يا أبا المهاجر عافاك الله من شر نفسك
أقول لك حاطب رضي الله عنه وهو البدري من أصحاب الشجرة تقول ما رأيك في فلان وفلان من الصحابة , هناك من أرتد وقد صحب الرسول صلى الله عليه وسلم !
يا رجل ألا تقرأ القرآن وقول الله تعالى { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) }سورة الفتح
تأمل قوله تعالى { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ }
ليس علمي وعلمك بل علم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
صدق الله { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: 24]
وأما قصة الزبير رضي الله عنه مع ذاك الصحابي فلا حجة فيها لإبهام الصحابي الذي فيها ولا يُعلم أشهد بدر والحديبية أم لا .
ثم أن قوله تعالى { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا }نزلت بسبب هذه القصة كما جاء في صحيح مسلم واستدل العلماء بأن الإيمان المنفي فيها هو الإيمان الواجب وليس المنفي هو أصل الإيمان الذي لو انتفى اخرج صاحبه من الملة واستدلوا بعدم كفر ذاك الصحابي .
وأما قصة قدامة بن مظعون رضي الله عنه فهي حجة على المؤولة الجدد , فقدامة له دليل تأوله وهو قوله تعالى{ ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا } [ المائدة : 93 ]
فهو مستدل بدليل شرعي أدى به إلى شرب الخمر فصح وصفه بالتأويل فلا يقال علم الكفر وقصد الوقوع فيه بل ولا يقال وقع في الكفر .
وهذا لا يقع ممن علم الله ما في قلوبهم والله المستعان على ما تصفون