الداعية بين المبادءة والمبادرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد
أحبابنا الكرام إن مهنة الداعية الكلام ، فالكلام طريق القلوب ، ولكن كيف أتكلم ؟ وكيف أبدأ الكلام ؟
كيف تفتح موضوعا ؟
هل يجوز أن يكون الداعية صاحب المظهر السني الجميل هو الذي يساق ويقاد ويكون تابعا لأي ناعق يتكلم في أمور الدنيا ؟
لا يستساغ ذلك ،
إذن لابد للداعية من ذهن حاضر لا يفوته لحظة البدء بالكلام عن الله تعالى وحسن اتباع النبي وجمال سيرته وصورته صلى الله عليه وسلم .
الداعية لو فاتته لحظة البدء بذكائه يحول الكلام والحديث عن الله تعالى وجمال خلقه وقوته وقدرته والترغيب في الجنة ويذكر أحاديث الفضائل ، أويعلق على حادثة ويستبط للناس لطف الله تعالى يعلم الناس ( وهو بذلك يعلم نفسه اليقين بكثرة الكلام عن الله تعالى )
أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
يعلم الناس أن الله تعالى لطيف بعباده ، فالداعية يهون على الناس المصائب ، تتنبعث من فيه كلمات رقيقة تربت على كتفه ، تهدهده كالأم الرحيم فالداعية يمتاز بحنان الأم وعطف الأب .
كلامك يريح الناس ، فالناس مرضى لأن الدنيا شغلتهم ، وأنت الطبيب لأنك صاحب العلاج الفعال وهو (( المذكر بالله تعالى )) فلا تبخل بأن تكون أنت الأول في كل شيء .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
إن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا
فإن فساد العزم أن يتأجلا

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على محمد وآله وسلم
عادل الغرياني