما حل نفع، وأينما ظهر سطع، يسعى بكل ما أوتي من علم لإحياء ما اندرس من معالم الحنيفية، في بيته وعمله، في إعلامه ومنبره، يرسخ عقيدة التوحيد الخالصة ثابتًا على المنهج الصافي النقي من البدع والخرافات، محققًا قول الله -تعالى-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153).
منقول