24-03-2015 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وفي هذا السياق أثارَ مشروع القانون الذي سيناقشه البرلمان الكندي حول “عدم التسامح مع السلوك البربري”، جدالا واسعا عن مضمون القانون وما يحتويه من تجريم، ومساواته تعدد الزوجات، بجرائم الشرف، وإجبار الأطفال دون سن السادسة عشرة على مغادرة كندا للزواج خارجها.


من أقبح الصفات التي تقدح بالإنسان هو مكابرة العقل والاستكبار على الحق، حيث يكون الحق معلوما وظاهرا وواضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، ثم يمعن الإنسان في إنكاره وجحوده، تماما كما وصف الله تعالى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } النمل/14
ولعل هذا ما يفعله الغرب تجاه شرائع الإسلام وأحكامه، فعلى الرغم من أن الغرب يكتوي اليوم من ويلات الانفلات الخلقي، لتنتشر الأمراض والأوجاع التي لا يكادون يجدون لها دواء وعلاجا، وذلك كله بسبب إفساحه المجال أمام العلاقات المحرمة كالزنا والشذوذ وغير ذلك مما لا يمكن ذكره، وإغلاقه الباب أمام الحلال المتمثل بالزواج أو تعدد الزوجات لمن أراد.
إلا أنه مع ذلك يصر على اعتبار تعدد الزوجات ضمن الضوابط والاعتبارات الشرعية الإسلامية جريمة، بل وعملا بربريا حسب زعم بعض من يريدون تشريع قانون بذلك في كندا.
وفي هذا السياق أثارَ مشروع القانون الذي سيناقشه البرلمان الكندي حول “عدم التسامح مع السلوك البربري”، جدالا واسعا عن مضمون القانون وما يحتويه من تجريم، ومساواته تعدد الزوجات، بجرائم الشرف، وإجبار الأطفال دون سن السادسة عشرة على مغادرة كندا للزواج خارجها.
واعتُبر أنه يستهدف المسلمين الذين تبيح شريعتهم تعدد الزوجات وتحرم اتخاذ الخليلات والصديقات وإقامة علاقات غير شرعية.
وإنه لأمر عجيب بالفعل أن يمنع الغرب تعدد الزوجات التي يحفظ الأنساب أولا، ويوقف تكاثر الأولاد غير الشرعيين بسبب العلاقات المحرمة، ويحقق العفة لآلاف الفتيات والنساء اللواتي بدونه لا يمكن أن يتوجن، بسبب تفوق عدد الإناث على الذكور، ويحمي حقوق المرأة من الضياع والاندثار، ناهيك عن حماية الأسرة من التفكك والضياع...الخ، بل ويشرع قانونا يجرم الطهارة والعفة، ويعتبره عملا بربريا حسب وصفه.
وفي التعليق على هذا المشروع قال روبرت فيسك في مقال له بصحيفة “الإندبندنت”: إنّ مشروع القانون الذي سيقدم للبرلمان الكندي مضمونه “عدم التسامح مع السلوك البربري”، ويحدد مشروع القانون ما يعتبره سلوكا بربريا بتعدد الزوجات وجرائم الشرف وإجبار الأطفال دون سن السادسة عشرة على مغادرة كندا للزواج خارجها.
ويقول “فيسك”: إن الغريب في مشروع القانون أنّ تعدد الزوجات محظور فعلا في كندا، قبل سَنّ هذا القانون.
أما بالنسبة لجرائم الشرف، فيقول “فيسك”: إنها جرائم قتل كغيرها من الجرائم، وإن القانون الكندي النافذ يعاقب عليها.
ويرى “فيسك” أن وزير شؤون الهجرة هو من سيقدم مشروع القانون للبرلمان، عوضا عن وزير العدل، إشارة إلى أن اللاجئين سيكونون المستهدفين به.
ويتساءل “فيسك” فيما إذا كانت مشاركة طائرات كندية في قصف أعراس وأهداف مدنية في مناطق في الشرق الأوسط، والتسبب بمقتل مدنيين يعتبر عملا بربريا.
إن الحقيقة أن افتراءات الغرب على التشريعات الإسلامية لا تنبع من دليل عقلي أو نقلي، وإنما من رغبة في تنحية هذا الدين عن الانتشار والشيوع، من خلال تعمد تشويه صورة تشريعاته الإلهية التي فيها صلاح الإنسان وفلاحه.