وحتى يعلم القارئ الكريم حقيقة هذا الغلو،
نذكر بعض الأبواب ([1]) التي وردت في أصح كتب الشيعة،
وهو الكافي للكليني.
من هذه الأبواب:
- باب:
أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (1/258).
- باب:
أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم (1/260).
- باب:
أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام (1/255).
- باب:
أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى (1/193).
- باب:
أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه (1/264).
- باب:
أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل،
وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها (1/227).
وهم لم يكتفوا بذلك،
بل جعلوا تعيين الإمام أهم من بعث الرسول صلى الله عليه وسلم،
وفي ذلك يقول آية الله ميرزا الخراساني:
«إن تعيين الإمام أهم من بعث الرسول؛
لأن تركه نقض للغرض وهدم للبناء»([2]).
ويقول الخميني مفضلاً الأئمة على أنبياء الله سبحانه وتعالى وملائكته عليهم السلام:
«إن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية،
تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون.
وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا
لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل» ([3]).
فهذه بعض النماذج من الغلو والإفراط فيه.
مع أن المتواتر عن آل البيت عليهم السلام أنهم كانوا يقولون لشيعتهم:
«أيها الناس! أحبونا حب الإسلام؛
فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا» ([4]) .
وروى المجلسي أيضًا بسنده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
«إياكم والغلو فينا،
قولوا:
إنا عبيد مربوبون» ([5]) .
وعندما قيل له رضي الله عنه :
«أنت نبي،
قال:
ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وسلم» ([6]) .
وروى الكشي عن أبي بصير قال:
قلت لأبي عبد الله عليهم السلام:
«إنهم يقولون،
قال: وما يقولون؟
قلت: يقولون:
تعلم قطر المطر، وعدد النجوم، وورق الشجر،
ووزن ما في البحر، وعدد التراب،
فرفع يده إلى السماء،
وقال:
سبحان الله... سبحان الله!
لا والله، ما يعلم هذا إلا الله» ([7]) .
وعنه أيضًا:
«والله لو أقررت بما يقول فيَّ أهل الكوفة لأخذتني الأرض،
وما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على شيء بضرٍّ ولا نفع» ([8]) .
فهذه بعض أقوال الأئمة عليهم السلام
كما صرحت بذلك كتب الشيعة،
وهذا يبيِّن حقيقة ما تعتقده الشيعة في آل البيت،
وأنه لا يمكن أن ينطلي على أحد
ممن أنعم الله عليه بالعقل السوي والفطرة المستقيمة.
=================
([1]) والباب فيه عدة روايات فتأمل!!
([2])هذه الرسالة المعجزة والإسلام (ص: 107).
([3])الحكومة الإسلامية (ص: 52).
([4])انظر: البداية والنهاية (9/110).
([5])بحار الأنوار (25/270).
([6])بحار الأنوار (8/283).
([7])رجال الكشي (ص: 193).
([8])تنقيح المقال (3/332).